آخر تحديث: 28 / 4 / 2025م - 1:48 ص

نحو توازن حياتي أمثل

ياسين آل خليل

في زحمة الحياة وتزايد متطلباتها يومًا بعد يوم فإنه بات من الصعب على الناس قضاء بعض الوقت مع ذويهم، وبالتالي فمن الضروري ضمان وقت للاسترخاء عندما لا يتأتى للأسرة بكاملها أن تكون جزءًا من تلك الاستراحة.

يوفر الترفيه وسيلة لكسر رتابة الحياة اليومية، كما أنه يجلب السعادة والتي هي بلسم أساسي يساعد في التمتع بصحة وعافية. كما أن الترفيه يقلل من الإجهاد والتوتر الذي بات جزءًا من حيات الفرد وهو يكابد معترك هذه المدنية وما تحمله من آلام وويلات. مع توفر مصادر عديدة من وسائل الترفيه المتاحة، صار الناس لديهم العديد من الخيارات ليقضوا فيها أوقاتهم. ولعل أفضل خيار هو التركيز على تلك النوعيات من وسائل الترفيه التعليمية أو الإلهامية والتي تدفع الناس وتشجعهم على تحقيق النجاح في ظل الصعوبات القائمة.

الناس الذين يعملون على مدار الساعة هم عرضة للاضطرابات النفسية. آثار تلك الاضطرابات تختلف من شخص لآخر، لكنها مع الوقت تصبح جزءًا من شخصية الفرد. والترفيه ليس إلا أداة يمكن من خلالها التقليل من ذلك التأثير السلبي. التمتع بنوع من النشاط بعيدًا عن قضايا الساعة ومشاكل العمل، يعتبر من أهم الأشياء التي يُنتظر من الجميع القيام بها خلال روتين الحياة اليومية. إدمان العمل خطأ يُبقي مستويات التوتر مرتفعة وهذا ما لا يعود على الشخص بمصلحة تذكر إذا ما قورنت بالأعراض الجانبية التي ينتهي بها المدمن على العمل في نهاية المطاف. هذه النوعية من الناس عليها كسر روتين الحياة واستبداله بنمط حياة يكون فيها الفرد متوازنًا يجمع بين العمل والأسرة والصحة والأصدقاء. هذا بدوره يجعل الحياة أكثر متعة ويعطي العقل قسطًا من الراحة بعيدًا عن جنون العمل.

اللعب مع الأطفال هو الآخر قد يكون واحدًا من أهم الطرق للتنفيس عن النفس والبعد عن منغصات الحياة. اللعب يسمح للأطفال استخدام قدراتهم الإبداعية وتطوير خيالهم، كما أنه ينمي معارفهم ويقوي أبدانهم. بالإضافة الى كل ما سبق فإن ممارسة اللعب تكسب الأطفال الثقة وتطور مهاراتهم الاجتماعية من خلال مشاركتهم العمل في مجموعات يدار فيها التفاوض وحل النزاعات كمرتكزات ومهارات حياتية لا غنى للبراعم من أطفالنا تعلمها، فضلا عن كون اللعب ترفيه للصغار والكبار.

أحيانًا نجد أنفسنا محاصرين في بيوتنا، تماما في حيرة حول كيفية استخدام وقتنا دون أن نشعر في حقيقة الأمر بأن هناك طرق كثيرة يمكننا فيها الترفيه عن أنفسنا ودون أن نغادر منازلنا. ليس هناك نهاية لطرق الترفيه عن النفس، فما عليك إلا أن توظف شيئًا من ذلك الإبداع بداخلك وتلقي نظرة حول الفضاء الخاص بك والعثور على شيء يمكن أن يشغلك وفي نفس الوقت يجلب لك المتعة والترفيه.

نحن نعيش في عالم مليء ومنشغل بالكثير من البرامج التلفزيونية وأدوات التواصل الاجتماعي وملايين المواقع على الإنترنت والتي تحتوي على الآلاف من الأفكار حول ما يمكننا القيام به لنجعل من حياتنا مكانًا أفضل للعيش. كما أنه لا يخفى على أحد أن هناك بعدًا أخلاقيًّا وأدبيًا نسعى من خلاله إلى تعزيز نمط الحياة المستدام لنا كأفراد وكذلك للمجتمع ككل. اتخاذنا الصحيح لخياراتنا يجعل من ذلك التوازن أمرًا واقعيًّا. قد تكون هناك أوقات عندما يكون الاختيار بين المضي في حياتك المهنية يأخذ المقعد الخلفي لصحتك أو سعادتك المنزلية. كيفية اتخاذ القرار والتعامل مع المطالب هي متروكة لك. المعايير القيمَيّة والأدبية لديك تجاه العمل والحياة هي التي تحدد تلك الأهمية وترشدك في اتخاذ قراراتك نحو توازن حياتي أمثل. دمتم سالمين.