ممارسات تحفيزية لحياة أفضل
لا الوقت ينتظر والحياة هي الأخرى، كلٌ في سبيله ماض. أما أنت، فسواء قررت المضي في السير قُدمًا وكسر حاجز الخوف الذي يتلبسُك، أو أن تستقر في شرنقتك مستسلمًا ومكبلًا يديك ورجليك، القرار قرارك، ولا أحد سيحصد الزرع الذي زرعته غيرك.
قد تعتقد أنك عندما تعطي أي موضوع أكثر من حقه تفكيرًا وتحليلًا، بأنك ستصل إلى نتائج مبهرة تقربك إلى خيوط الحل النهائي، لكن التجارب العملية أثبتت عكس ذلك تمامًا. والملفت للنظر أنه في معظم الحالات تخرج النتائج مخيبة للآمال ويتحول كل ذلك المجهود الفكري المبالغ فيه إلى معاناة تقلب كل الموازين وتحول حياتك إلى نكد ومعاناة تفوق تصوراتك ومرئياتك.
تحلى ولو باليسير من الشجاعة، على أن تأخذ الحياة بسهولة وصدر واسع وقلب كبير، حتى تتمكن من الاستمتاع بما أنعم الله عليك من نعم كثيرة وإن بدت صغيرة في نظرك، إلا أنك ستكتشف لاحقًا أن قيمتها الوجدانية تفوق الكثير من الأشياء غالية الثمن من منظورها المادي. لا تستسلم لمجرد تعثرك في إنجاز عمل ما، معتقدًا أنها نهاية النهاية، فالطفل لا يُحسن المشي من أول خطوة يخطوها. تعثرك هذا ما هو إلا محطة للتزود بالخبرة والمعرفة لبداية جديدة تكون فيها أقرب للنجاح. لا تجعل من تعثرك عقبة تقف بينك وبين أن تنجز أهدافك، اعمل على تحويلها إلى منصة انطلاق توصلك إلى ما تصبو إليه من نجاح وتقدم.
حياتك قصة، سخر كل إبداعاتك لتجعلها ممتعة للسامعين. وإن قدر الله لتلك القصة أن تُكتب، كن واثقًا متيقنًا بأن أحداثها شيقة ومحفزة على مر السنين. لا تجعل الناس همك الأول في أن يفهموا ويباركوا تفاصيل حياتك، فأنت لا تحيا حياتك لأحد. رحلة الحياة التي تحياها هي رحلتك أنت، فخططها كما تريد لها أن تكون من بدايتها إلى منتهاها. لا تنتظر لحظات السعادة أن تطرق بابك، فكل لحظة تعيشها هي ملكك وبين يديك، فاجعل منها لحظات تستحق أن تُسجّل في سيرتك الذاتية.
الحياة لا تخلو من المنغصات، فأي تغيير فيها حتى لو كان إلى الأفضل قلّ أن يكون خالصًا دون أن يصحبه شيء من التنغيص. إذن لا تُجهد نفسك في البحث عن حياة مثالية بقدر أن تتطلع إلى حياة يملؤها الحب والسعادة. مشاعرك تجاه الآخرين ما هي إلا انعكاس لمشاعرك وأحاسيسك الداخلية تجاه نفسك، فاعمل على تقويم ذاتك، تستقم مشاعرك نحو الآخرين. الحياة في تحول وتغير دائم ومن الصعب التنبؤ بما سيكون عليه الحال في الساعات القادمة، لذلك عليك أن تكون على استعداد دائم للتغيير القادم.
تخلى عن آلام الماضي، واستمتع بالمتاح من حلو الحاضر وارسم لنفسك آمالًا مستقبلية تحفزك على الخروج من شرنقة الراحة ولا راحة الى ممارسة الحياة بثقة واثقة بخالقك، واعلم بأن الله لن يخذلك وأنه سيبارك لك مسعاك. أنت تمتلك طاقة عقلية جبارة، ما عليك إلا أن تُفعّلها على واقعك الحياتي لتكتشف أن حياتك بدأت تتغير إلى الأفضل يومًا بعد يوم.
الحياة كالأرجوحة مرة تعلو بك ومرة تهوي، والخيار خيارك، إما أن يمتلؤك الخوف والرعب وتأخذ بالصراخ، أو أن تستمتع بكامل مراحل اللعبة. أنت لا تحتاج إلى المزيد من المعرفة لتمشي واثق الخطى قُدُمًا في حياتك، كل ما تحتاجه هو القليل من التبصر والكثير من اليقظة والشجاعة مع النفس لتمضي بك الحياة إلى حيث يأخذك خيالك وتحط بك أحلامك. دمتم سالمين.