آخر تحديث: 28 / 4 / 2025م - 1:48 ص

نعم تستطيع

ياسين آل خليل

مفاتيح النجاح كثيرة، ومن أهمها وأكثرها تأثيرًا مفتاح التحفيز الذاتي. أنت لست بحاجة لأن تستعير هذا المفتاح من أحد، لأنه أحد ممتلكاتك الخاصة. لا أحد يختار أو يحدد من تكون إلا أنت، ولا أحد على هذه الأرض سيخوض معركتك غيرك، لهذا عليك أن تصارع في هذه الحياة وتقتحم الصعاب لتحقق أحلامك.

لا تقارن نفسك بالآخرين، فهذا بمثابة الإهانة لذاتك. عوضًا عن ذلك، تنافس مع قدراتك وضعها في محك ”أن تكون أو لا تكون“. أنت فقط تعرف ماذا تريد، وأنت الوحيد المسؤول عن تحقيق ذلك. أعط نفسك فرصة أن تخطو أول خطوة، فلا أحد يخرج إلى الحياة عالمًا بفنون السعي في شعاب الأرض وأرجائها. أنت تمتلك الكثير من الإمكانيات وما عليك إلا أن تُحدد هدفك ووجهتك وتنطلق للعمل بجد ودون هوادة.

لا أحد يدعوك إلى المثالية، الأهمية تكمن في أنك تٰحرز تقدمًا ملموسًا وتقديراتك تُنبؤك بأنك في تحسن مستمر. مخزونك من التحفيز الذاتي هو ما سيدفعك للبدء في مشوار الألف ميل، وخطواتك التالية هي التي ستعمل على تحويل سلوكك في العمل إلى عادة تضمن لك المحافظة على الإستمرارية. تُعْرف المعادن بعد تعرضها إلى حرارة نارية عالية، كذلك البشر تُعرف نوعية معادنهم عندما يواجهون ضغوطًا استثنائية كبيرة. مفتاحك الذهبي القادر على فتح أبواب المستقبل، يكمن في مدى تأهيلك لذاتك، وذلك من خلال رفع مستوى الإستعدادية لديك لمواجهة الظروف الصعبة التي تتوقع مواجهتها في رحلتك الحياتية.

أن تكون لديك الإمكانية على معرفة الفرق بين ما تريد وما تحتاج، دليل على أنك تمتلك التحكم في رغباتك كيف ومتى شئت. قد تشعر أحيانًا بأن الحياة قد تغيرت رأسًا على عقب، وأن كل شيئ من حولك لم يعد يعني لك الكثير. في هذه الأوقات ارجع واستمع إلى ما يُحدثُك به قلبك، عندها ستشعر بالطمأنينة وأنّ الدنيا ما زالت بخير. تحلّى بالصبر واجعل ثقتك بالله كبيرة، تهون عليك الحياة ويحل بداخلك الأمن والسلام. عندها ستنقشع عنك الغُمامة وتتضح لك الرؤية، فيتبين لك الخيط الأبيض من الأسود.

أذكرك من جديد بالتخلي عن ذلك الحديث الداخلي السلبي الذي يراودك بين الحين والآخر ويعمل على تشتيت قواك العقلية. ولأنك تستحق الأمن والسلام الداخلي فإني أوصيك على التركيز والإصغاء لما يقوله الآخرون، قبل أن تندفع وتسترسل في الأخذ والرد لمجاراة الحديث القائم. ولأنك وُجدت لسبب جوهري، لا تسمح لتلك الأفكار الإستسلامية أن تتسلل إلى عقلك. كل الطرق مليئة بالحفر والمطبات إلا أن كل ذلك لا يستدعي توقفك عن العمل أو ثنيك عن مواصلة الطريق. لا تنتظر من أحد أن يردم لك تلك الحُفر أو أن يفرش لك الطريق بالورود. تحلى بالصبر وتيقن بأن الصعاب التي تمر فيها اليوم، هي نفسها من ستمدك بالقوة التي تحتاجها في مواجهة تحديات الغد.

إنجازاتك التي حققتها ماهي إلا ثمرة قراراتك الصائبة وجُهدك وشجاعتك الشخصية. لا تتردد أبدًا في توظيف تلك الإمكانيات في كسر حاجز المجهول والخوض في عالم التجربة. املأ عقلك بكل ما هو إيجابي من أفكار، هذا من شأنه أن يُغير الكثير من عاداتك السلبية ويدعمك مجددًا في تعزيز ما هو متوازن من مخزونك الفكري.. أنت لا يمكنك الولوج إلى عوالم جديدة ما دمت متمسكًا بعوالق الماضي. استمتع بما تمتلكه في حاضرك من نِعم، ولا ترجئ مُتٓعٓك الآنية إلى قادم الأيام، ”فليس في طبع الليالي الأمان“. لا تسمح لأحد أن يُطفئ شرارة حماسك ووهجك، واعلم بأنه عندما تتوقف مركبتك عن السير، قد لا تجد من يمددك بالطاقة لتكمل بقية مشوارك.

اختر من الناس من يُعزّز ويرفع من معنوياتك، وابتعد عن المثبطين، واليكن معلومٌ لديك أنك ”تستطيع“ وأنك تمتلك الكثير من مقومات النجاح، وليس أمامك إلا أن تنطلق على بركة الله، وإن خُيّرت ”فلا تقنع بما دون النجوم“. دمتم سالمين