طريقك لحياة إيجابية
عندما تدفعك البيئة المحيطة بك لأن يراودك شعور بأن هناك ما يكفي من الأسباب لأن تكون سلبيًا، فكر مليًا بأن هناك ألف سبب آخر يدفعك لأن تحتفظ بإيجابيتك. محافظتك على قدر كبير من الإيجابية في التفكير هو العامل الأوفر حظًّا واللاعب الرئيس في ترطيب أجوائك الحياتية وخلق ظروف بيئية متوازنة للعمل والانطلاق نحو نجاحات مستقبلية واعدة.
في ظروفنا الحياتية المعاصرة لا يوجد هناك إنسان محصّن أو هو في منأى عن مواجهة المواقف السلبية والمثيرة بكل أنواعها. هذا بدوره لا يدعوك لأن تعتلي فرس إبليس وتُظهر ذلك الوجه المعتم، المقطّب والحالك من شخصيتك. الأولى بك أن تحافظ على إيجابية في التفكير وهدوء في الأعصاب إلى الدقائق الأخيرة من يومك حتى تصحو صباح اليوم التالي وأنت تمتلك روحًا لديها كل مقومات القوة القادرة على جعل غدك أفضل من أمسك ويومك. سعادتك تقاس من خلال تلك التراكمات الصغيرة من الفرح والسعادة النابعة من أشياء ربما هي صغيرة من منظورك المتواضع، إلا أن تأثيرها يخلق ذلك التوازن النفسي المشبع بالإيجابية والرضا بما يقدره الله لك في حياتك الأنية وفيما هو مكتوب لك أن تعيشه من عمرك المديد.
اعمل على أن تحيط نفسك بكل ما هو إيجابي واجعل ثقتك بذاتك كبيرة واحرص على مكافأتها على ما تحققه من أعمال وإن بدت بالغة الصغر. لا تقارن إنجازاتك بما حققه الآخرون فهذا ليس من العدل في حق ذاتك. اجعل تفاؤلك كبيرًا بأن القادم من الأيام ستكون حُبلى بالكثير من الخبايا السارة والمفاجآت الإيجابية التي ستجعلك راضيًا ومقدرًا لما أنت عليه من حال.
عندما تعرف قيمتك الحقيقية فلن يتمكن أحدٌ من أن يُشعرك بأنك أقل قيمة. كن كما تعتقد لا كما يعتقده الآخرون، واعلم بأنك النسخة الأصلية لشخصيتك والتي لن تتكرر على مر الأزمان. كن واثقًا بأنك بصمة ليس لها شبيه ولا مثيل وهذا ما يجعلك مختلفًا عن غيرك من بني البشر والذين هم أيضًا يمتلكون شفرتهم الخاصة بهم والتي تميز كل فرد منهم على حدة عن غيره من أقرانه. الحياة لا تخلو من النُقّاد ومن دونهم قد لا تستطيع أن تُقيّم نفسك ذلك التقييم العادل والذي من خلاله تستشف معلوماتك الأولية لتُقوّم نقاط الضعف والقوة لديك وتصل الى نقطة الرضا.
اخلع تلك النظارة السوداء التي تجعلك تفكر بأن الجمال في الحياة ذهب إلى غير رجعة. فكل يوم تعيشه يحمل في طياته شيئًا جميلًا لكنه يحتاج إلى روح جميلة ونقية وعينان جميلتان تبحث عن كل ما هو رائع لتلتقطه بعدساتها لتخرج صورًا فائقة الإبداع تُمتعك بين الحين والآخر وتدخل عليك البهجة والسرور. عدم نجاحك في جانب من جوانب الحياة يجب أن لا يثنيك عن طرق أبواب أخرى قد تخفي وراءها الكثير من الكنوز والثروات والفرص التي لم تكتشف بعد والتي هي دون شك في انتظارك لتنعم بها أنت وتثري الآخرين من حولك بنتاجها السخي.
عندما تكون أقوالنا وأعمالنا مبنية على نوايا طيبة فإن أرواحنا هي الأخرى تكون نقية ومطمئنة، لا يختلجها الندم ولا تراودها الحسرة. الطاقة التي نستهلكها للقيام بعمل ما ونحن نحمل شيئًا من نوايا الشر، هي نفس الطاقة التي نستهلكها ونحن نحمل بذور الحب ونوايا الخير. إذن الخيار خيارنا في أن نعمل ونمارس حياة بؤس وشقاء بتبنينا لأدوات الشيطان أو أن نُنقّي أنفسنا باستحضار وتكريس أدوات الخير لنفوز بكلتا الدارين، الدنيا والآخرة.
أنت أكثر قيمة من كل تلك الماديات التي بحوزتك بل أنت أكثر قيمة من كل ما تراه من المكونات المادية التي هي في حوزة الآخرين. وحتى لو قُدّر لتلك الثروات أن تدخل في ملكك فإن ذلك لن يضيف لك قيمة تذكر إذا لم ترتقي ذاتك وتتحرر من عبودية الدرهم والدينار. إذن لماذا تشغل نفسك بالأرقام وأنت تعلم أنها لن تصحبك حين تغادر هذه الدنيا. طريقك للإيجابية يبدأ بتغيير طريقتك في التفكير، عندها فقط يمكنك القول بأنك خطوت أول خطوة لحياة جديدة من منظور مختلف يحمل كل آمالك وأحلامك إلى مستقبل واعد يسكنه الأمن والطمأنينة والسكون. دمتم سالمين