مطالب بتوحيد الزي المدرسي للبنين.. وإخصائية: مساواة وتجانس بين الطلاب

دعا عدد من المختصين إلى توحيد الزي المدرسي لطلاب المرحلة الابتدائية، مشيرين الى أنه مطلب صحي في العملية التعليمية لما له من إيجابيات في إزالة الفوارق الفردية بين الطلاب في جانبها المعيشي، من خلال الحالة البصرية التي تختص بالملبس.
وطالبت الصحافية شادن الحايك بتوحد الزي المدرسي في المرحلة الابتدائية للبنين، ليكون شبيهًا بزي الروضة.
وبينت ان توحيد الزي المدرسي سيوفر على الأهالي ماديًا ويزيل الفوارق بين الطلاب.
وقالت: ”حقيقة إن فكرة الزي الموحد تلح علي منذ سنوات، ومع تواجد مواقع التواصل الاجتماعي كتابية، مرئية ومباشرة طرحتها للنقاش، ورأيت مدى تقبل الفكرة وتأييدها“.
وأكدت أن توحيد اللبس سيرفع الكثير من المصروفات عن كاهل الأهالي ويشعر الطلبة بتساويهم فيما يرتدون، مفيدة أن ”الماركات“ ماهي إلا استعراض لا أقل ولا أكثر، الأمر الذي بدوره يشعر الطالب بالطبقية نوعًا ما والمقارنة.
وأشارت إلى الماركة هي رغبة الأمهات وليس للطفل يد فيها إلا أنها تكبر معه بالتدريج، مؤكدة أنها مع توحيد الزي المدرسي للمرحلة الابتدائية ”بنين“ جملة وتفصيلا.
وبينت إن المعمول به منذ سنوات في مدارس البنات والبنين في المرحلتين المتوسطة والثانوية ”الثوب“ كزي رسمي معتمد، موضحة أن الثوب لا يتناسب مع المرحلة العمرية لطلاب الابتدائية، لا اللون من جانب ولا هو مساعد لحركتهم من جانب آخر.
ونوهت إلى إنه بإمكان الأهالي مخاطبة المدارس أو مكاتب التعليم وإبداء رغبتهم في توحيد اللبس، مفيدة أن توحيد اللبس انطلق من الأطفال بعد اتفاقهم مباشرة لن يكون هناك اعتراض من المدارس أو إدارات التعليم.
وقالت: ”نرى أن هناك رغبة بعض الأمهات في إظهار ”كشخة“ أولادهن فلن يكون هناك التزام حقيقي إلا بقرار إلزامي، كما هو الثوب للبنين في المتوسطة والثانوية والزي المدرسي للطالبات في جميع المراحل“.
وأكدت الناشطة الاجتماعية فوزية المبارك أن توحيد الزِّي المدرسي لطلاب المرحلة الابتدائية سيزيل الكثير من الفروقات الفردية بينهم.
وقالت: ”أؤيد توحيده لهذه المرحلة المهمة، التي تعتبر مرحلة طفولة تتصف بالحركة واللعب والجري في المدارس“.
وبينت أن الزِّي الموحد لمرحلة دراسية للطلاب أو ما يسمى Uniform، يعطي هوية للطالب بأنه ينتمي لتلك المدرسة ولا يوجد اختلاف بينهم.
وعددت فوائده كثيرة، منها: تنمية المساواة بين الطلاب جميعهم، حيث أن الجميع يلبس ذات الزِّي وذات اللون، عدم الوقوع في حيرة في اختيار الملابس يوميًا، خصوصًا الصباح مما يؤدي إلى تأخير الطلاب نتيجة ضياع الوقت، والمحافظة على جودة الملابس، نظير استخدامها المتكرر الذي يعرضها للتلف.
وأضافت: ”عادة يكون تصميم الزِّي الموحد مريحًا للمشي والجري والحركة الكثيرة لدى الطلاب، كذلك فإنه توفير للمال“.
وتابعت: ”كثير من الأمهات يشتكون من اختيارات الألوان أو موديل الملابس من الأطفال، لذلك الزِّي الموحد سيلغي هذه الظاهرة“.
وأكدت إن الزِّي الموحد مهم جدًا لسلامة الطلاب، خصوصًا للرحلات الخارجية بكونه يسهل معرفتهم أثناء الضياع - لا سمح الله -.
وقالت: الأهم أن مجتمعاتنا الشرقية والخليجية، تتفاخر بالشكل الخارجي باسم الماركات والموديلات و- الزي الموحد -، سيلغي كل الطبقية الموجودة في المجتمع، ليكون الجميع سواسية، وهذا من الآثار السلبية لعدم وجود الزي الموحد للطلاب.
وأكدت إن التفاخر بالملبس بكونه من أشهر الماركات الموجودة في السوق خصوصًا من الطبقة الغنية ”المخملية“، سيكون أثرها سلبي على باقي الطلبة.
ورأى الصحافي ماجد الشبركة، بأنه لا يتفق مع هذا المقترح - الزي الموحد - نهائيًا، مبينًا لأنه سيزيد من الأعباء المادية ويرهق كاهل الأسر بمزيد من المتطلبات، من خلال إلزام كل أسرة بالتوجه لشراء صنف محدد دون غيره ولا بديل عنه، وليس لدى الجميع القدرة على تحمل عبء هذه النفقات الاضافية.
وقال: إن الوضع الحالي على - سبيل المثال لا الحصر -، يمكّن الطالب من استخدام ملابسه الشخصية، كملابس للمدرسة مما يوفر على رب الأسرة الكثير، مطالبًا بالبحث عن المشاكل التي يعاني منها الطلاب، تحديدًا الطالبات، حيث تتفنن بعض المدارس بتحميل الطالبات متطلبات بطرق بعضها غير أخلاقية رغم تأكيد الوزارة وتشديدها على منع ذلك.
وأشار الى أن توحيد الزي معناه تلقائيًا دخول ثقافة الماركة، وقال: ”لو فرض الأمر اجباريًا، فإننا سنبصر من يبحث عن التميز سواء في المدرسة أو غيره وعلى صعيد توحيد الزي أو بدونه“.
وبينت الأخصائية النفسية الإكلينيكية عبير غزوي، إن مرحلة التحاق الطفل بالمدرسة تعتبر حدثًا انتقاليًا هامًا في حياته، ومن الطبيعي جدًا أن يشعر الطفل بالخوف والقلق، إذ أنه ينتقل من بيئة المنزل الآمنة والمألوفة إلى بيئة المدرسة التي تثير لديه مشاعر فقد الأمان والغربة.
وأضافت، هي تجربة جديدة يخوضها الطفل لوحده، بعد أن اعتاد على أن تكون أمه معه في كل مكان، مشيرة إلى لعوامل التي تسهم في نشأة الصدمة والخوف بصورة أكبر، كالحماية الزائدة والتدليل وقلق الأم على الطفل وشدة تعلقه بها.
وقالت: إن للأم دورًا خاصًا في خلق هذا القلق في نفس الطفل وإطالة فترةعدم تكيفه مع جو المدرسة، حين تظهر مشاعر القلق، كالبكاء أمام الطفل أو تركه أو الانتظار معه داخل المدرسة نصف اليوم.
وأوضحت أن تلك المشاعر رسالة سيلتقطها الطفل مفادها ”هذا المكان غير آمن“، ومما لا شك فيه أن توحيد الزي المدرسي، يعمل على خلق شعور الطلبة بالمساواة وتحقيق التجانس والاشتراك في المظهر، مؤكدة بأنه خيار تربوي اجتماعي ييسر في عملية تكيف الطفل واندماجه داخل المدرسة.