باعة وفلاحون: لا أمان وظيفي لنا والأجانب سبب «تعب السوق»

رغم كبر سنه، والتي تظهر جليا على ملامح وجهه، إلا أنه مازال يجاهد في الحياة ويمارس التجارة عله يسد متطلبات أسرته، وأخرى تحمل على رأسها «مجموعة من صرات الحشائش» وتتنقل في زوايا السوق، لعل أحد الزبائن يلتفت لها ويشتري منها.
جمعتهم ظروف الحياة لئن يكونوا في الأسواق وفي المزارع، على الرغم من عدم وجود الأمان الوظيفي، وانعدام التأمينات الاجتماعية أو الإجازات الرسمية التي يتمتع بها الموظفين، إلا أننا نجدهم سعداء في هذه المهن.
”جهينة الإخبارية“ كان لها جولة في سوقي الخضار وسوق السبت بالقطيف، وحاولت اللقاء بالباعة هناك لرصد مطالبهم، معاناتهم، والتي أجمع الجميع على ضرر العمالة الأجنبية وتأثر الأسواق المركزية منها.. وكان لنا هذا التقرير:
تحاول الحاجة أم محمد تغطيه كل جسمها بعباءتها السوداء الثقيلة، قبل أن تخبرنا بأنها تبيع الريحان والتمر والبيض من النخل الذي تمتلكه العائلة، لافتة إلى أنها تربي الدجاج من أجل الاستفادة من البيض الذي يكثر عليه الطلب.
وعلى بساطها الذي افترشت عليه بضاعتها، تشتكي أم محمد من تذبذب حال السوق وعدم ثبات أحواله، مشيرة إلى أنها ترجع في بعض الأيام إلى بيتها دون أي يشتري الزبائن منها أيا من بضاعتها التي اعتادت بيعها منذ سنوات.
وترى أم محمد أن التجارة صارت أمرا ضروريا في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الإنسان، حتى وإن كانت متعبة وتجبرها على تحمل تغيرات الأحوال الجوية من برد وحر و، مشيرة إلى أنها تتمنى أن يكون هناك مهن ثابتة المدخول.
من الجهة الثانية، يقول المزارع عباس الجارودي وهو يعرض بضاعته المتنوعة من الحشائش الخضراء بمختلف أنواعها، إنه أمتهن مهنة الزراعة منذ الصغر، معربا عن تذمره من قلة المردود المالي بقوله «السوق تعبان».
وأرجع الجارودي أسباب تعب السوق بحد تعبيره إلى البيع العشوائي وسيطرة العمالة الوافدة على البيع، قائلا باستغراب «على الرغم من ارتفاع أسعار هؤلاء العمالة الأجنبية، إلا أن المواطن يرغب في الشراء منه لانعدام الثقة في البائع السعودي، مما يسبب الركود للمنتجات التي يبيعها.
وانتقد الجارودي التصرفات التي يلجأ لها الزبائن، من قبيل طلب تخفيض السعر والإلحاح على الحصول على بضائع «حشائش» مجانية، متمنيا أن يكون للبائع والمزارع ضمان «أكبر».
وقبل أن يتحدث الفلاح عباس علي «أبو جهاد» عدل من وضعية «غترته البيضاء» مستعرضا بضاعته التي تتنوع ما بين الورد المحمدي والطائفي والسلطاني والمشموم «الريحان» وزهر الرمان.
ويؤكد أبو جهاد والذي عاد للزراعة بعد تقاعده من المهنة العسكرية على أن الزراعة والتي امتهنها أبا عن جد، هي «الباب» الذي وجد نفسه فيه ورجع إليها.
ويصر على شرح الكرات السوداء التي يبيعها منذ حوالي أربعون سنة وهي «زهر الرمان» أو ما يسمى باللغة العامية «الكروره» متطرقا بإسهاب عن طريقة تصنيعه وفوائده الصحية في الطهي لاسيما السمك.
ويؤكد بشدة على خطورة الزيوت المستخدمة في الطبخ، والتي تكون سببا للكثير من الأمراض التي يعاني منها في المجتمع، لافتا تأثر السوق بعد تغييرها من سوق الخميس إلى يوم السبت، وانعدام زيارة الزبائن من دول الخليج متمتما «السوق الأول تغير وصار ضعيف».
أحد باعة السمك وحينما عرف بوجود الصحافة، عبر عن تذمره بقوله «مللنا من التصوير ومن المقابلات الصحفية، نحتاج إلى حل لسيطرة الأجانب على نقاط البيع دون أي رقابة من الجهات.
المزارع عبد الواحد الهميدي والذي يبيع منذ حوالي18 عاما، ويملك مزرعة في الرامس، يقول: هذه المهنة أسهل لنا بعد أن اعتدنا عليها على الرغم من إن المزارع لا يملك إجازات ولا ضمان مادي.
ويشير إلى «تعب السوق» بعد توقف الاعتماد الرئيسي على سوق الخضار الأصلي، وافتتاح العديد من محلات الخضارة، في جميع الأحياء.
ويبيع البائع عبد الواحد العباس الخضار بعد شرائها من الدمام لأكثر من أربعين عاما، معربا عن اسفه حيال «تعب السوق» حاليا، وتغير كل شي» في جميع إنحاء العالم.
ويتساءل العباس: هل رأينا سابقا بسطات بيع الخضار أو الأسماك في أزقة الطرقات، منوها إلى أفضلية وجود سوق مركزيه لضمان «الرزق».