«ربع قرن» وأحياء تركيا بدون «صرف صحي» والعنزي مبشرا: المشروع ينتهي خلال 30 شهرا

اشتكى عدد من المواطنين بحي المروج «تركيا السكنية سابقًا» بجزيرة تاروت من افتقادهم لشبكة الصرف الصحي منذ ما يقارب عشرين عاماً.
وعبروا عن معاناتهم من طفح مياه الصرف الصحي إلى الشوارع وأمام المنازل باستمرار، مما يتسبب في أضرار صحية لهم ولعوائلهم، ويعيقهم من استخدام الشوارع بشكل سليم.
وطالبوا إدارة المياه بمعالجة المشكلة، وإيجاد الحلول.
واشتكى عبدالله أحمد آل فردان من الأوضاع «المزرية والكارثية من الناحية الصحية والبيئية» التي يعيشها سكان حي المروج حيث ذكر بأن الحي لا زال حتى اليوم يعاني مشكلة عدم وجود شبكة صرف صحي رغم مرور أكثر من 17 عاماً على اعتماد المخطط والسماح بالبناء فيه.
وأشار إلى أن الأهالي قاموا بتقديم عشرات الشكاوي إلى كلٍ من البلدية والأمانة ووزارة المياه من خلال القنوات الرسمية ولم يتحسن الحال حتى الآن.
واستدرك مستبشرا «إِلَّا أننا في هذه الأيام نسمع عن ترسية عقد تنفيذ مشروع الصرف الصحي الخاص بالحي في حين لم نرَ أي بوادر على أرض الواقع».
وأبدى آل فردان أمنيته بأن يرفع المسؤولين هذه المعاناة عن أهالي الحي أسوةً بالأحياء الأخرى.
وعبَّر المواطن عارف الكرم عن استيائه الشديد فيما يخص تأخر إيصال خدمة الصرف الصحي للحي رغم الكثافة السكانية العالية وأقدمية الحي.
وأشار إلى الأضرار البيئية والصحية والمادية الناتجة إزاء ذلك من «تجمع المياه وتكون المستنقعات وانتشار البعوض والقوارض، إلى جانب تضرر بعض المنازل جراء الانهيارات الارضية نتيجة تشبع الأرض بالمياه» وكذلك تضرر الشوارع.
وتحدث عن لجوئهم للقنوات الرسمية المتاحة وتقديمهم الكثير من الشكاوي عبر موقع وزارة المياه من خلال خدمة صوت المواطن وتقديم الخطابات والتواصل مع فرع وزارة المياه في القطيف والدمام.
ومن جانبه، كشف عضو مجلس بلدي القطيف المهندس محمد زكي الخباز عن وقوع مشروع الصرف الصحي تحت مسؤولية وزارة المياه.
وبين أن البلدية تظل مسؤولة عن البيئة والصحة العامة في الحي، وعليها المتابعة مع وزارة المياه لانهاء المشروع في وقته، وكذلك المتابعة مع الوزارة للقيام بعملية سحب البيارات بشكل منظم بحيث لا تكون هنالك اي طفوحات لمياه الصرف الصحي.
ونوه الى أن هذه الطفوحات لها آثار سلبية على البيئة، وعلى طبقات الإزفلت في الشوارع، وعلى البلدية تطبيق المخالفات التي تنص عليها الأنظمة ذات العلاقة على الأشخاص أو الجهات المتسببة في هذه الأضرار البيئية والمالية.
وذكر بأن الكثير من الأحياء تفتقد لوجود خدمة الصرف الصحي ومن ضمنها المخططات الجديدة الصغيرة التي نرى الكثير منها في السنوات الأخيرة.
وبين أن المقاول المنفذ لأي مخطط جديد ملزم بتركيب أعمدة الإنارة، والزفلتة، لكنه غير ملزم بتنفيذ خدمة الصرف الصحي، وهذا يخلق الكثير من المشاكل الصغيرة التي تتراكم مع الزمن، لتشكل مشكلة أكبر.
ولفت إلى أن المخططات الحكومية القديمة كلها بدأت بدون صرف صحي ومن ضمنها مخطط المروج «تركية السكنية سابقًا»، ومخطط حي الجامعيين، إذ كان بهما تصريح للبناء وللآن لا يوجد بهما خدمة الصرف الصحي.
وأضاف بأن وزارة المياه بحاجة أيضا لاعادة تقييم شبكات الصرف الصحي القديمة، حيث أن الكثير من المضخات في هذه الشبكات تحتاج لترقية، اذ لم تعد تتحمل الضغط عليها بسبب زيادة عدد السكان في الكثير من هذه الأحياء، وكذلك ربط شبكات الصرف في بعض الأحياء الجديدة بالشبكات القائمة في الأحياء القديمة.
وقال: وهذا ملاحظ في الطفوحات التي تحصل بشكل متكرر من فتحات التفتيش الخاصة بشبكة الصرف الصحي في بعض هذه الأحياء لتملأ شوارعها بمياه الصرف الصحي الآسنة.
وشكر جهود المسؤولين في وزارة المياه لاعتماد مشروع الصرف الصحي لحي المروج والجامعيين استجابة لشكاوى المواطنين، وعبر عن أمله في أن يبدأ المشروع في الأسابيع القليلة القادمة.
وشدد على أهمية اعادة النظر في ادارة عملية شفط البيارات، حيث أنها حاليا لا تتم بالكفاءة التي يتمناها المواطنون، وتتطلب متابحة يومية من أصحاب المنازل، وقد يضطر صاحب المنزل الى الإتصال عشرات المرات في اليوم الواحد على الرقم المخصص لشركة السحب، حتى يسجل له موعد لسحب بيارة منزله.
وأضاف: هذا أمر يحتاج لتصحيح، والأفضل للجميع أن تتم جدولة عملية السحب بشكل تلقائي من قبل المقاول المسؤول دون تدخل أصحاب المنازل، بشكل يضمن عدم تكرر الطفوحات، وأن يتم السحب لكل المباني، الصغيرة والكبيرة «العمارات السكنية»، بلا استثناءات ولا شروط، فكلها يقطنها مواطنون، يستحقون نفس الخدمة التي يستحقها جيرانهم.
من جهته، أوضح المتحدث الرسمي لخدمات المياه بالمنطقة الشرقية فهد بن الحميدي العنزي أن خدمات المياه بمحافظة القطيف تعمل على تنفيذ مشروع صرف صحي حي المروج والجامعيين بمحافظة القطيف، حيث تم تسليم الموقع في بداية الشهر الحالي لمقاول التنفيذ، ليبدأ على أثرها بتجهيز المواد المعتمدة والخاصة بالتنفيذ.
وتابع قائلا: والذي يشمل شبكات الصرف الصحي إضافة إلى محطة رفع وخطوط للطرد تخدم سكان الأحياء المذكورة عقب إنتهاء المشروع الذي يستمر وفقاً للعقد لثلاثين شهراً بإذن الله.
وأشار إلى أن فرع خدمات المياه بمحافظة القطيف يقوم بأعمال نزح البيارات للمخططات والأحياء غير المخدومة بشبكات الصرف الصحي مجاناً عن طريق أحد المقاولين المتخصصين بهذا المجال، وذلك للوحدات السكنية فقط دون التجارية أو الإستثمارية ضمن تنظيم زمني يقوم عليه الفرع لحين تغطية الحي بالخدمة المطلوبة.