”الشرقية“ تخلو من متحف بحري.. ومطالب تقترح ميناء دارين التاريخي موقعاً

طالب مهتمون بالتراث في محافظة القطيف هيئة الساحة والتراث الوطني إنشاء متحف بحري في المحافظة نظراً للالتصاق تاريخها بالبحر وخلو المنطقة الشرقية من متحف متخصص.
واقترحوا تخصيص الأرض التابعة لبلدية محافظة القطيف والواقعة بالقرب من ميناء دارين بمساحة 4000 متر مربع كموقع للمتحف، لافتين إلى الموقعية التاريخية التي شهدها الميناء مشيرين إلى تناسبه كموقع تاريخي لمتحف متخصص في التاريخ البحري للساحل الشرقي.
نقل الكاتب أمين الصفار عبر تغريدة أهمية وجود متحف بحري على ميناء دارين بعد أن ترددت كفكرة في جلسات لمهتمين بالشأن العام، إلى صفحة هيئة السياحة والتراث الوطني على تويتر ليتم نقلها من قبلهم إلى الإدارة المعنية فيها.
وجاء في تغريدته مقترحاً تضمن الإشارة إلى الأرض المرتفعة القريبة من ميناء دارين كموقع مناسب قريب من البحر حفظاً للتراث وتعزيزاً للسياحة في المملكة والمنطقة الشرقية على وجه الخصوص.
وشكر تفاعل الهيئة مع المقترح - عبر حسابها على تويتر - وتجاوبها، مستدركاً أن مثل هذه الردود أصبح أمراً تقليديًا حيث أنه لا يعطي انطباعًا بالإيجاب.
ولفت إلى أن الفكرة كانت موجودة سابقاً في الرأي العام ووجد ذلك منطقياً مستدركاً أن الكل يستشعر فقدان متحف بحري يحفظ التاريخ البحري للمنطقة بكل تفاصيله.
ومن خلال مشاركاته في جولات تعريفية بجزيرة تاروت مع وفد من كبار المسؤولين الوافدين من خارج المملكة، أكد اتفاقهم مع ملاحظة الحاجة لتوفر متحف بحري في جزيرة تاروت ضمن ملاحظاتهم في استكمال الجانب السياحي للمنطقة التاريخية.
وأعرب الصفار عن أسفه بعدم وجود أي متحف متخصص بالتاريخ البحري في المنطقة الشرقية، بالرغم من التصاق تاريخ المنطقة والقطيف تحديدا بالبحر والحياة البحرية حيث كان البحر مصدر رزق رئيس لشريحة مهمة من سكان المنطقة وجزء من تراثهم وأسلوب حياتهم.
ولفت إلى أن البحر مازال مصدر غذاء ومتنفس رئيس ومصدر إلهام وعاطفة جياشة لسكان المنطقة.
ويأمل أن يكون لهيئة السياحة ضمن اهتمامها بإنشاء العديد من المتاحف العامة والخاصة والمتخصصة على مستوى المملكة، أن يصل هذا الاهتمام القطيف وجزيرة تاروت تحديدًا، حتى يتم إعطاء هذا التاريخ حقه وإبرازه في أحسن صورة تليق به.
ورأى المرشد السياحي ومدير مركز الزوار في دارين فتحي البن علي أن يكون موقع المتحف البحري على البحر حيث التاريخ يحكي عن التاريخ مشيراً إلى ميناء دارين الذي عُرف تاريخه الطويل كميناء للتجارة بين البلدان الخليجية والعربية والعالمية.
ولفت إلى توفر أرض تابعة البلدية بالقرب من مدخل الفرضة الحالية بمساحة أكثر من 4000 متر مربع بالقرب من ميناء دارين، داعياً لاعتمادها كموقع للمتحف البحري.
واقترح البن علي أن يضم المتحف البحري كل أنواع الأسماك المعروفة في الخليج في حوض كبيرإضافة لصالة عرض صور أو المجسمات لأنواع السفن التي كانت تستخدم في الماضي وأن يتضمن المتحف معرضاً للحرفين ومركز لتعليم الأجيال الحرف البحرية كي لا تندثر.
ودعا إلى إضافة إلى توفير سفن لتنزه الأسر كما هو معتمد في الجبيل والدمام، وتوفير الألعاب البحرية للكبار والصغار وإنشاء مقهى شعبي يقدم الأكلات الشعبية عبر توظيف الأسر المنتجة والأيدي الشابة فيها.
وأكد الباحث التاريخي سلمان الرامس أن ميناء دارين يعد موقعاً استيراتيجياً، مشيراً إلى أن دارين أهم وأشهر الموانئ على الساحل الشرقي لشبه الجزيرة العربية والذي لعب دوراً كبيراً استيراد وتصدير البضائع في العصر السابق للإسلام.
وأضاف أن إليه تجلب الكثير من البضائع وكان المسك أشهرها، ومنه تصدر البضائع إلى بلاد الرافدين والى الشام وإلى داخل شبه الجزيرة العربية عن طريق البحر والبر علاوة على أن دارين عرفت كأهم مصادر المسك عند العرب حتى سمي العطار بالداري واشتهر ذلك في شعر العرب.