مهتمون ينتقدون تعثر جزيرة تاروت سياحياً وبعدها عن قائمة ”اليونسكو“

انتقد مهتمون تعثر جزيرة تاروت سياحياً، رغم آمال بُنيت وتراكمت مع المشاريع السياحية التطويرية والترميمية والاستثمارية المقترحة والمعتمدة لها، فلم تر النور لضعف جهود صناعة السياحة، ما جعلها بمنأى عن طموحات تسجيلها في قائمة التراث العالمي لدى ”اليونسكو“ بجدارة.
وناشدوا الجهات الخدمية والمعنية إعلامياً ورسمياً لسنوات، لكون جزيرة تاروت تعتبر أحد أقدم الاستيطانات البشرية على الساحل الشرقي من المملكة، وتعتبر الموطن الأول لنخيل شبه الجزيرة العربية كما ضمت أضخم غابات أشجار القرم فيها، كما كان فيها أقدم مصنع للحجر الصابوني منذ 5000 عام، مما جعل انعدام جانب الاهتمام عرضة للانتقاد المستمر.
إذ أكد الباحث والمؤرخ سلمان الرامس أن احتواء جزيرة تاروت على قلعتين مهمتين لا يوجد على الساحل الشرقي للمملكة العربية السعودية مثيل لهما فضلاً عن الكثير من القلاع التي كانت موجودة سابقا التي قد دمرت وتلاشت، يحتم الحفاظ على ما تبقى من هذه الهوية التاريخية.
واستغرب عدم وجود اي اهتمام بهاتين القلعتين وهما شواخص أثرية فريدة وعامل جذب كبير للسياح، متساءلاً ”اين نحن من السياحة؟!“.
وأشار الفنان التشكيلي والباحث التاريخي محمد المصلي إلى ما ذكره المؤرخ محمد المسلم مؤلف ”ساحل الذهب الأسود“ الشهير، قبل 60 عاماَ بأنه إذا انتهى جسر تاروت سيكون للجزيرة شأن.
وذكًّر بالآمال الكبيرة التي بناها المهتمين بأن يكون لجزيرة تاروت متحف واهتمام سياحي ملموس بآثارها ومعالمها، ولكن بعض الاثار هدمت كحمام تاروت وغيره.
وطالب بإعادة تأكيد تعريف جزيرة تاروت كموطن أول للنخيل في المنطقة وحيث أنها ضمت أكبر غابات القرم ومصانع الحجر الصابوني قبل 5000 سنة في الربيعية، مشدداً على أن ذلك يجعلها جديرة بأن تدرج ضمن قائمة المنظمة العالمية ”اليونسكو“ للتراث الإنساني كأول مدينة حضارية في شبه الجزيرة العربية.
ورأى أن قيام أهالي تاروت بمبادرات منها تأسيس جمعية جزيرة تاروت للتراث والسياحة لهو مطلب تاخر عدة عقود راجياً الاهتمام به، في المقابل، أعرب عن شكره للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني على ما قامت به ببناء جزء من سوق تاروت التاريخي واصفاً إياها بالخطوة الجيدة.
وغرد الفنان التشكيلي عبدالعظيم الضامن على حسابه في تويتر تزامناً مع تسجيل محافظة الأحساء في قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو: ”لو أنني رئيس هيئة السياحة لبادرت بتطوير جزيرة تاروت وتسجيلها في التراث العالمي“.
وذكر في حديثٍ له مع «جهينة الإخبارية» أنه يجب ان تتظافر جهود أمانة المنطقة الشرقية وبلدية محافظة القطيف والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ومكتب المحافظة لتطوير جزيرة تاروت حتى يتم تسجيلها في قائمة التراث العالمي.
وعقب بأنه لابد من البدء بقلعة تاروت التاريخية التي هي بحاجة للتطوير والترميم، متصوراً القلعة كمكان يزوره المهتمين محاطة بحديقة كبيرة، وتحفها المقاهي والمطاعم راقية، ويقام بجوارها متحفاً لتاريخ القطيف.
وأمل المحافظة على بيوت الديرة في تاروت وسنابس والزور ودارين والربيعية، وأن يتم تطوير المواقع التاريخية المكتشفة تحت الأرض فِي دارين، وإقامة متحفاً بحرياً فيها، وتطوير الزُّور لتكون ميناء بحري ومارينا لليخوت، وبناء منتجعات وشاليهات على البحر، وتعميق القناة في الممر المائي بين القطيف وجزيرة تاروت ليكون منتزهاً بحرياً فيه مطاعم عائمة ورحلات بحرية.
وساء مدير متحف الزوار في دارين فتحي البن علي عدم الاهتمام بتطوير قلعة تاروت مؤكداً حاجتها إلى إعادة ترميم وتأهيلها كمعلم للزوار وتنظيف محيط القلعة.
ودعا لوضع لوحات إرشادية من دوار ميناء القطيف شارع الرياض وشارع أحد للتعريف بالأماكن الأثرية والتاريخية في تاروت ودارين.
وطالب بتطوير المداخل في حي الديرة بأشكال تراثية وإنارة أرضية والعمل على ترميم بعض المباني التراثية المحتاجة لذلك إضافة لتطوير مداخل للأماكن التراثية والسياحية لتحقق جذب أكبر من الاستثمار السياحي، فضلاً عن تطوير موقع مطار دارين كونه أول مطار بالسعودية وعرض مجسم طائرة عسكرية قديمة وتطوير برج أبو الليف.
ودعا إلى إعادة بناء قصر الفيحاني بدارين وإنشاء متحف بداخله ومركز للزوار ومسرح للفنون الشعبية ومحلات شعبية وحرفية.
من جانب آخر، وجد البن علي أن ساحل القطيف البحري الممتد من بحر سيهات إلى صفوى لم يستثمر سياحياً فيه حيث هناك جذب كبير في بعض دول الخليج للمشاريع السياحية البحرية معولاً على اشتراك الخليج العربي معها.
واقترح الاستثمار في الالعاب المائية على طول ساحل القطيف التي سيكون لها فائدتها في عطلة الصيف وعطل الاسبوع لافتاً إلى أنها مشاريع ستستقطب السياح.
كما انتقد عدم وجود مراكب للإيجار اليومي لرحلات الصيد أو الغوص كما هو معمول به في الجبيل الصناعية، مشيراً إلى الرحلات البحرية التي كانت موجودة سابقاً من ميناء دارين إلى جزر حالة زعل وعربية ومرجان من يوم إلى ثلاث أيام ولم تكن مقتصرة على الشباب بل حتى للعوائل.
وناشد بقوة إحياء التراث البحري على ساحل القطيف حيث كان الآباء والأجداد قضوا سنوات عمرهم بالعمل في البحر إلى يومنا هذا، وبجهودهم التي صنعت أكبر سوق سمك بالخليج في محافظة القطيف.