تراجع سوق عربات الأطعمة.. واقتصادي: أصبحت مملة بـ «البرجر» و«الوافل»

انتشرت في الآونة الأخيرة عربات الأطعمة «food truck» في المنطقة، حيث شهدت إقبالا من مختلف الفئات العمرية، إلا أن مبيعاتها تراجعت مؤخرا وتكبد أصحابها بعض الخسائر، فمنهم من توقف عن مشروعه وركن العربة جانبا.
بدورها، حاولت «جهينة الإخباربة» استطلاع آراء البعض لمعرفة الأسباب حول ذلك.
وذكر الشاب أبو رنيم الذي كان يملك عربة اشتراها بـ 18 ألف ريال لبيع الوجبات السريعة، إنه يخسر أكثر من مايجنيه من مبيعات العربة، الأمر الذي أجبره على التوقف، وقال: ”كلفتني كثيرا قيمتها وقيمة أدوات الطهي والأطعمة وتشغيل الماطور وغيرها“.
وبيًن مالك عربة أخرى، إن الزبائن تنجذب لديكور العربات أكثر من جودة مذاق الأطعمة، منوها إلى إن هذا الانجذاب بالإضافة إلى التذمر على أسعار الأطباق سبب له الإحباط، فانسحب.
وقال: ”افتتحتُ العربة لممارسة هوايتي وإظهار شغفي بالطبخ وإعداد الأطباق بطعم حقيقي وصحي ولذيذ، وليس للمنافسة في صنع الديكورات وتركيب الزينة في العربة“.
ورجّح قاسم الشايب سبب تراجع المبيعات هو تقلبات الجو في فصل الصيف بين الرطوبة والغبار وموجات الحرارة الشديدة، مشيرا إلى تواجد أغلب العربات في محافظة القطيف على حدود الكورنيش والذي غالبا يرتاده الناس عند اعتدال الأجواء مما يؤدي إلى انخفاض مستوى الشراء من العربات.
ويعتقد أبو إيناس إن افتتاح مطعم أو مقهى أفضل من «food truck»، لما تتطلبه من مصاريف متساوية مع افتتاح المطعم الصغير - حسب اعتقاده -.
ويرى الشاب محمد عايش إن تراجع مبيعات العربة أمر طبيعي بالنسبة له، وقال: ”الناس تهب على أي شيء جديد لفترة زمنية معينة ثم يصيبها السأم والملل، فأول ما ظهرت عربات الأطعمة هبّ الجميع عليها سواء بائع أو مشتري، وأعتقد الآن بدأت تنتهي موضتها أو فترتها لدينا“.
وعلّل اختصاصي التسويق عبدالهادي حسين تراجع سوق عربات الأطعمة المتنقلة في المنطقة وخاصة محافظة القطيف بالتكرار، مبينا إن أغلب العربات تكررت وتشابهت في بيع «البرجر» و«الوافل» وتنافست في رفع سعرها فقط.
وقال: ”سابقا كانت العربات متشابهة في بيع البليلة والذرة والباقلاء حتى وصلت إلى ورق العنب وذلك يعود لقلة عددها وبساطتها ومستوى التطور في ذاك الوقت، فمن المؤسف مع التطور الحالي الذي نكاد نجد لكل شيء ماكينة أو آلة إلا إنه لايوجد تنوع وإبداع، بل نعمد إلى التقليد والتكرار الممل“.
وذكر بعض الإرشادات التي تساهم في التسويق لعربة طعام متنقلة، وأبرزها: اختيار اسم لافت للعربة يعكس نوعية الأطباق أو أصناف المأكولات ويكون غير مكرر وسهل النطق وبخط واضح الحروف لتسهيل قراءته حتى إن كان بلغة أجنبية.
ونصح بإنشاء حساب في مواقع التواصل الاجتماعي أو على الأقل واحد منها لتسويق الأطباق بالصور وتوضيح الموقع، مثل: «سناب شات أو انستجرام»، وكذلك الاهتمام بقائمة الطعام «المنيو» مع تحديث الصور ومحتويات العربة باستمرار.
ولفت إلى أن تقديم العروض يُعد من أبرز وأهم الاستراتيجيات لزيادة المبيعات ودفع المتسوقين إلى الشراء حتى مع عدم حاجتهم لذلك، ومنها على سبيل المثال: ”أخبر صديق عنا واحصل على تخيفض 15%“، هذه العبارة تساعد على انتشار اسم العربة فغالبية الناس تسارع إلى نشر هذه العبارة للحصول على التخفيض, وتعتمدها المطاعم الكبيرة مع الأخذ في الاعتبار خطة لحساب دقيق لعدم التعرض إلى الخسارة.
وأضاف، من الممكن جذب الأطفال الذين غالبا يدفعون أهاليهم إلى الشراء، وذلك عبر وجود شخصية كرتونية أوالحصول على لعبة أو بالون كبير عند شراء وجبة أو طبق معين، بالإضافة إلى محاولة التواجد بالعربة في المناسبات الوطنية والاجتماعية أو المشاركة في المهرجانات والفعاليات التي تجذب الجماهير.
ونصح بتدشين عربات بأفكار جديدة وإبداعية والابتعاد عن التكرار الممل، مبينا إنهم ن الممكن اتخاذ عربة خشبية صغيرة للتنقل بها في المناسبات الخاصة مثل حفلات الأعياد في صالات الأفراح أو التجمعات العائلية في المنتجعات, كنوع من تقديم خدمة الطعام وحجز العربة او استئجارها بنظام الساعات.