باحث تاريخي: العقارب تموت في حلة محيش لهذه الأسباب

ساد الاعتقاد وشاع بين الناس بأن العقارب لا تستطيع العيش في بلدة حلّة محيش في محافظة القطيف، وكان كلما ذكرت البلدة اقترنت بهذ الاعتقاد وكان أهلها يفتخرون بذلك ويرددون ”حلة محيش لا يعيش فيها عقرب ولا ذواب“.
وذكر عدد من أهالي بلدة حلة محيش تنفرد الحلة عن سواها بميزة ليس لها مثيل، وهي أن الآفات السامة وخاصة العقارب لا تستطيع العيش فيها فقد مات ما أتوا به.
وأشاروا الى انه ما رأت عين فرد من ساكني الحلة عقرباً في البلدة بتاتاً ويرجع الفضل في ذلك للفائدتين القرآنيتين اللتين دفنتا عند «جصة البابات» و«المنبهي» الأول في الشمال والثاني في الجنوب وهما حدود القرية آنذاك وقد دفنها الشيخ «عبداللَّه بن علي بن حسين بن علي المشهد» الذي سكن البلدة وتوفي سنة 1255 هـ.
وعلى غرار ذلك، أكد الباحث التاريخي عبدالرسول الغريافي لـ «جهينة الإخبارية»، أن هناك بعض الأقاويل التي تحكي بأن أحد الصالحين من رجال الدين قد أودع حرزاً في هذه القرية يمنع دخول آفة العقرب.
وبين أن واقع بيئة منطقة القطيف بشكل عام غير مناسبة لعيش الكثير من الزواحف ومنها العقرب، عدا أطرافها الغربية التي زحفت لها رمال صحراء الدهناء وغطت العديد من قراها الغربية وخلقت بيئة ملائمة لعيش العقارب وبعض الزواحف.
وقال: ”أن داخل القطيف بشكل عام وقراها المحذقة بها يتعذر عيش العقرب وحتى الثعابين ويستثنى من ذلك مايعرف بثعابين الحقول وهي ثعابين أو حيات فضية اللون ومسالمة يلعب بها الاطفال وقد تضطر للعض احيانا للدفاع عن نفسها وتحتوي على نسبه ضئيلة من السموم ولكنها غير ضارة ولا موجعة“.
وتابع: ”القطيف منطقة رطبه ولها أجواء بحرية كما أن طبيعة طينة أرضها مشبعة بالرطوبة وكثرة المياه فيها وهذه بيئة طاردة لكثير من الزواحف مثل العقرب“.
ولفت إلى إن الكثير من أهالي البلدة قد روى بأنه أحضر العقارب وماتت في حينها، وقال: ”ربما القول لايخلو من الصحة“.
وأضاف: ”فلسبب أو لآخر قد لايعيش العقرب في حلة محيش والتي كانت معروفة بحلة أباريق، لأنها مشهورة بكثرة عيونها وجداولها ونسبة تدفق مياهها أعلى بكثير من حاجتها وحاجة ري نخيلها وهذا يكفي لطرد مثل تلك الزواحف“.