استياء سيدات من الحملات الوردية: المعلومات ضعيفة وتواجد المختصين ضروري

تنطلق حملات التوعية بسرطان الثدي التي أتخذت من اللون الوردي لونًا لشعارها في شهر أكتوبر من كل عام، وذلك في جميع دول العالم.
وتُفعل المملكة العربية السعودية هذه الحملات عبر تدشين مجموعة من الأركان المتنوعة تهدف للمحاربة ضد سرطان الثدي، وتركز على التوعية والتثقيف للسيدات بشكل خاص، كما تتيح الفحص والكشف المبكر عبر توزيع سيارات الماموجرام في عدد من المناطق بين الحينة والأخرى.
عبر عدد من سيدات المنطقة الشرقية لـ «جهينة الإخبارية» عن استيائهن من الحملات الوردية للتوعية بمرض سرطان الثدي، والتي تتزامن انطلاقاتها عالميا في شهر أكتوبر من كل عام.
وأعربت زينب الهواشم عن إنزعاجها من عدم تطور محتوى الحملات وقصور المعلومات على الوقاية فقط، مبينة إن في المجتمع سيدات مصابات أو متعافيات من سرطان الثدي ويجب استهدافهن بالحملة أيضا أو نقل تجربتهن ومكافحتهن.
ووافقتها الرأي أميمة عبدالله التي لاحظت إن أغلب المشاركات والمشاركون في التثقيف ضمن الحملة هم من طلبة المجالات الصحية كالتمريض والطب، والذين لايملكون معلومات كافية لطرحها أو الإجابة عن تساؤلات زوار هذه الحملات.
وقالت: ”زرت هذه الحملات أكثر من مرة وفي مدن مختلفة في المنطقة وللأسف أغلب المشاركين في الأركان التوعوية والتثقيفية هم طلاب لم يتعدوا السنة الثالثة أو الرابعة في دراستهم الجامعية بعد“، مضيفة: ”لست ضد العمل التطوعي للطلاب ومشاركتهم في تثقيف مجتمعهم إلا إن نسبة تقديمهم لمعلومات خاطئة للزوار واردة بشكل كبير وهذا أمر ليس جيد“.
وتابعت: ”توجد بكل المجتمعات فئة البسطاء أو ذوي التعليم والثقافة البسيطة، فعند طرح أسئلتهم على الطلاب الذين يظنون أنهم مختصون ومتمكنون من التشخيص وماشابه، سيأخذون الإجابة دون البحث عنها أو التفكير بها، وهنا قد تُظلم إحداهن أو نخسرها بسبب معلومات ضعيفة“.
وترى عالية حسن إن هناك قصور في تواجد وحضور المختصين المتمكنين في هذه الحملات، وقالت: ”للأسف لاحظت إن الأكاديميين والمتمكنين يكون غالبا دورهم إداري وتنظيمي بينما من المفترض أن يكونوا في التثقيف والإجابة على تساؤلات المتعطشين للمعلومة“.
وتشاركها في الرأي فاطمة الزاهر التي تعتقد إن هدف المشاركين غالبا يكون جمع أكبر عدد من ساعات التطوع لتفيدهم في مرحلتهم الجامعية، كما إن البعض منهم حين يوجه له سؤال أكبر من معلوماته الطبية، يحاول يثبت ذاته وكأنه طبيب مختص فيقدم أي إجابة تخطر على باله دون إدراك إن إجابته هذه قد تسبب ضرر صحي على المتلقي.
ومن جهة أخرى، حكت أحدى الفتيات التي تبلغ من العمر 28 سنة وأكتشفت وجود ورم لديها، إنها زارت ركن الفحص في إحدى حملات التوعية ضد السرطان قبل سنوات وتم رفض الفحص لها باعتبار إن الفحص لمن هن في سن الأربعين ومافوق.
وقالت: ”من المعروف إنه يتم الفحص لمن لديها تاريخ عائلي بهذ المرض وخاصة عند الأقارب من الدرجة الأولى“.
وأضافت: ”رفضوا فحصي، رغم إفصاحي لهن عن رغبتي بالكشف لأني قلقة ولدي أكثر من قريبة من الدرجة الأولى أصيبت بهذا المرض، وتعذروا عن ذلك لصغر سني واعتقادهن بإستحالة إصابتي، وأظن إن هذا الاعتقاد لديهن لأنهن طالبات تحت الدراسة“.
وبينت إنه من الممكن للفتيات في أواخر العشرينات أن يصبنّ بسرطان الثدي إذا كان لديهن قريبات من الدرجة الأولى مصابات به، خاصة إذا كان منتشر في العائلة، ناصحة الفتيات اللاتي لديهن تاريخ عائلي وأحسسنّ بالأعراض ولو قليلا منها بزيارة المستشفيات المتخصصة، وعدم الاعتماد على المعلومات التي تقدم في الحملات المنظمة في المجمعات التجارية وماشابه.