رجل دين يحث على التسابق بالعطاء وعدم المماطلة في سداد الديون

أكد الشيخ إسماعيل الهفوفي خلال خطبته التي ألقاها يوم الجمعة في مسجد الإمام الحسين بمحافظة الأحساء، أن الإنفاق العبادي في مختلف المجالات ضرورة ملحة على المستوى الفردي والاجتماعي، حاثا على المشاركة والتسابق في العطاء.
ونوّه إن المجتمع الواعي هو الذي يتسابق لأداء الحقوق الشرعية بكل سخاء بل ويبالغ في العطاء أكثر مما يجب عليه، لأنه يدرك أن قوة الإنسان بقوة الهوية والدين، بينما التعلل بالأوهام هناك للتخلص من هذا السباق الإلهي لن يضر الدين بشيء بل يضر المجتمع نفسه.
ودعا إلى الإنفاق في شؤون الدين وتقويته ورفع المستوى العام للمؤمنين في كافة المجالات وخصوصاً في البُعد الديني، عن طريق نشر معارف الدين ودعم الحوزات والعلماء وتعزيز المساجد والحسينيات.
وحثّ على الإنفاق لتحقيق التنمية البشرية، كالانفاق في صلة الرحم ورعاية الفقراء ومساندة المساكين وتبني الأيتام وتفقد الأرامل ومساعدة المقبلين على الزواج، وأن يكون ضمن رؤية موجهه يحقق فيها نماء الفرد وتنميةً المجتمع وإعزازاً للدين.
وقال: ”الإنفاق هو الذي يبلغ الإنسان الخيرات الكبرى في عالم الدنيا والآخرة، لأن الغرض من المال أن يُنفق الإنسان في بناء الإنسان فيكافح الفقر كأكبر آفة اجتماعية يصاب بها المجتمع، ويقضي من خلال الإنفاق على الفوارق الاجتماعية ويقرب بين الطبقات ويلتمس حاجات الناس فهو الحبل المتين الذي يمتد ليربط بين أبناء المجتمع وينشر بين أبنائه المحبة والسلام“.
وذكر أن الإنفاق ليس المقصود بأن ينفق الإنسان ليصل حد الكفاف والنزر اليسير الذي يرفع به حاجات الناس المؤقتة، إنما المراد أن يصل به حد التوازن الاجتماعي.
وحذّر من التقصير بالانفاق على الأسرة، وقال: ”الرجل له قوامٌ على أسرته وذلك بأن يتحمل المسؤولية ويحسن التدبير ويُسبغ العطاء والبذل على زوجته وعياله، فالعطاء من أهم الأسباب للاستقرار الأسري“.
وأضاف: ”عندما تُحرم العائلة من الحقوق والبذل تتحول حياتها إلى كابوس وتكنم على أنفاسها حتى يتمنى أفرادها الخلاص، وفي ذلك شقاء الدنيا والآخرة“.
ونبّه من الانفاق على الكماليات الحياتية وتقديمها على حاجات الناس الأساسية كالتأخر في سداد الديون والمماطالة والتأخر في تأدية حقوق الناس المالية، حاثا على المبادرة في أداء الحقوق وإبراء الذمم لأن المسلم لا يحل ماله إلا بطيب نفسٍ منه.