آخر تحديث: 5 / 6 / 2025م - 12:05 ص

الشيخ اليوسف يدعو إلى بذل المعروف للناس بقدر الاستطاعة

جهات الإخبارية

أكد الشيخ عبدالله أحمد اليوسف على أن النصوص الدينية استفاضت في الحث والترغيب في بذل المعروف وصناعته للناس، وأن المقصود من المعروف: كل فعل حسن وجميل، ويعم كل ما استحسنه الشرع والعقل.

وأضاف: إن مصاديق بذل المعروف كثيرة، وموارده واسعة، ومجالاته متعددة، ومنها: تعليم الجاهل، وإرشاد الضال، وسداد ديون الغرماء، وإعطاء الصدقة، وإماطة الأذى عن الطريق، والإصلاح بين المتهاجرين والمتخاصمين، والشفعة في قضاء حوائج الناس وتسهيل أمورهم، والسعي في تزويج العزاب والعازبات، وحتى التبسم في وجه من تلقاه... وغيرها من مصاديق بذل المعروف وصناعته.

وأوضح خلال خطبة الجمعة أن لبذل المعروف آثاراً وثمرات يانعة يحصل عليها باذل المعروف في الدنيا والآخرة، ومن أهم الثمرات التي يحصل عليها باذل المعروف في الآخرة رضا الله تعالى عنه، ودخول الجنة ما دام أن عمله كان خالصاً لوجهه تعالى.

وأشار إلى أن بذل المعروف فيه أجر عظيم وثواب جزيل، فقد قال رسولُ اللَّهِ ﷺ: «مَن قادَ ضَريراً أربَعينَ خُطوَةً عَلى‏ أرضٍ سَهلَةٍ، لا يَفي بِقَدرِ إبرَةٍ مِن جَميعِهِ طِلاعُ الأرضِ ذَهَباً، فإن كانَ فيما قادَهُ مَهلَكَةٌ جَوَّزَهُ عَنها وَجَدَ ذلكَ في ميزانِ حَسَناتِهِ يَومَ القِيامَةِ أوسَعَ مِنَ الدّنيا مِائةَ ألفِ مَرَّةٍ».

وأوضح أن من أهم ثمرات وآثار بذل المعروف في الدنيا اتقاء مصارع السوء، فقد قال الإمامُ عليٌّ : «اصطَنِعوا المَعروفَ بِما قَدَرتُم عَلَى اصطِناعِه؛ فإنَّهُ يَقي مَصارِعَ السُّوءِ».

وتابع: إن المعروف كالزرع الذي ينمو ويثمر؛ بل هو أنمى زرع وأفضل كنز مؤكدا على أن باذل المعروف يحظى بمحبة الناس وتقديرهم له، لأن الناس ينظرون إليه أنه من أهل المعروف وفاعل الخير والمحسن إلى الناس.

وأوضح أن صنع المعروف وبذله لا يقتصر على أهل الخير والصلاح، بل يشمل حتى الكافر المسالم، ويشمل المؤمن وغير المؤمن، والبر والفاجر؛ والإنسان والحيوان؛ فعمل المعروف كالمطر ينفع الناس كلهم.

ولفت إلى أن الإمام الحسين شبّه صناعة المعروف بالمطر الذي يصيب بقطراته النازلة البر والفاجر، فعمل المعروف لا يضيع، وآثاره تنفع الجميع، ثم إن إسداء المعروف لغير أهله قد يجعلهم من أهله، فكم من رجل تغيّر مساره لأن رجلاً صالحاً أسدى إليه معروفاً.

ودعا في نهاية خطبته إلى بذل المعروف للناس بقدر الاستطاعة، وعدم احتقار أي شيء من عمل المعروف واو بأن تلقى أخاك بوجه منبسط، فأهل المعروف في الدنيا هم أهله في الآخرة أيضاً.