آخر تحديث: 17 / 6 / 2025م - 9:43 ص

عودة ألعاب ”الطيبين“ في زمن الكورونا.. و”الكيرم“ يتصدرها

جهات الإخبارية فضيلة الدهان - تصوير: زينب البزاز، بندر الشاخوري، حسن الخلف - القطيف

فرضت العزلة الإجتماعية التي ظهرت نظير الحجر المنزلي كإجراء وقائي لمواجهة جائحة كورونا المستجد اتجاه الأسر نحو أنشطة عائلية مختلفة داخل المنزل.

وتنوعت تلك الأنشطة بين القراءة وممارسة الرياضة واللعب وغيرها من فعاليات منزلية بحسب ما يستهوي أفراد الأسرة الواحدة.

ومن ضمن تلك الأنشطة عادت ألعاب جيل ”الطيبين“ كما يطلق عليها البعض، منها الكيرم والدومنة والأونو واللقفة و”التيلة“ وألعاب مختلفة تجمع أفراد الأسرة للسمر.

وباتت لعبة ”الكيرم“ الأشهر بينهم حيث اقتحمت بيوتات القطيف لتكن رفيق السمر في ليالي الحظر الكوروني.

ويرى سلطان الموسى الذي تشاطره ابنته الصغرى لعب ”الكيرم“ إنها أفضل بديل عن الألعاب الالكترونية، مضيفاً أن عودتها للحياة في زمن الكورونا أخرج الجيل الجديد من روتين الملل والعزلة.

ووافقه الرأي أمين آل مطر، لافتاً أن الألعاب الإلكترونية لها سلبيات كثيرة على الأطفال منها ضعف البصر وتأخر النطق.

وتابع أن الألعاب القديمة تعتبر تراث لا غنى عنه وهي جامعة لأفراد الأسرة وتُكسب الأطفال مهارات جديدة.

ويتبادل عبد الهادي آدم اللعب مع أطفاله وزوجته في الكيرم، والدومنه وأربع تربح اضافة إلى لعبة الشيخ.

ويذكر أن بنائه شاطروه اللعب بتفاعلهم الممتاز - حسب وصفه -، مشيراً أن هذه الألعاب مناسبة أكثر وأفضل خيار بالنسبة لأبنائه وبديلاً جيدا عن الألعاب الالكترونية.

وتمنى أن يواصل أبنائه اللعب على هذه الألعاب حتى بعد الحجر للتخفيف من الألعاب الإلكترونية.

ويذكر الشاب فراس الموسى ذو 18 ربيعاً أنه خلال أوقات الحظر الصحي بسبب الكورونا عاد للألعاب التقليدية من جديد بعد مضي عشر سنوات انسته الأجهزة الذكية اللعب بها.

وأضاف أنه يستهويه لعب الكيرم والدومنة والاونو والتيل ومنافسة اخوته وأبناء خالاته وحتى خالته وزوجها.

وقال نستذكر مع هذه الألعاب ”زمن الطيبين“ الزمان الذي عاش فيه والدي وأجدادي، ومع صراعنا مع الكورونا وشعار ”خليك بالبيت“ سادت وانتشرت هذه الألعاب من جديد.

من جانب آخر يذكر الباحث التاريخي عبد الرسول الغريافي أن الألعاب التقليدية قديمة جدا كقدم الحضارة فقد ظهر الكثير منها مع الآثار التي حفظها لنا باطن الأرض من بقايا الألعاب.

وعدد منها «الخشوف» الفخارية التي كانت تستخدم في كثير من الألعاب وكذلك «الحذاريف» المعروفة عندنا في العصر الحديث بالدوامة والتي تدار بالخيط حيث وجد بعضها منحوت من الصخر الصوان الأملس وبعضها مصنوع من الفخار والتي أيضا ثبت وجودها في العصر الجاهلي حيث يذكرها الشاعر الجاهلي المعروف - امرؤ القيس - بقوله:

دير كحذروف الوليد أمره

تقلب كفيه بخيط موصل

بالإضافة إلى الكثير من اللعب كالدمي الفخارية والصخرية المعدة خصيصا ليلعب بها الأطفال «والتي تختلف عن الأصنام»، كما وجدت في مناطق أخرى الكثير من الرسوم على جدران الكهوف والصخور التي تظهر ألعاب الاطفال.

وأكمل أن اللعب بالنسبة للطفل هو اكتساب سلوك مهاري ووسيلة طبيعية للتعليم وتسلية للكبار والصغار.

وأردف أنه كان للقطيفين في شهر رمضان ألعاباً نهارية كالألعاب التي تحتاج مهارات عقلية منها الصبة والقرعة والسلطنة والكيرم والدامة والدومنة من أجل قضاء الوقت دون الشعور بالعطش او الجوع.

وفي شهر رمضان المبارك كان هناك نوعان من اللعب: منها الذي يمارس أثناء النهار ومنها الذي يمارس أثناء الليل، ففي النهار وخصوصا عند الأولاد الكبار والشباب البعض منهم يقضي وقته في الألعاب التي تحتاج إلى مهارات عقليه كالصبه والقرعة والسلطنة والكيرم والدامة والدومنة من أجل قضاء الوقت دون الشعور بالعطش او الجوع.

وأكمل أن الأولاد الصغار كانوا يلعبون بالحجارة الصغيرة بينما البنات يلعبن ”اللقفه“، وهناك الكثير من الألعاب الهادئة التي يلعبها الكبار ولكن بعد تأدية قسطا من العبادات المستحبه.

وتابع كان الأطفال في ليالي رمضان يخرجون ليلا من منازلهم بعد الافطار ويلعبون ألعابا حركية لبذل الطاقة ومنها الخشيشوه والهول والقلينه وعنقر عنقرص وشاركوه وخاست وسقى البطيخ وسبع الحجر وشراع العود.

واستذكر الليالي الرمضانية في زمن الطيبين حيث كانت البيوت مفتوحة على مصراعيها والمساجد تضج بالذكر وبقراءة القرآن والأوراد.


















 

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 2
1
علي آل الحاج عباس
[ القطيف ]: 5 / 5 / 2020م - 4:03 ص
لعبة الكيرم والدومنه وغيرها من الألعاب اللهوية ليست من ألعاب الطيبين فالفقيه يفتي بحرمتها
2
علي
[ تاروت الربيعية ]: 6 / 5 / 2020م - 2:51 م
ألعاب تُلعب قديما لكن بعضها حرام فمن المؤسف اللعب بها في شهر رمضان