آخر تحديث: 18 / 6 / 2025م - 4:41 م

إخصائية نفسية: القليل من القلق مطلوب.. و”كورونا“ يخلق مشاكل

الأخصائية النفسية أبرار الحبيب
الأخصائية النفسية أبرار الحبيب
جهات الإخبارية إيمان الفردان - القطيف

أكدت الإخصائية النفسية أبرار الحبيب على أن الشعور بالقلق في الوقت الراهن أمر طبيعي بشرط أن لا يكون عائقا لإكمال حياتنا وأن القليل منه مطلوب بشرط أن يكون دافعا للإنجاز.

ولفتت إلى أن الوضع الضاغط لجائحة كورونا خلق لنا مشاكل نفسية ظهرت على الأفراد والأسر حيث اختلفت ردات فعل الناس والمبالغة من مرض كورونا بين الحذِر والحذِر جداً وذلك خلال اللقاء الذي أجرته مديرة مركز خطوة واعدة للإرشاد الأسري الأهلي افتخار آل دهنيم في أمسية ”اضطراب القلق المعمم“ التي عقدها المركز من خلال البث المباشر بالانستقرام.

الفرق بين القلق الطبيعي والمرضى

وأوضحت الحبيب إخصائي أول ماجستير علم النفس الإكلينيكي وطالبة ماجستير علم النفس الجنائي الفرق بين القلق الطبيعي المبرر والقلق المرضي المعيق فالقلق الطبيعي هو القلق المحفز وعادة ما يحدث نتيجة حدث واقعي وبمجرد انتهائه ينتهي معه القلق.

وبينت أن القلق غير الطبيعي أو المرضي فيحدث نتيجة القلق من أمور مستقبلية قد يحدث أو لايحدث بوضع الافتراضات السيئة وهذا النوع من القلق يؤثر على أداء الإنسان ويستمر حتى بعد انتهاء المشكلة ولا يمكن السيطرة عليه.

وعللت الحبيب قلق الإنسان من مرض كورونا بالمبرر وذلك لأن هذا المرض مجتاح للعالم فهو معمم والجميع يعيش حالة قلق نظرا لعدم معرفتنا لنهايته.

ونوهت إلى أن اضطراب القلق المعمم يعد مظلة تضم أنواعا متعددة يندرج تحتها الوسواس القهري والرهاب الاجتماعي ورهاب الأماكن المفتوحة والأماكن المرتفعة مثلا وله محكات ومعايير تميزه عن غيره.

أبرز عوامل اضطراب القلق

وأوضحت أهم عوامل القلق والتي من أبرزها التنشئة والتربية والمحيط العائلي بالإضافة إلى عوامل أخرى تتداخل وتحدد ردة فعل الشخص كالشخصية وطريقة التفكير والجينات والتعرض للمواقف الاجتماعية والصدمات الضاغطة وتغيير العمل.

وقالت إن الشخص الحريص جدا إلى درجة المبالغة هو أساسا قلق وظروف الوضع الراهن زاده قلقا فبعض الأشخاص قد وصلت بهم المبالغة إلى حبس أنفسهم في الغرف ومنهم من أخذ إجازة من العمل والبعض لا يقترب من أطفاله ولا يذهب لتقضيه أمور حياته الضرورية وبعضهم لم ير أهله منذ شهور.

وأضافت أن الالتزام بالإجراءات الاحترازية الخوف على النفس من مبدأ ”أنا مسؤول“ مطلوب ولكن عندما تزيد لدرجة المبالغة كبقاء الشخص في غرفته والخوف من الرسائل المتداولة ودخوله في حالة استنفار لمجرد أن شخصا عطس أمامه وغسل اليد واستخدام المعقم كل خمس دقائق والتسبب بمشاكل جلدية هؤلاء من البداية كانت طبيعة شخصيتهم قلقة وزادهم موضوع كورونا قلقا فهذا الوضع ليس طبيعيا ولا يوصف بأنه قلق عام.

ورأت أن هذه الفئة من الأشخاص لديها قلق ليس طبيعيا فهم عادة ما يتهجمون على الذين يخرجون من منازلهم أو يذهبون ”للسوبرماركت“ ويتهمونهم بالتسبب بإنزال الضرر على غيرهم وربما قد يفقدهم تصرفهم حياتهم.

أعراض اضطراب القلق المرضي

الأعراض الجسدية

وذكرت أن الأعراض تتوزع على عدد من المستويات منها ماهو على المستوى النفسي وكذلك الجسدي والمعرفي فعلى المستوى الجسدي زيادة في نبضات القلب وجفاف بالفم ودوخة وغثيان وتعرق وكل هذه الأمور تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب.

أما الأعراض المعرفية فذكرت بأنها تتمثل في صعوبة التركيز والنسيان الدائم وعادة ما تغلب عليه مشاعر الحزن والعزلة وسرعة الغضب والشعور بعدم السيطرة والانهيار وربما يغفل الشخص عن تشخيص ذاته.

تشخيص اضطراب القلق

وفيما يتعلق بالتشخيص ذكرت بأن الإنسان القلق لا يستطيع أن يشخص نفسه ومن الأفضل الاستعانة بجهات الاختصاص والتي بدورها تقوم بعمل اختبارات معينة بطرح عدد من الأسئلة والتي من خلالها تشخيص حالة القلق بدقة.

دور المحيطين تجاه من يعاني القلق المرضي

وأشارت بشكل عام الأشخاص المحيطين بالقلق لهم دور في معرفة تغيير سلوك الشخص وعندها يجب عدم السكوت والتطويل في مداواة النفس مما يؤدي لانتكاس الحالة وتطورها لاكتئاب فمن الضروري عدم انتظار الوصول لهذه الحالة لكي نتوجه للإخصائي النفسي.

العلاج وطرق الوقاية من اضطراب القلق

وحول كيفية العلاج ذكرت أن العلاج ينقسم إلى علاج نفسي وعلاج دوائي وفي اضطراب القلق المعمم العلاج النفسي أكثر فاعلية من العلاج الدوائي.

ودعت الحبيب لضرورة الرجوع للإخصائيين فاضطرابات القلق قابلة للعلاج باتباع استراتيجيات للتعامل مع المشكلة بعدة توجهات ونظريات نفسية كل إخصائي يأخذ منها ما يتناسب مع الحالة باتباع تقنيات الاسترخاء.

ولفتت إلى أهمية الدعم الاجتماعي وضرورة عدم استسلام الإنسان واحتفاظه بآلامه لنفسه فالمسؤولية أيضا تقع على المحيطين للإنسان عند رؤيتهم له في حالة سيئة بأن يمدوا يد العون والمساعدة ولايقفوا كالمتفرج.