تعرّف على سيد الخطابة وأشهر من ارتقى المنبر الحسيني بسيهات
المُلا السيهاتي.. عُرف بسيد الخطابة وأستاذ الخطباء في سيهات ومعلمهم وأشهر من ارتقى المنبر الحسيني فيها. وكان قادرًا على انتزاع الدمعة من أقسى القلوب بكلمة أو إيماءة، وربما اكتفى بالجلوس على المنبر دون أن ينطق بكلمة لتفصح قسمات وجهه الحزين عن حجم المصيبة فيضج الحضور بالبكاء.
- ارتبط بالإمام الحسين
وأخلص في خدمته فكانت خاتمته أن يلفظ أنفاسه الأخيرة على منبر سيد الشهداء في شهر محرم الحرام.
- كان مثالاً للسماحة والكرم والإخلاص، يتحسس آلام الآخرين ويسعى في قضاء حاجاتهم.
- كان عطوفًا مع الصغار مهابًا من الكبار، فلم تمنعه مكانته الاجتماعية من مداعبة الأطفال ومحادثتهم إن صادف أحدهم في الطرقات والأزقة، بل كان الأطفال يتسابقون للسلام عليه إن مرَّ بحيّهم أو لمحوا خياله من بعيد.
- فمن هو المُلا السيهاتي والخطيب الحسيني الذي اختارت صحيفة جهينة الاخيارية تسليط الضوء عليه..
- وُلِدَ الخطيب الحسيني الملا المرحوم ملا علي بن محمد بن سالم السيهاتي في عام 1313 هـ تربى ونشأ في أسرة معروفة بمدينة سيهات التابعة لمنطقة القطيف.
- تعلم القرآن والخط على يد بعض أساتذة بلده سيهات في سن مبكر، فأتقن وأجاد في مدة يسيرة لا تتجاوز الثلاث سنوات.
- في العاشرة من عمره طمحت نفسه لتعلم الخطابة الحسينية إذ هي الوسيلة الكبرى في عصره وخاصة في بلده للعلم والثقافة بوجه عام، فحقق والداه رغبته.
- امتهن الخطابة على يد المرحوم السيد حسين بن السيد إبراهيم أحد خطباء سيهات وهو في سن الخامسة عشر من عمره، ملك زمام الخطابة وأصبح في سيهات بل في القطيف قاطبة خطيبًا مرموقًا وشخصًا محبوبًا.
- لديه مجلس لتعليم الخطابة الحسينية وأطوار العزاء وبحور الشعر واللغة العربية، وهو عبارة عن غرفة بمنزل خالته.
- تتلمذ على يده مجموعة من الفضلاء من خطباء المنبر كالشيخ عبد المجيد أبو المكارم، وملا أحمد خميس، وملا عبد المحسن النصر، وملا محسن معلم، وملا أحمد سليس، وغيرهم.
- له ديوان شعر تحت عنوان «الذخر النافع في رثاء أهل بيت النبي الشافع» حوى العديد من القصائد بالنمط الشعبي، وقد طبع أولاً بجهود تلميذه الملا عبدالمحسن النصر ب «مطبعة الغري الحديثة» بالنجف الأشرف وسجل بالمكتبة الوطنية ببغداد وقد قدم للديوان الخطيب الحسيني الدكتور الشيخ جمعة سلمان الحاوي - الأستاذ بكلية الفقه بالنجف الأشرف -، وقد أعادت «مؤسسة طيبة لإحياء التراث» بمدينة قم المقدسة طباعة الديوان ونشره بعد تحقيقه عام «1430 ه»، وله ديوان آخر جمع فيه قصائده باللغة الفصحى.
- كان مجددًا في شعره، مبتكرًا في أدائه، فعرف عنه طور مميز غير أنه لم يطلق عليه اسمًا معينًا ولم يتداوله الخطباء الجدد، ويأتي على وزن مستفعلن مفعول مستفعلن مفعول وهو طور حزين يعرفه أقادم خطباء المنبر الحسيني بسيهات.
- توفي في الثاني من شهر محرم الحرام سنة «1380 ه» على منبر سيد الشهداء.
- نعاه تلميذه الخطيب الحسيني الملا عبدالمحسن النصر بأبيات جاء فيها:
الدمع من عينّي ساجم
والحزن في جنبّي صارم
حزنًا لفقد فتى العلا
رب المنابر والمكارم
ذاك الرضي العبقري
أبي محمد نجل سالم













