القطيف.. كيف بكى الشعراء لمشهد المعزي أمام الحسينية المغلقة
أثار مشهد فيديو لمعزٍ مسن قد غُلّقت أبواب أحدى الحسينيات في وجهه بعد امتلائها بالمعزين مشاعر الحزن والأسى فهيج قريحة الشعراء في المنطقة.
وأطلق الشعراء العنان لمشاعرهم لتبث صور ومعاني رسمتها عاطفتهم الجياشة وهي تشاهد رجلا مسنا يحاول الدخول للحسينية في هذا الموسم العاشورائي الاستثنائي والذي قيد الحضور لعدد محدود جدا بخلاف العادة منذ أن ألفَ الشيعة العزاء وعاشوراء.
وظل الرجل يحاول الدخول ولكن الالتزام بعدد محدود حال دون تمكنه من الدخول وبدا وكأنه متعلق بأبواب الحسينية عله يشفع له ويدخل، ولما لم يستطع جلس على عتبات الحسينية للاستماع للقراءة على أن لا يقفل راجعا دون تعزية آل البيت
بمصابهم.
وفاضت صور الشعراء لتصوير هذا المشهد حيث كتب الشاعر حسين الجامع:
وأتيت مأتمك الشريف وبابه
قد كان موصودا لكثرة ما به
فطرقت لم يفتح وأرهقني الشجى
فجلست محزونا على أعتابه
أنا والحسين وقد وفدت بحاجتي
حاشاه رد مؤمل عن بابه
وقال الشاعر عيسى البدن في تلك الصورة المؤثرة:
هي صورة تحكي الولاء ال أعظما
لكبير سن جاء يقصد مأتما
لم يلق ذاك الباب منفتحا وقد
رام القعود وإن يكن متألما
لكنه أعطى الدروس بجلسة
إذا كان في حب الحسين متيما
وكتب عبدالهادي آل ظريف قائلا:
إني قصدتك ابتغيك بلهفة
لكنما الباب الوسيع قد انغلق
ناديت إني يا حسين وما جرى
عبد تشرف بالوصال وما أبق
طأطأت رأسي والدموع تبلني
رباه عبدك بالحسين قد التصق
ووصف محمد رسول الزاير المشهد في شعره بكلماته التي تقول:
يممت دارك يا حسين بحاجتي
ارجو ببابك للوصول إلى الهدى
فجلست بالأعتاب أرسل دمعتي
أبكي إلى مولاي في رجع الصدى
وعبر الشاعر علي بن مكي الشيخ عن مشاعره في صورته التي رسمها شعره بقوله:
إلى مأتم الحزن يحدو به
هواك على بابه قد جلس
يريدك مهما تضيق الدروب
ويهواك حتى انقطاع النفس
وبكت الشاعرة نوال الجارودي في كلماتها التي صورت تأثرها بصورة الشيخ المسن وهو متعلق بالباب فقالت:
من أوصد الباب الذي يؤتى له
وجهُ الحسين فعزّ حتى عزاه؟
قد جاء يطرقه المعزيَ لهفةً
ليواسيَ الزهراءَ في مولاه
ولقد تأوه حسرةً من وجده
حتى بكت حسراته الأواه
لكنّما الهيهاتُ صوت ضميره
سيطوع الأعتاب في مسعاه
هذا ابن مدرسةٍ عليٌّ خَطَّها
بأبي ترابٍ أحمدٌ كنّاه
وصورت الشاعرة رباب النمر في شعرها المشهد بقولها:
وقف أمام الباب الموصد
وجراح قلبه تفتّقت بالأسى...
يا ليتني قد كنتُ في الـ(خمسينِ)
فتذوبُ في حبِّ الحسين سنيني
ويضمنّي (شبرُ التباعدِ) لاطماً
وأنوحُ حزناً والبُكا يكويني
يا بابُ ما بالُ الأحبّةِ أوصدوا
في وجهِيَ الآمالَ رغمَ حنيني
والشوقُ يسبقُني إليكَ تحرُّقاً ..
وتئنُّ من فَرْطِ الشجونِ عُيوني
فبمن ألوذُ وفي حشايَ تكسّرَتْ
شهقاتُ روحي، واستفاضَ جُنوني؟
يا بابُ مابي من (حرارةِ) ملمسٍ
إن الحرارةَ من أسى( طَرَدُوني)
وأتيت بالكمام محترزاً وبالـ
تعقيمِ يرشُحُ خافقي وجبيني..
فإذا بها الخطواتُ خاب حثُيثها..
وتأخرتْ عن سرعةِ ( الخمسينِ)..
ما بالها العتباتُ تمسحُ ( خاطري)
وتضمُّني علّ الهدوءَ يليني؟
ونفضتُ بعضَ غُبارِها فلعلّه؟
ينفضُّ عن قلبي غبارُ الطِّينِ
أُصغي إلى نَوحِ المآتمِ حسرةً
وحدي وبابٌ موصدٌ من دوني!
يا ليتني عَبقاً يمرُّ لديهُمُ
أو دمعةً تجري بخدِّ حزينِ
أو خُطوةً عَبَرَت وليس يحدُّها
قانونُ عصرٍ بالوَباَ معجونِ
وأتيتُ ضيفاً للحسينِ يسوقُني
عشقُ الولاءِ ورغبةٌ تُدنيني..
وقصدتُ مجلسَه الشريفَ وحاجتي
أملٌ يُلِحُّ وعَبْرَتِي تُشجيني
فإذا به البابُ المقدّسُ ( مقفلاً)
دوني، وليس لجوفه يؤويني.
فتناثرت عتباتُ روحي لوعةً!
وتساقَطَت نفسي بنارِ أُتوني
يا سبطُ قَربنِي إليك مكانةً ..
واجعل بمجلسِك الشريفِ (مُزوني)













