آخر تحديث: 21 / 12 / 2025م - 12:22 ص

الربيعية.. الحاجة عمارة و45 عاما في اعداد ”المحموص“

جهات الإخبارية نداء آل سيف - تاروت

لا يمر موسم عاشوراء إلا ويترحم أهالي الربيعية على خادمة الحسين الحاجة أم علي عمارة التي عرفت بخدمتها للمأتم وطبخ قدور المحموص لـ 45 عاماً.

المرحومة آمنة حسن آل قمبر أم علي عمارة من مواليد جزيرة تاروت، زوجة خادم أهل البيت محمد علي عمارة دأبت على إعداد الطعام وتوزيعه مع بدء تأسيس المأتم في بيتها الكائن بالربيعية 1370/1950.

وبدأت حكاية الإطعام بشكل بسيط إلى أن كتب له الاستمرار وزيادة الكمية وتوزيعه على فترتين صباحاً وعصراً.

وعُرفت الحاجة أم علي بأنها الظهر المساند لزوجها في إقامة المأتم ولها دور كبير في استمراره وكانت تبدأ من شهر ذي الحجة بتجهيز مكان الطبخ الذي كان وقتها على الخشب، فتقوم بتجهيز الخشب وغسل القدور والصحون، كما تشرع بمهمة تنقية الأرز وطحن البهارات والقهوة بمشاركة 30 امرأة أخرى من نساء الحارة.

ومنذ الأول من شهر محرم إلى ليلة الثالث عشر منه بالإضافة إلى جميع الوفيات تفرغ الحاجة عماره نفسها لطبخ وتجهيز الطعام، فكانت تجلس من صلاة الفجر وتبدأ تجهيز ضيافة الحسينية من قهوة وحليب ومع طلوع الشمس تحضر معها خادمات الحسين لإعداد المحموص.

واعتادت عمارة برفقة أم محمد حسن الداوود، على تحميص البصل وبعدها عمل الأرز وطبخه بمساعدة زوجة أخيها أم نصر جاسم آل قمبر وفور الإنتهاء يوضع في صحون صغيرة من المعدن وجميعها تصف في وعاء كبير وتغطى جيداً.

ولتوزيع المحموص يتم عمل خطة حيث يوزع بالتناوب فاليوم يوزع على فريق الشمال ويوم آخر على فريق الجنوب ويوم آخر لأهالي تاروت أو سنابس، بالإضافة إلى التوزيع يومياً على فريقها وخدمة الحسين والكوادر والملا.

وكانت تخص الكوادر النسائية بمائدة خاصة صالونة لحم أو حمصة ربيان أو سمك مقلي.

وكان إلى جانب المرحومة عدد من رفيقات دربها فمنهن من تفرم البصل وتغسل الدجاج والسمك والروبيان ومنهن من تغسل أواني الطبخ وتنظيف المكان ممن يعملن بروح الفريق الواحد.

كانت السيدات حينها يوزعن الطعام مشياً على الأقدام بحيث يخصصن يوم لكل حارة ويتم تخفيف ثقل الأطباق التي تحمل ضمن وعاء كبير على الرأس طبقاً.

واستمر الطبخ في المأتم حتى بعد مرض الحاجة عمارة ووفاتها لاحقا، حيث استلمت المطبخ بناتها وزوجات أولادها وحفيداتها.

وكانت أم علي شديدة الولاء لأهل البيت والتفاني في خدمة الإمام الحسين وتميزت بأنها من البكائين على الإمام الحسين وصاحبة قلب كبير وتتصف بحنانها وعطفها على الجميع، وكان من حولها يبادلنها ذات المشاعر والحب.

وعن مصروفات المآتم المالية، كانت من دعم الأهالي إضافة لزوجها الذي كان يعمل في شركة أرامكو السعودية ولكن بسبب تغيبه أيام المحرم فُصل من عمله ليشتغل في بيع وشراء السمك لضمان استمرار المآتم الذي أولاه جل اهتمامه.

ولائم الأعراس

وأورثت عمارة أبناءها حب خدمة الحسين فكان ولدها الخطيب حسين عماره أبو علي والخطيبة الحسينية خديجة عمارة أم حسين الطويل، وعلى ذات الدرب سار أحفادها وحفيداتها وبالنسبة للرجال الشيخ عبد الله آل درويش والخطيب عباس آل قمبر والخطيب عبد الحي آل قمبر والخطيب محسن العقيلي والخطيبة مريم آل سعيد أم حسين شهيد وآمنة العقيلي أم محمد العقيلي وعقيلة ال سعيد أم كميل معيلو وأنهار آل قمبر أم رضا الأبيض وسعدة آل قمبر أم محمد ال درويش.





التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 4
1
علوية
[ صفوى ]: 28 / 8 / 2020م - 11:59 م
هنيئا لها خدمة اهل بيت محمد وآل محمد
2
ام محمد
[ القطيف ]: 29 / 8 / 2020م - 1:47 ص
السلام علي الحسين
عليهم بالعافيه عائله تتوارث حب محمد وال بيته
أجرهم علي الحسين
3
همس الحرير
[ البحر ]: 29 / 8 / 2020م - 2:19 ص
يموت جيدهم خدام المولى ولكن ذكراهم لاتموت
هنيئاً لهم
وجمعنا الله واياهم في جنته
4
محمد صالح الغريافي
[ القطيف ]: 29 / 8 / 2020م - 9:57 م
رحمة الله عليها رحمة الأبرار وأسكنها فسيح جناته وحشرها مع محمد و آله في مقعد صدق عند مليك مقتدر هذه المؤمنه يجب على مجتمعنا تبجيلها ولا يجب أن ننسى عطائها فخدمة آل البيت لا تقدر بثمن