الشيخ الصويلح: التعامل السيئ مع المراهقين قد يؤدي لاضطرابات نفسية حادة
قال الشيخ محمد الصويلح بأن التعامل السيئ مع الشباب والفتيات الذين يمرون في مرحلة المراهقة من قِبَل أُسَرِهِم والمجتمع الذي يعيشون فيه، قد يؤدي لاصابتهم باضطرابات نفسية تؤثر على حياتهم العامة على المستوى البعيد.
وأشار في تاسع محاضراته العاشورائية إلى أن منظمة الصحة العالمية قد طرحت دراسة حول ما يتعلق بالصحة النفسية لدى المراهقين، حيث كشفت الدراسة عن إصابة 20٪ من المراهقين في العالم بأمراض نفسية مختلفة، وذلك نتيجة التعامل القاسي من قِبل العائلة وعدم تفهم الأبوين لمخاطر هذه المرحلة التي يمر بها الشاب وعدم معرفتهم الكافية بكيفية التعامل مع الأبناء في سن المراهقة.
وأوضح بأن المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والرغبة في الحصول على الاستقلالية من قِبَل المراهقين هي من أهم المخاطر المؤثرة على صحتهم النفسية.
وأضاف بأن المراهقين معرضون بشكل خاص للاعتداءات الجنسية والتي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بانهيار الحالة النفسية ودمارها.
وأشار أن حالات التحرش الجنسي والاعتداء العنيف على الأطفال قد ارتفعت بنسبة كبيرة على مستوى العالم خصوصاً في الأعوام الثلاثة الأخيرة.
وقال بأن الشاب المراهق هو عرضة للاصطياد من التيارات المنحرفة بكل سهولة باعتباره في فترة اندفاع وحماس كما أنه يختزل طاقة كامنة يحتاج إلى تفريغها، لذا ترى الكثير ممن انضموا للتيارات الإرهابية كانوا في هذا السن، كما أن نسبة المراهقين الذين يتعاطون المخدرات تتجاوز حاجز ال 70٪ كما أشارت الإحصائيات.
ومضى يقول بأن الأبوين بحاجة لمعرفة الطرق المثلى في التعامل مع المراهقين وذلك لتقديم النصائح والإرشادات لهم، ويمكن ذلك عن طريق مراجعة المستشارين في علم النفس والاجتماع وكذلك عن طريق الحضور في دورات تؤهل الأبوين للطريقة السليمة في التعامل مع أبنائهم المراهقين.
وأكد بأن المراهق لا يحبذ أسلوب التلقين ولا ينتظر إصدار الأوامر لينفذها بل إنه ينفر من هذه الطريقة، لذا على الأبوين أن يتبعوا طريقة الحوار واللين والحديث العاطفي الذي يساعده على تقبل الفكرة والاقتناع بها.
وانتقد المقارنة التي قد يقوم بها أحد الأبوين بين الابن وأحد أقرانه، ومدح ذلك الشخص مقابل ذم الابن.
وبين أن هذا الأسلوب الذي قد يجعل من الشاب شخصاً فاشلاً في حياته، ومثل هذا لا يساعده على النجاح بل أنه يتسبب له بعقد نفسية قد تكون ملازمة له حتى ما بعد الزواج ولربما تنعكس على تعامله مع أبنائه في المستقبل.
ودعا لتسهيل الزواج وأن يُكتفى باتفاق الزوجين على طريقة الزواج كإقامة حفلة زفاف مثلاً أو إلغائها، مشيراً بأن هذا القرار يخص الزوجين ولا داعي لتدخل بعض أفراد العائلة وبعض المُقَرَّبين في ذلك.
وقال بأن هنالك الكثير من الزِّيجات قد حصلت في فترة جائحة كورونا وكانت من دون حفلة وتكاليف، داعياً لاستمرار هذه الطريقة لمن لا يملك القدرة على توفير مصاريف الحفلة ومراسم الضيافة.
ودعا الشيخ الصويلح للوقوف مع الشباب ومساعدتهم على الزواج المبكر، كما أبدى أسفه لمن يعاني الآن من صعوبات اقتصادية نتيجة توقفه عن عمله بسبب جائحة كورونا، حاثّاً على تقديم المساعدات لهم بالقدر المستطاع.













