الشيخ المحفوظ: لم أبرر للمتحرشين.. وما نقل عني كان مجتزأ
- ويرفض المزاعم بأنه أعتبر المرأة المتساهلة في حجابها ”ميالة للرذيلة“.
رفض الشيخ أمين المحفوظ المزاعم التي طالته حول تبريره فعل التحرش بالنساء غير المحتشمات قائلا ”حاشى لله أن أبرر مثل هذا العمل فهذا تجنٍ كبير وسوء ظن“.
وكان الشيخ المحفوظ تناول في إحدى محاضراته العاشورائية مسألة الحجاب وأثارت ردود فعل متباينة بين رواد وسائل التواصل الاجتماعي.
وبعث سماحته تعليقا على الخبر المنشور بهذا الشأن في صحيفة جهينة الإخبارية موضحا حقيقة موقفه من الجدل المثار.
وأوضح في التعليق الذي تلتزم الصحيفة بنشره ”حينما ذكرت أن المرأة المتبرجة قد تكون ضحية لتحرش ضعاف النفوس فقد أسندت ذلك للدراسات وبعض هذه الدراسات جرت في مجتمعنا السعودي“.
وأرجع اللغط الحاصل إلى التركيز في صياغة الخبر المذكور على جانب وإهمال الجوانب الأخرى ”المكملة“.
وشدّد القول ”إن الحديث عن أن التبرج يزيد احتمالية تعرض المرأة للتحرش لا يعني تبرير عمل المتحرشين إطلاقا“.
واستطرد ”حاشا أن أبرر مثل هذا العمل فهذا تجنٍ كبير وسوء ظن فالتحرش مدان شرعا وقانونا ومهما كانت التبريرات، وإذا كانت له أسباب فبالتأكيد ليست له مبررات“.
ومضى يقول كما تحدثت في المحاضرة عن أهمية الحجاب تحدثت أيضا عن أهمية غض البصر من قبل الرجال ”فكيف والحال هذه يقال أن الكلام أعطى تبريرا للمتحرشين“.
ورفض المزاعم بأنه أعتبر المرأة المتساهلة في حجابها ”ميالة للرذيلة“ مضيفا ”معاذ الله أن أقول هذا أو أعنيه“.
وأوضح بأن ذلك التعبير جاء في وصف ضعاف النفوس والفسقة الذين يتربصون بالنساء ”ولم أقصد إطلاقا وصف من تتساهل في الحجاب بذلك“.
فيما يلي نص التعليق:
بسم الله الرحمن الرحيم
لا تبرير للمتحرشين
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على رسوله محمد وعلى آله الهداة المرضيين وبعد..
نشرت صحيفة جهينة الموقرة تغطية لإحدى محاضراتي حول الحجاب أثارت بعض ردود الفعل المتباينة مما أشعرني بأهمية التوضيح من خلال الملاحظات التالية:
الملاحظة الأولى: إن ما تحدثت عنه «مما ورد في الخبر» هو بيان لمعنى الآية المباركة: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾.
حيث تشير إلى أن الحجاب سبب لحفظ الأمن الاجتماعي للمرأة المسلمة وأمان لها من الإيذاء والتعرض من قبل الرجال الفسقة الذين في قلوبهم مرض وهي حقيقة أكد عليها القرآن في مواضع أخرى أيضا كقوله تعالى: ﴿فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ﴾.
وحينما ذكرت أن المرأة المتبرجة قد تكون ضحية لتحرش ضعاف النفوس فقد أسندت ذلك للدراسات وبعض هذه الدراسات جرت في مجتمعنا السعودي.
الملاحظة الثانية: المشكلة في صياغة الخبر أنها ركزت على جانب وأهملت الجوانب الأخرى المكملة فربما أعطت انطباعا غير دقيق، وذلك لأمرين:
أولا: أن الحديث عن أن التبرج يزيد احتمالية تعرض المرأة للتحرش لا يعني تبرير عمل المتحرشين إطلاقا خصوصا أن هذا كلام جاء في تفسير آية وردت في هذه الجزئية بالذات.
وحاشى أن أبرر مثل هذا العمل فهذا تجنٍ كبير وسوء ظن فالتحرش مدان شرعا وقانونا ومهما كانت التبريرات، وإذا كانت له أسباب فبالتأكيد ليست له مبررات.
«فهل يعقل أنه إذا قال أحدهم لابنه: لا تخرج وحيدا فقد تتعرض للخطف! أن يكون هذا الكلام تبريراً لخاطفيه إن خرج وحيداً!!»
ثانيا: لقد تناولت في محاضرتي «قبل ذكر النقطة مثار الجدل» آفاق الطرح القرآني لقضية الحجاب وبينت فيها عدة نقاط منها أن مسؤولية الحفاظ على أجواء العفة والطهارة في المجتمع المسلم ليست مختصة بالنساء وإنما هي مسؤولية مشتركة بين الجنسين وكل ينبغي أن يقوم بدوره وكما تحدثت عن أهمية الحجاب تحدثت أيضا عن أهمية غض البصر من قبل الرجال.
فكيف والحال هذه يقال أن الكلام أعطى تبريرا للمتحرشين!! وعليه لا يمكن تكوين نظرة كاملة لكلام مجزوء.
ثالثا: ربما أشْعَرَت الصيغة الاولى للخبر التي تم تعديلها من قبل الإخوة في الصحيفة «رعاهم الله» أني أعتبر ان المرأة المتساهلة في حجابها ”ميالة للرذيلة“ ومعاذ الله أن أقول هذا أو أعنيه إنما ذكرت هذه الكلمة في وصف ما يعتمل في نفوس من ذكرتهم الآية من ضعاف النفوس والفسقة الذين يتربصون بالنساء ولم أقصد إطلاقا وصف من تتساهل في الحجاب بذلك.
ختاما: لا أدعي الكمال ربما فاتني التأكيد على بعض النقاط الرديفة في خطابي وهذا لا يكاد يخلو منه خطاب أحد من الناس إلا من عصم ربك، ولكن هذا ليس مبررا لسوء الظن وتحميل الكلام ما لا يحتمل.













