مجموعة من الشعراء يخاطبون الإمام الحسين بـ ”ذلك الجرح.. ولا ريب“
وجه مجموعة من الشعراء خطبهم للإمام الحسين
يوم كتب الخلود بتضحيته من خلال إنشاء نصٍ شعري تضمن مقطعا لكل واحد منهم ليشكل لبنة من لبنات هذا النص.
وجاءت أسماء الشعراء المشاركين بحسب تسلسل المقاطع على النحو التالي: هادي رسول، شفيق العبادي، عادل آل دهنيم، ياسر المطوع، فاضل آل جابر.
”ذلك الجرح... ولاريب“
«1»
يَعْجنُ الوقتُ النهارات
التي اصطفّت على أرصفة التاريخِ
كي تُلْقِمها خُبزَ إبائِك
والليالي ترقبُ الضوءَ
الذي أسرجَهُ زيتُ قناديلِك
من جمرِ النبوءاتِ
على مائدةِ الغيبِ وأحلامِ حرائِك
”ذلك الجرحُ“
و”لا ريبَ“...
تنزّلتَ سماويًا على أزمنةِ العشق
بأسمالِ الملاِئك
جهةُ الإسراءِ..
معراجُك فوقَ الرُّمحِ
من ليلِ احتمالاتِ المراثي
وإلى أقصى اختمارِ الروحِ
حيثُ المنتهى في كربلائكْ
«2»
رغم مازوّره الليل..
ومن أوّل سطرٍ في كتاب «الشمسِ» كي يملي على قافلةِ الظلِّ ثريّاتِ سمائك
حين أسريت بها نحو صبايا الورد..
في إغفاءةِ العطرِ..
وكان الحقل شائك
أيها الناسك في تغريبةِ الموت..
الذي لازال يصطاد إلى الآن عروشاً وممالك
يرتدي معطف هذا الأزرق الممتد في آلامنا «أنشودة الغيم» دروباً ومسالك
«3»
حار كونٌ..
عندَ أشلائكَ فوقَ الطَّفِ حتى
صارَ لا يدري مدى الدَّمعةِ تُجريها مَلائكْ
حارَ..
والحيرةُ نصلٌ بسؤالٍ
في بقايا الرُّوحِ فاتكْ
كيفَ داستْ فوقَ نورِ اللهِ هاتيكَ السنابكْ؟
كيفَ في غفوةِ هذا الفجرِ قامتْ
فوق أضلاعكَ للَّيلِ ممالكْ
أطفأوا لله نورًا
وابتنوا من كسفِ الظلمةِ عرشًا
ظلُّهُ الليلُ الطويلُ المتهالكْ
وجهُهُ البغيُ وسيفٌ في نحور الآي باتك
وَغدٌ في أعينِ الباكين حالكْ
«4»
يومك امتد على صومعة الحزن
تجافى
أوتَر الشهقة في جرح الملائِك
كان منسوجاً من الغصة في
صوت الثكالى..
حين لبّت لغة القربان
في صمت دمائك!
كنت توصي أنجم الليلِ
بأسفار النبوءات
وكان النهر مشدوهاً بسلسالٍ
تشهّاه بمائك
يومك الآن امتطى عمر المدى!
ما عاد في غربته غير السموات
تداعت..
ثم شدّت حمرة الآفاق..
في هيهاتك / المسرى
و«لا» ئِك.
«5»
يا أبا الأحرار والصرخة مازالت تدوّي في المجرات لتستنطق معنى من فدائك
أيها النازف حد الحب
ها حاولت أن أكتب لكن..
لست أرقى لرثائك
هب لي الآن حروفا/أدمعا
فالدمع لا يكفي لكي يوفي قليلا في عزائك.













