آخر تحديث: 21 / 12 / 2025م - 12:22 ص

أطباء ونشطاء مجتمع ينعون فقد رئيس المراكز الصحية المرزوق

جهات الإخبارية إيمان الشايب - نداء آل سيف - تصوير: هشام الأحمد - القطيف

عبّر أطباء وممارسون طبيون ونشطاء عن حزنهم لرحيل سعيد محمد المرزوق رئيس المراكز الصحية في قطاع صفوى بمحافظة القطيف والعضو السابق بجمعية الأوجام الخيرية الذي وافاه الأجل مساء أمس الأحد. 

واكتست بلدة الأوجام مساء أمس ثوب الحداد بعد إعلان وفاة المرزوق وعديله زهير المبارك الذي سبقه بعدة ساعات في نفس اليوم.

ونعى الفقيد جمعٌ من الأطباء والشخصيات الاجتماعية والذين أبدوا حزنهم وتعاطفهم الكبير إثر رحيله.

اهتمام بإصلاح ذات البين

كشف مدير الشؤون الحكومية والتواصل المؤسسي بمستشفى صفوى عباس الصادق عن سعي الفقيد لأن يكون المستشفى بسعة 100 سرير.

وأشار إلى علاقته معه والتي دامت عشر سنوات، مؤكدًا على كونه دمث الخلق، ورجل شهم يحب المجتمع وعمله.

وتحدث عن علاقته بزملائه والتي تعتبر ممتازة جدًا، مستذكرًا الكثير من المواقف التي كان يسعى فيها لإصلاح ذات البين.

وبين اهتمامه بإرضاء الصغير قبل الكبير، ومحاولته بأن لا يسبب ضيقًا لأي أحد وتسهيله الأمور والبحث عن الزوايا لتقريب وجهات النظر.

وأكد على حبه لمجتمعه وعمله، مشيرا لصيته في المجتمع واهتمامه بالناس ومشاكلهم وتوصيل خدماتهم بالشكل الأفضل.

وأوضح علاقاته الجيدة بأهل صفوى حيث كانوا يحبونه وكان كأنه من أهلها، مضيفًا بحزن «افتقدناه كأخ وزميل وتعلمنا منه حب العمل والمثابرة وأن لا شيء مستحيل، وتعلمنا منه بأن الجهود تتظافر ولقد كان خلية نحل والعمل معه كان ممتعًا ومفيدًا».

شخصية محبوبة من الجميع

ونعى الدكتور رائد الفريد الفقيد بقوله كان المرحوم ذو شخصية محبوبة من الجميع حيث كان يرسم البسمة ويشيع الضحكة دائمًا أينما حل.

وقال بأنه عرف بسعيه لحل مشاكل العمل وزملائه الموظفين وتذليل الصعاب للجميع دون استثناء وفي جميع الأوقات حتى لمن كان يختلف معه، منوهاً بحرصه على عدم تعرض أحدهم للمساءلة ويحاول تجنيبهم العقوبات ما أمكن.

التروي والحكمة العالية

وأشار إلى هدوءه في المواقف الصعبة والتعامل معها بروية وحكمة عالية، لافتًا إلى خدمته للناس في مجال عمله وغير مجال عمله بأقصى ما يستطيع وفي جميع الأوقات حتى وقته الخاص دون كللٍ او ملل.


12 سنة من الذكريات

واسترجع الدكتور عقيل الفردان بعيادة المرجعية لطب الاسرة بصفوى ذكرياته مع المرزرق قائلا عرفت الفقيد السعيد منذ أكثر من 12 سنة وخلالها عاصرنا معه جملة تغيرات وأحداث في القطاع الصحي.

تطوير الأعمال وتحسين الخدمة

ومضى يقول رأيت خلال تلك السنوات فيه الحرص على تطوير الاعمال وتلمس حاجات المرضى والعاملين وكان رجلا تنفيذيا قلما ترى في الجد مثيله، مؤكدا على مساهمته الكثيرة في الدفع تجاه تحسين جودة الخدمة وسهولة الوصول لها.

وتابع حديثه «وأخص بالذكر حدثين مهمين هما افتتاح مركز صحي صفوى بمبنى مستقل حيث تعثر النقل نتيجة دواعي لوجستية كثيرة عجز عنها الكثير ولم تقعد همته عنها، وتشغيل مركز الاوجام أبان الحجر الصحي على محافظة القطيف».

وبين عمله جاهدا وتحمله المتاعب والعقبات في سبيل توفير الخدمة لأهالي بلدته بالرغم أنه وقتذاك لم يكن مسؤولا بالدرجة الأساس عنها.

إصرار من أجل نجاح الخدمات الصحية

واضاف كنت أراه بعد انتهاء دوامه منهمكا في عمله بالرغم من معرفته بعدم حساب خارج دوام له فكان دافعه إخلاصه لمجتمعه وإصراره النجاح في الخدمات الصحية المقدمة.

وتابع «إنه حقا رحيل مؤلم لنا ولا نملك إلا أن ندعو الله سبحانه أن يعلي في الجنان درجته ويحشره مع محمد وآله».

وختم حديثه بأنه كان ذا فكر ثقافي واجتماعي عالٍ وذو أسلوب لبق في تعامله مع الكبير والصغير ومع مختلف طبقات المجتمع.


مدير ناصح ومحفز للموظفين

وذكرت الدكتورة زينب المصلي بأن الراحل كان نعم المدير والأخ الناصح والداعم والمشجع والمحفز للموظفين.

وتحدثت عن مناقشته لأمور المراكز والموظفين باهتمام كبير حيث يسعى للتغلب على الصعوبات والمعوقات.

وبأسى أضافت «لا يمكن إعطاء أبو محمد حقه بهذه الكلمات البسيطة ولكن في النفس حرقة على فراقه وفقده إذ كان يتفقد أحوال الكبير والصغير».

ذو صوت عذب ينطق بالولاء

واستذكر أخصائي التغذية رضي العسيف أولى لقائه مع الفقيد الراحل، مشيرًا لحبه لأهل البيت حيث التقى به في إحدى المناسبات الدينية، وشاركهم بمجموعات من التوشيحات الدينية.

وأضاف القول «كان ذو صوت عذب ينطق بالحب والولاء لأهل البيت».

تواصله لأجله مرضى كورونا

وبين بأن آخر اتصال بينهم كان في الخامس من شهر أغسطس حيث كان يسأل عن الحمية المناسبة والأغذية المناسبة لمصابي فيروس كورونا حيث مده بمجموعة من النصائح.

وتحدث عن سؤاله عن نية إقامة مجلس عاشوراء إذ أجابه بأن قيامه سيكون تبعًا للظروف الصحية والوضع العام.

التفاني في العمل الاجتماعي

وأكد العسيف على تفاني الفقيد المرزوق في العمل الاجتماعي والديني، منوهًا لإخلاصه لوظيفته ومحبته لها، مضيفًا «عرفت ذلك عندما شاركت بمحاضرة غذائية في مستشفى صفوى العام وتفاجأت بوجوده في القاعة وكان الأصدقاء يثنون عليه وعلى اخلاصه».

وقال بأن استقباله للمحاضرين وتشجيعه لهم أثناء إلقاء المحاضرة كان مميزا فقد جلس مستمعا للمحاضرة ثم غمره بشكره وتقديره، لافتًا إلى أن كل من عمل معه كان يلمس فيه هذا البعد الحيوي والابتسامة المشرقة.

إخلاص وتفاني للمجتمع

وبكلمات يملؤها الحزن أشاد رئيس المجلس الأهلي التطوعي بصفوى أمين العقيلي بتعامل الفقيد الراحل الذي شغل منصب مدير المراكز الصحية في قطاع صفوى والتابعين لمستشفى صفوى، والذي كان يسعى لتطوير المستشفى والمراكز.

وأكد على كونه رجلًا مخلصًا ومتفانٍ في عمله، وحريصًا على مصلحة مجتمعه ويسعى بكل ما يملك من جهود لتوفير المستلزمات الضرورية للمراجعين.

وبين بأنه كان يرفع صوته ويطالب المسئولين لتأمين الاحتياجات، حيث يتواصلوا معه على مدار الساعة للاستشارة في امور تخص المجلس الاهلي التطوعي بصفوى فيعطي الكثير من وقته للتوجيه والارشاد تجاه الطرق الصحيحة في المطالبة.

رعايته لمصابي كورونا

وأشار العقيلي لتواصله اليومي معه حين بدأت الجائحة وبشكل يومي، لافتًا إلى تزويده بأعداد المصابين من أهالي صفوى، وعدم تردده في توفير أي معلومة مهمة تخص المصابين لمساعدتهم وتأمين الرعاية الطبية لهم.

وذكر بأنه حتى إن لم تتوفر لديه المعلومة يجري اتصالاته بأكثر من طرف لحين وصوله إلى المطلوب.

رجل علاقات من الطراز الأول

وتحدث عن بره لمجتمعه في الأوجام ومشاركاته الاجتماعية الكثيرة، مبينَا بأنه عاش محبوبا لدى الجميع ومحبا للجميع، ومنوهًا إلى ترددهم على ديوانيتهم في صفوى حيث كان رجل علاقات من الطراز الأول، ويتواجد في أكثر المناسبات الاجتماعية ويصافح الجميع ويلاطفهم.

شخصية قلّ نظيرها

وأكد العقيلي على أن هذه الشخصية قلّ نظيرها، مشيؤاً بحزن «وحين نفقد شخص بهذه السمة وبهذه الكريزما يترك أثرا كبيرا في المجتمع لأن عطائه كان متدفقا على أهل جلدته، ولكن شاء الله وما قدر فعل وما يصبرنا ايضا ان الله اختاره في هذا اليوم العظيم وهو يوم الإمام الحسين سلام الله عليه وإن شاء الله يحظى بضيافته».


بصمته في الأوجام

ووصف صالح السنان «إداري في جمعية الأوجام» الفقيد المرزوق ب ”الانسان المتواضع مع الناس“، مشيرًا إلى عمله في جمعيه الاوجام الخيرية، قائلا للفقيد بصمة كبيرة داخل الاوجام.

وأضاف كان موظف مثالي جداً ومحبوب مع الصغير قبل الكبير حيث كان آخر وفاته مديرًا لبرنامج نرتقي وله عدة تكريم رحمة الله عليه وكان انسان يحب الخير إلى الجميع من منطقة الاوجام أو من خارجها.

وعبر عن مشاعره بقوله لا شيء أصعب من فقدان عزيز علينا، ولا يوجد كلمات تعبر عما في داخلنا، ولا يسعنا سوى أن نرضى بقضاء الله وقدره فالموت علينا حق.

يذكر بأن الفقيد كان مرشحا سابقا لعضوية المجلس البلدي في القطيف، ورادود وقارئ حسيني، وقائم على حسينية المرزوق بالأوجام، متزوج من شقيقة الشيخ مصطفى المرزوق ولديه سبعة أبناء.