أخصائي نفسي: هذه العلامات تدل على تعاطي المخدرات
دعا الأخصائي النفسي جلال الناصر الأسر إلى التثقف حول الإدمان ومعانيه، لأنه لايقل أهمية عن التثقف في أي مرض آخر.
وبين في محاضرة ألقاها مؤخرا عبر اليوتيوب بعنوان ”قرة أعين“ للحديث عن كيفية احتواء المدمن في الأسرة، بتنظيم لجنة الهاتف الإستشاري بالقطيف، أن الأسر تتجنب التوقف عند الطاولات التثقيفية التي تتناول هذا الموضوع، مشيراً إلى أنهم قد يتواصلون معهم بعد فترة لأعراض طرأت لدى أبنائهم.
وأشار إلى أن الإدمان بمعناه العام يتضمن ”سلوك قهري يأتي من الداخل يدفع المريض إلى تعاطي المادة المخدرة“.
وعدد مراحل التعاطي التي تبدأ ب ”التجريبي“ وقد يأخذه المراهق بناءا على نصيحة صديق أوحبه للفضول والمغامرة.
وأشار للتعاطي ”الإجتماعي أو الترفيهي“ والذي قد يتشاركه مع جماعة الأصدقاء بعد فوز الفريق أو التخرج، والتعاطي ”العرضي“ كفقد عزيز.
وحذر الأهل من مواجهة الإبن أو تعنيفه عند اكتشاف بعض الأعراض، داعياً إلى استشارة المختصين في علاج الإدمان عند ملاحظتها وقد لا تتعدى التجارب الأولية، ولا تحتاج إلا إلى برنامج وقائي بسيط.
وبين بعض المظاهر الدالة على شدة المرحلة التي يصل لها المدمن من ”جحوظ العينين، احمرار الأوعية الدموية، فقدان النوم، سيلان الأنف والدم، فقدان الوزن أو زيادته، أعراض سلوكية ونفسية كإهمال المظهر العام من تطويل الشعر واللحية، اتساخ الملابس، عدم الإهتمام بنوع الطعام، الدخول في الحزن، ونوبات الإكتئاب والإنطواء والعزلة والهلاوس الحسية والسمعية والبصرية“.
وذكر أن بعض الأسر تتجنب الإستشارة وتظن أن بمقدورها التعامل مع لغة المدمن ”الإعتمادية“ وهي المرحلة الأخطر ومن مظاهرها ”الإنكار المطلق“، موضحاً أنها وسيلة دفاعية للتخلص من العقاب.
وبين بعض مظاهرها كتجنب الجلوس قريباً من الأهل وتحاشي النظر في أعينهم، وتحاشي الرد على ما له علاقة بوضعه فيقلب الحديث أويكذب أو يلقي اللوم عليهم.
ولفت إلى أن المدمن قد يأخذ وضع ”الإمتثال“ بتغيير سلوكه الى الأفضل أمام الأهل، أو مقارنة وضعه وأنه أفضل من الآخرين، أو التقليل من حقيقة الكمية التي يتعاطاها.
ونوه إلى حدوث مثل هذا النقاش في عالم التعاطي حين تدخل الأسرة في نقاش مع الابن المدمن، غير مدركين أن ”العقلية الإعتمادية“ هي التي تسيره وتحركه.
ونصح الأهل خاصة في المراحل المتطورة من الإدمان بترك الخوف من المجتمع ”وصمة العار“ وضرورة استشارة المختصين حتى لا يدخل الإبن في مشاكل نفسية أو أمنية.
وتطرق إلى مراحل علاج الإدمان بدءاً من ”الإنسحابية“ بخروج المادة من الجسم خلال7-10 أيام، تصحبها آلام نفسية وجسدية شديدة ويفترض أن تكون بالمستشفى، وفي حال رفضه لابد من المرور لأخذ مهديء يساعده على النوم.
وتعقب تلك المرحلة مايعرف ب" honey moon”ومدتها 5-6 أشهر حيث يظن الأهل أن الخلايا العصبية لن تعود تطلب المادة، ويعتقد المريض أن الحياة ستعود طبيعية والأهل سيمنحوه ثقتهم بمجرد خروج المادة من جسمه.
ولفت إلى اصطدامه بما يعرف ب ”مرحلة الجدار“ أو ”الأعراض الإنسحابية المتأخرة“ من الشعور بالحزن والاكتئاب، الإشتياق للتعاطي وأماكنه وبعض الأصدقاء، فيتعكر مزاجه ويتهيج ويظن الأهل أنه عاد للتعاطي، فيعمل الإنكار وقد يأخذه مبرر للعودة، مشيراً إلى حاجته برامج تمتد لفترات زمنية طويلة.
وبعد هذه المرحلة يأتي ”التكيف“ والعودة للحياة الطبيعية بدون الإعتماد على المادة.
ودعا الأسرة في هذه المرحلة وما قبلها بضرورة منح الإبن ”الثقة“ والتقليل من الشك وتكليف الإبن ببعض الواجبات المنزلية والإجتماعية والتدريب بتوجيه من المختصين، محذراً من ممارسة العملية العلاجية بالفطرة.
يشار إلى أن ”قرة أعين“ من الورش المتفرعة عن لجنة الهاتف الإستشاري بالقطيف.













