مكافحة العنف ضد المرأة تبدأ ب ”الشريط الأبيض“
”الشريط الأبيض“، حملة تستهدف مكافحة العنف ضد المرأة، وهو العنف الناتج من قبل الذكور ضد الإناث بكل أشكاله: اللفظي، والجسدي، والنفسي.
ويشمل ذلك التحرشات الجنسية وزواج القاصرات والإغتصاب الزوجي.
وتتمحور معظم أعمال هذه الحملة حول منع العنف ضد المرأة والذي يشمل تثقيف وتوجيه الشباب حول قضايا العنف.
وتحدّثت مجموعة من ذوي خبرة الاختصاص النفسي والناشطات الاجتماعيات والحقوقيات حول قضية العنف ضد المرأة، وكيف يمكن ردعها وإيقافها.
ويُصادف شهر نوفمبر حملة عالمية قوية نسعى لنشرها ومن الرائع تمكينها في الدول العربية وفي منطقتنا على وجه الخصوص حتى تزيد التوعية.
وتم اختيار اللون الأبيض لهذه الحملة لأنه يمثّل في العديد من الثقافات مفهوم النقاء والبراءة، وهو رمزٌ يشير إلى الضياء ويترافق عادةً مع السلام والخير والأمانة والنقاء والبداية والتجدّد.
وذكر المختص الاجتماعي جعفر العيد أن الاهتمام العالمي بظاهرة العنف بدأ نتيجة التطور والوعي النفسي والاجتماعي.
وعرّف العنف بأنه أي سلوك متعمد ينتج عنه أضرارًا جسدية أو نفسية أو تخريبية للممتلكات.
وقال إنهم يواجهون حالات في مركز أصدقاء الصحة النفسية أغلبها من الذكور ضد الإناث، وحالة الإناث ضد الذكور قليلة جدًا.
وتجرم هذه الحملة العنف ضد المرأة، شاملًا التعنيف من قبل الأهل، ما يشمل أيضًا تعديلات لـ نظام الحماية من الإيذاء للإعلان بشكل صريح أن ليس لأي من أفراد الأسرة سلطة تأديب قريباتهم باستخدام العنف.
كما أن ”التأديب“ ليس له مبرر قانوني في حالات العنف الأسري، ما يستوجب عقوبات لكل من اُتهم بارتكاب انتهاكات في حقوق المرأة مع وضع قسم العنف الأسري في مركز الشرطة.
وتتضمن نصرانًا لفتيات دار الرعاية اللاتي تم احتجازهن لكيلا يتعرضن للعنف الأسري، حيث إن احتجازهن ليس حلًا لهن بسبب تعرضهن للقمع، ولا يزلن يطالبن بتحريرهن.
فيما قالت الناشطة سارا عبدالعزيز: ”هذا ليس مكانهن، بل ينبغي أن يتم حجز مرتكبي العنف حتى لا يمارسوا جريمتهم على الآخرين“.
وذكر المختص النفسي سلمان الحبيب إنه من المُهم جدًا رفع بلاغ على أي معنِّف ينتهك حقوق المرأة، ويجب أن تتعلم المرأة كيفية الدفاع عن نفسها وكيف تتصل بمراكز الحماية في حال تعرّضت للعنف مع ضرورة تعليمها الاستقلالية“ دون وصاية وكأنها قاصر.
قال إن سلطة التأديب تكون بيد الوالدين فقط دون تفويضها للأبناء أو إلى أي فرد آخر وينبغي أن تكون ضمن ضوابط أخلاقية وإنسانية بعيدة عن العنف والإضرار.
وأكد أنه يجب ألا تقتصر هذه السلطة على الإناث دون الذكور، بل يجب أن تكون هناك مساواة في التعامل معهم دون انتقاص من دور الأنثى.
وتطرّق إلى نقطة الشكوك والوساوس المرضية بأنها من أخطر أسباب العنف تجاه المرأة ويجب تربية الأجيال على حسن النية والثقة والمساواة في مسألة الحقوق والواجبات وعدم استخدام السلطة الذكورية لإرهاب المرأة ويجب غرس روح الفضيلة والخير والمسؤولية بدلًا من الاتهامات المسيئة والحرمان من أبسط الحقوق كالحبس في المنزل أو نحو ذلك.
وتابع: كل هذا يتطلّب مسوؤلية كبيرة على الجهات الاجتماعية والتربوية لتكوين رأي عام ضد العنف تجاه المرأة وتعريف الذكور بمفهوم الرجولة الحقيقيّ الذي يمثّل الحماية للمرأة وليس الأساءة لها.
من ناحيتها، أشارت الدكتورة منى إبراهيم إلى أنه لكل بنت حكاية هي السبب في خوفها وقلقها، أبرزها الأذى التي تتعرض له بسبب العنف.
وذكرت مجموعة من الفتيات ومنهن أمجاد حسين أن حملة الشريط الأبيض بمثابة طوق نجاة لمن يتعرّض للعنف فهي وسيلة في مشاركة المطالب وإيصال صوت من لا يستطيع إيصال صوتها.
ووجهت الناشطة دانا سلمان حديثًا للمجتمع. وقالت: "كونك لم تتعرض إلى نصف ماتتعرض له نساء العرب لا يعني أن تنكر الجرائم المرتكبة بحقهن فقط لأنك لم تعشها وكونكِ أنثى لديها جميع حقوقها نتمنى منكِ دعم المتضررات والمحرومات من أبسط حقوقهن".













