”كلاب الكورنيش“ تثير جدلا ساخنا بعد فيديو لجهينة الاخبارية..
في الوقت الذي يتباهى به شاب بكلبه وهو يسير بين المشاة في الواجهات البحرية، تتلقاه عشرات الأعين ما بين خائف أو متذمر وغير المكترث.
وكانت ”جهينة الإخبارية“ بثت فيديو استطلع آراء الجمهور حول ظاهرة اصطحاب الكلاب الأليفة في الواجهات البحرية ومدى رضاهم أو رفضهم عنها.
واثار الفيديو جدلا واسعا بين المتابعين لقنوات الصحيفة في وسائل التواصل الاجتماعي ما بين معارض لاصطحاب الكلاب للكورنيش ومؤيد لها بصفتها حرية شخصية، معبرين عن رأيهم بالتعليقات على الفيديو التي وصلت لأكثر من 200 تعليق.
وانتشرت في السنوات الأخيرة ظاهرة شراء الشباب والفتيات للكلاب لتربيتها والخروج معها في الشوارع بقصد للتنزه أو التباهي كما يرى المعارضون.
وتعليقا على الظاهرة قال سعيد الميداني بأن ليس كل حيوان أليف مرغوب به، موضحا بأن هناك حيوانات اليفة بطبعها وفي الوقت ذاته تعد وسيلة لنقل بعض الأمراض.
وأضاف هي ليست دجاج أو بقر أو طيور حتى لا يضر عيشها مع الإنسان، انها كلاب والمتعارف بأنها تعيش في الغابات والمزارع واستغلها الانسان للحراسة فقط ليس اكثر وليس للاستعراض والتجول بها في أماكن نزهة العائلات.
وتساءل هل يليق بنا أن نصطحب الكلاب معنا في المجمعات التجارية، مجيبا ”طبعاً لا ومليون لا“.
ورأى محمد آل حماد أن المكان ”الواجهة البحرية“ عام للجميع من الطفل إلى المسن يأتون ليروحوا عن أنفسهم ويستمتعوا بما جهزته البلديات والأمانات والهيئات، مشددا على أنه لا يحق لأي أحد أن يأتي بما يعكر صفو أجواءهم ويرعبهم ويخوفهم بحيوانات قد تكون عدوانية وتسبب الأذى في أي لحظة لأي شخص.
ووصف هذا السلوك بغير السوي، مضيفا بأن الحيوانات لها مكانها والبشر لهم أماكنهم.
واقترح أبو ذر بأن يتم طرح الإيجابيات وجمعها وتدوينها من قبل المؤيدين والمعارضين وطرح السلبيات وجمعها وتدوينها ثم المقارنة بين الإيجابيات والسلبيات ويكون القرار بعد ذلك وفق المصلحة الاجتماعية، ويمكن تغليب الإيجابيات أو السلبيات من حيث ما يترتب عليها لا من حيث العدد فقط، وكذلك ويمكن تطبيق ذلك على ظواهر أخرى. معربا عن رأيه الشخصي بأنه ضد الكلاب.
وطرح أمين العيد عدد من الأسئلة منها هل سيتحمل من يمتلك الكلب او الحيوان الأليف اي ضرر يسببه للآخرين وهل صاحب هذا الحيوان يعرف مسئوليته المترتبة عليه قانونياً، معتقدة بأن الغالبية لا تعرف... أو بمعنى آخر لن تتحمل المسئولية بسبب قلة معرفتها.
واقترح هشام أحمد تخصيص ساحة في الكورنيش بعيدة عن عامة المتنزهين مع توفر قمامة مع أكياس لإزالة فضلات الكلب من قبل صاحبه..
وعبر بعض القراء بأسماء وهمية عن تأييدهم للفكرة، مشيرين إنها حرية شخصية ولا تضر الآخرين..
من جهته، رأى الأخصائي النفسي جعفر العيد أن من حق كل فرد أن يختار الهواية التي تعجبه، او اقتناء الحيوان الذي يريده، موضحاً بأن هناك من يربي كلبا، عصفورا، قردا، نمرا.. فما المانع في ذلك.
وأضاف في حديثه لـ ”جهينة الإخبارية“ لا مانع سوى أن يحتاط في عدم إيذاء نفسه، وعدم إيذاء الآخرين.
وأضاف ان كل مجتمع له حرمته، فأنت تؤذي الناس، عندما تجلب خنزيرا وانت تعرف إنه محرم في الإسلام، والناس يتقززون منه، موضحا بالنسبة للكلب فلا نعتقد أن هناك مانع أن يحضر الإنسان كلبا للحراسة، او ممارسة هواية خصوصا اذا كان سيعتني بهذا الكلب ويمنعه من إيذاء الناس.
وأضاف بأن المجتمع المسلم والشيعي بشكل خاص يحتاط بعدم معيشة الكلاب وسط البيوت مع الأسرة، والنوم فوق فراشهم، خصوصا ما يتعلق منه من نجاسة شعره إذا ما علقت في ثوب المصلي.
وأضاف اما اذا ربى أحد افراد المجتمع كلبا وحافظ عليه، وضمن عدم اعتداءه على الآخرين فلا يوجد هناك مانع، وبهذا نكون راعينا النظرة الدينية، ومتطلبات بعض أعضاء المجتمع... خصوصا اذا ما عرفنا الأدوار المتعددة التي يمكن أن يلعبها الكلب مثل الحراسة، ومساعدة الناس المرضى أو المعوقين وغيرها.
وأفاد العيد أن وجود الكلاب مع الفلاحين في مزارعهم، ووجوده مع الرعاة للحفاظ على أغنامهم لم يكن أمرا مستجدا، إنما هو أمر موجود منذ قديم الزمن.
من جهته قال الشيخ عادل الأسود كلنا يعلم ان الكلب وفيّ ونافع، مستدركا بأن موضعه الحراسة في الحدائق وللمواشي وفي الصيد أحيانا ولاشك في أن هذا المقدار له منفعة غير معاتب عليها.
وتابع أن مضرته بالغة فهو في ذاته نجس شرعا وقد تتعدى النجاسة الى الطعام فيحرم أكله والى اللباس فيبطل الصلاة، مضيفاً بأن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب فالبركة في الملائكة من تقديس وتهليل تفقد بوجود الكلب داخل المنزل.
وأضاف الشيخ لو تجاوزنا ذلك كله فسوف نصل الى حصول علاقة نفسية خطيرة تكون أوثق من علاقة الأخ بأخيه والأم بابنها، وهكذا نقرأ هذه العلاقة في المجتمعات الغربية المتخلفة وضحكنا منها حين نسمع إن الأب يورث ثروته لكلبه ويترك أولاده بغير ميراث محذرا بقوله ”الحذر الحذر من أن تصبح ظاهرة فيكون الرجوع عنها صعبا وتغييرها أصعب“.
يذكر بأنه افتتح في شهر يونيو في مدينة الخُبر أول مقهى للكلاب حيث يمكن لأصحابها اصطحاب حيواناتهم الأليفة للاستمتاع بأوقاتهم رفقتها.
ويعتبر المقهى أول مكان في السعودية يلبي رغبات أصحاب الكلاب، حيث لا تسمح الكثير من الأماكن المخصصة للتجمع واللقاء وقضاء الأوقات الممتعة بدخول الحيوانات.













