آخر تحديث: 16 / 12 / 2025م - 2:50 م

الشيخ الصفار: غياب البُعد الروحي سبب للضياع وفقدان الاستقرار النفسي

الشيخ حسن الصفار
الشيخ حسن الصفار
جهات الإخبارية

- ويقول بأن الإنسان المعاصر ضحية لثقافة مادية تعزز الخواء الروحي.

- ويحذر من الاغتراب النفسي والتحول إلى مجرد رقم في حسابات الإنتاج والاستهلاك.

- ويعتبر مهمة الدين ليست تقديم المعلومات وإنما إحياء النفوس وايقاظ الضمائر.

حذّر الشيخ حسن الصفار من غياب البعد الروحي في شخصية الانسان معتبرا ذلك سببا للضياع وغياب الشعور بالأمن والاستقرار النفسي وأبعد ما يكون عن السعادة والهناء.

وقال الشيخ الصفار خلال خطبة الجمعة في مسجد الرسالة بمدينة القطيف إن النزعة المادية الآحادية المهيمنة في عصرنا الراهن مآلها نسيان الإنسان نفسه وضياعها.

وأضاف بأن الرسالات الدينية جاءت لتذّكر الإنسان بإنسانيته ولتثير وجدانه وفطرته وتحقق التوازن بين أبعاد شخصيته المادية والروحية وضبط سلوكه ضمن معايير القيم الأخلاقية.

وتابع بأن الرسالات تدعو الإنسان لأخذ زمام المبادرة في الانفتاح على ذاته والتصالح مع ذاته وضميره ووجدانه مما يمنحه الشعور بالأمن والاستقرار ويجعله أقرب للسعادة والهناء.

وأوضح سماحته بأن الوظيفة الأساس للخطاب الديني تتمثل في تذكير الإنسان وإسداء الموعظة التي تحيي شخصيته.

ومضى يقول إن مهمة الدين ليست تقديم الأفكار والمعلومات للناس إلا بمقدار ما يساهم ذلك في تعزيز الجانب الوعظي والإرشادي الذي يحيي النفوس ويوقظ الضمائر.

اغتراب نفسي

وحذّر سماحة الشيخ الصفار من غياب البعد الروحي وعواقبه على شخصية الانسان وسيطرة ما وصفه الاغتراب النفسي عليه وتحوله إلى مجرد رقم في حسابات الإنتاج والاستهلاك في المجتمعات المادية.

وأضاف بأن الإنسان المعاصر بات ضحية لثقافة أُحادية البُعد تُضخ بوسائل متطورة بالتركيز على الحاجات المادية والرغبات البيولوجية الجسمية.

وأشار سماحته في مقابل ذلك إلى غياب الثقافة التي تتناول شخصية الإنسان بما تعنيه من مشاعر وأحاسيس وما تنطوي عليه من ضمير ووجدان بل لا يدخل ذلك في برمجة اهتماماته التي تتقاذفها الحاجات والرغبات المادية.

وأضاف بأن فشل الانسان المعاصر في تلبية رغباته المادية التي تفرضها الثقافة المهيمنة، غالبا ما يقود إلى ما يطلق عليها أمراض العصر من القلق والاكتئاب والاغتراب النفسي وانفصام الشخصية.

وأرجع تصاعد حالات الانتحار والادمان على المخدرات وحوادث العنف إلى تلك الأزمات النفسية التي يفاقم منها الخواء الروحي.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 3
1
عايدة
[ القطيف ]: 30 / 1 / 2021م - 9:11 م
احسنت ... وبوركت تلك القريحة المعطاءة دائما لاحرمنا الله منها... وفقك الله لما فيه الخير والصلاح.. محاضرة جدا قيمة ونحتاج لقرائتها والتمعن فيها كل يوم لانها فعلا هذا هو منطق حياتنا الواقعية... والتي لايعلم الانسان نفسه بما سيقوده عالمه المادي متناسيا العالم الروحي الذي سيحميه من كل شي ...حماك الله وحفظك شيخنا الفاضل..
2
ر ع
[ القطيف / القديح ]: 31 / 1 / 2021م - 1:26 ص
أحسنتم
هذا وأكثر من هذا هو مايحتاجه أبناء المجتمع سواء كان المتدين أو الغير متدين (المسكين) الذي توهم عند اخراسه لأهل الحق بالحيل والغزل والفلسفات الدخيلة بأنه على حق.
3
عبالله محمد
[ القطيف ]: 1 / 2 / 2021م - 1:26 ص
صح لسانك يا شيخنا الفاضل . كلامك مصداق لما قاله تعالى " انتشر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس " . وما نراه في المجتمعات الغربية وأثره المدمر على مجتمعاتنا الا دليل على ذلك . حفظكم الله يا شيخنا الجليل ذخرا للجميع .