فيديو.. ”الصدفة“ تقود ”آل الشيخ جعفر“ لابتكار جهاز جديد
لم يكن يعلم ”محمد حسين آل الشيخ جعفر“، بأن مرافقته لحفل تخرج ابنه ”حسن“ سيقوده لابتكار جهاز تقطيع الفلين المبتكر ذو كفاءة نوعية.
وقال آل جعفر، معلّم التربية الفنية المتقاعد من الهيئة الملكية بالجبيل، إنه استلهم الفكرة، في ديسمبر الماضي، حيث كان في معرضِ مشاريعِ التخرج في جامعةِ كانسس بالولايات المتحدة، أثناءَ حضورِه حفلَ تخرّج ابنه حسن.
وتابع أنه رأى بعض المشاريع التي تعتمد على اللوح الإلكتروني ”Arduino“، فأثار تساؤله فأوضح له ابنه الخرّيج كيفيّة استخدامهَ وبرمجته عن طريق الموقع العالمِي ”Grbl“ وهوَ موقع يضع فيهِ المبرمجون إبداعاتهم بصورةٍ يمكن للطلبةِ والهواةِ الاستفادة منها ”Open Source“.
وأكمل أنه بعدَ عودتِه أصابه فضولٌ في التعرّف عليها هذه التقنية والاستفادة منها وقد ساعده على ذلك الحجر الصحي حيثُ تمكّن من الاطلاع على أكثر من 100 ساعة من الدروس حولها في منصة ”يوتيوب“.
وذكر في حديثه لـ ”جهينة الإخبارية“ أن فكرة عملْ جهاز ”CNC“ راودته بغرض تطبيقها على تقطيع الفلين بالسلك الحراري.
ولفت إلى أنه يعمل بالمجالِ الفنّي، ويشعر بالحاجة إلى مثلِ هذا الجهاز، إذ انّه غيرُ متوفرٍ بالسّوق المحلي؛ والحاجة ملحة وسعرُه باهظُ الثّمن.
وقال: ”شاهدتُ مئات المقاطع ذات الصلةِ به من حيثُ الهيكلِ والحجم والحركة الميكانيكيّة والمزالِج“ linear guide way ”والدوائر الكهربائية والبرمجيّة، وبدأتُ حينها بدراسةِ الفكرةِ بشكلٍ جدّيٍ معَ ابني المُهندس حسنْ وعندمَا وجدنا أنّ جميعَ الأمورِ ممكنة بدأتُ العملَ بمُساعدتِه في كيفيّة توصيل الألواح والبرمجة الإلكترونيّة“.
واستطرد: حينَ كانت تنقصنُي بعض القطع الهندسية الميكانيكية كنتُ اطلب منهُ تصميمها وطباعتها بواسطة 3D-printer التي يمتلكُها. ".
وبين آل جعفر أنه كانتْ تملؤه الثقة بأنه يستطيع، رُغم وجودِ العديد من المشكلات الفنية، مشيرًا إلى أنه لم ييأس رُغم كثرتهِا وصعُوبتها فبعضُها استغرقَ منه دقائق وبعضُها سويعات وبعضها عدةَ أشهر.
وقال: ”اقتربتُ من عملِ الإنجاز بعدَ تأكدِي من حركةِ المحرّك الخطوي“ stepper Motor ”عن طريق ربطه بالحاسب وتحريكه آليًا من حيثُ السّرعة والاتجاه والقدرة على تحويل التصميم إلى لغة G-Code الذي تفهُمه آلة CNC ببرنامج Inkscape أو البرامج التي ترسمُ خطوطَ ال vector أو ال path مثل CorelDraw - Adobe Illustrator“. ".
وشرح عمل الجهاز بأنه يعتمدُ على محورَين X.Y ويعملْ بثلاثةِ محرّكات مع قاطِع سلكْ حراري كربوني ويستطيع التعامُل به مع مختلفِ خاماتِ الفلين من ضغطِ 10 إلى 70 وهوَ يعتمد على الموازنَة بين متغيرين وهُما سرعةُ المحرك ودرجة حرارةُ السّلك الكربونِي.
وبين آل جعفر أن عمليّة التقطيع أصبحت سهلة ودقِيقة جدًا لتجهيز زينة المناسباتْ كأعيادِ الميلادْ والزّواجات والمناسباتْ والاحتفالاتْ كما يلبّي ايضًا حاجة المحلات التجارية سواء كانتْ خارجيّة أمْ داخلية".
وأكد أنه يمكنه عمل الشّعارات المُجسّمة والقوالب الجبسية ويستخدم كبدِيل عنْ الزنكور ”صعب وطويل الإعداد“ لتحسين الرؤيةَ البصريّة في المجمعَات والشوارع والأماكن العامّة.
وأشار إلى أنه يمكنه الاستفادة وانتاج هذا الجهاز صناعيًا، والاستفادة منه بالإنتاج الصناعي، أو أن تتبني الفكرة مؤسسة حكومية، أو قطاع خاص، والعمل على تطويره وتلبية الاحتياج المحلي والعربي والعالمي.
وفجر في حديثه مفاجأة بقوله: ”أنا لست مبرمجًا محترفًا، ولا أعلم إلا القليل من أساسيات الكهرباء والهندسة الميكانيكية، وقدرة على استخدام العدد والأدوات، ولكن بما توفر عندي من معطيات وخبرات، جمعتها خلال حياتي، أدت بتوفيق الله إلى توليفها وإخراج هذا الجهاز لحاجتنا له“.
واختتم: ”معظم المعرفة البشرية ما هي إلا نتاج تراكمي، وهو الاستفادة من تجارب الآخرين وتطوير لأفكار سابقة وليست نتاج جديد في الغالب، وأن أهم اختراع مر على البشرية هي صناعة العجلة وبها تسارعت عجلة الحياة“.
شاهد الفيديو:














