القديح.. رحيل الأديب أبو الرحي أحد أعمدة الشعر بالمملكة
رحل عن عالمنا صباح اليوم السبت الشاعر والأديب السيد حسن السيد علوي أبو الرحي، أحد أعيان بلدة القديح بمحافظة القطيف، ورمز من رموز الأدب والشعر في المملكة العربية السعودية.
نبذة من حياة الراحل:
السيد حسن بن علوي بن حسن أبو الرحي، شاعر و أديب ولد في بلدة القديح محافظة القطيف / السعودية عام 1366 ه / 1946 م،
من أسرة معروفة، درس القرآن الكريم والقراءة والكتابة في أحد الكتاتيب، وقرأ علوم الدين واللغة، وحين افتتحت أول مدرسة ابتدائية في بلدته التحق بها، ثم درس في المدارس التجارية إلى أن حصل على دبلوم المدارس التجارية بتقدير ممتاز عام 1388ه.
وحصل على الشهادة الثانوية التجارية التكميلية عام 1396ه، ثم نال أثناء عمله منحة دراسية داخلية أثمرت عن حصوله على درجة البكالوريوس بمرتبة الشرف في علوم الإدارة الصناعية عام 1400ه.
عمل موظفاً بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الظهران منذ عام 1389ه، بإدارة التخطيط والميزانية في الجامعة.
أما في الشعر فقد نظمه مبكرا يساعده في ذلك محيطه العائلي وحياته الاجتماعية وقراءاته للشعر القديم والحديث فانصقلت موهبته ونشر بعض نتاجه في الصحف والمجلات المحلية وله دواوين شعرية عدة.
كان يواصل نشاطه الأدبي والثقافي من خلال المنتديات والاحتفالات والملتقيات، وله مع إخوته الأدباء روابط وثيقة.
أعماله الإبداعية الأخرى: كتب مجموعة من القصص القصيرة، وعدداً من الروايات منها: أغرب من الخيال - عرس الخميس الأسود.
مؤلفاته: في رحاب أهل البيت «أدب وتاريخ»، كما كتب حياته بقلمه.
ليلة رهيبة
يا ليلةً ضاقَ بها صَدْرِي
وحار في آفاقِها فِكْري
حُصَّ جَناحِي فوقَ أنقاضِها
فلمْ أطِرْ حُرّاً إلى وكْري
النُّورُ في أجوائِها ظُلمَةٌ
والمنْزِلُ المَألوفُ كالقَبْر
والحُُسْنُ فيها شبَحٌ واجِمٌ
تَرمقُني عيْناهُ بالشَّزْر
والنَّخل يبدو عسكراً زاحِفاً
يَزخَرُ بالإرهابِ والكُفر
واللَّيلُ مِثْلُ البَحْرِ لكنما
أمواجُهُ مَدٌّ بلا جَزْر
*****
يا ليْلةً بِتُّ بها ساهراً
كأنَّني لحْمٌ على جَمْر
تُعْوِلُ فِي أذنِي رِيَاحُ الهَوى
وتخفِقُ الأشواقُ في صَدري
وليسَ لِي من مُؤنسٍ في الدُّجى
إلاَّ بَقايا أنْجُمٍ تسْري
أشكو جراحاتي ونايُ الأسى
يَزْفِرُ بالآهاتِ في ثَغري
ســـوف أنســـاك
سَوفَ أنسَاكَ يا حَبيبي وأنسَى الـ
ـحُبَّ والوَجْدَ والهَوى والتّصابي
سَوفَ أنسَى ما سطّرتهُ يَدُ الحِرْ
مانِ فِي مَيْعَةِ الصِّبَا والشَّباب
والمودَّاتُ كلُّها سَوفَ تَنْهَا
رُ على صَخْرةِ النَّوى والعِتَاب
واللَّذاذاتُ لم تكُنْ غيرَ وَهْمٍ
كاذبِ الوَقْعِ خادعٍ كالسَّراب
والطُّموحاتُ يا لتلكَ الطُّموحا
ت!! تَهاوَتْ مِثلَ الشُّموسِ الخَوابي
أقبلتْ ثُمَّ وَدَّعَتْ باكياتٍ
ذِكْرَياتٍ مَرَّتْ كَمرِّ السَّحاب
أينَ مني تلكَ الرُّؤى تسحرُ الألـ
ـبابَ؟َ أينَ المُنى وحلوُ الرغاب؟!
أين لحنُ الشروقِ والحُلُمُ المعـ
ـسول؟ أينَ اللُّمى وعذْبُ الرُّضاب؟!
أينَ لطفُ النَّسيمِ والبلبلُ الصدْ؟!
داح؟ أينَ الشَّذى وسِحر الرَّوابي؟!
*****
أينَ منِّي عَرائسُ البَحْرِ تطفُو
بالزَّغاريدِ فوقَ زاهي العُباب؟!
والموَاويلُ في الشَّواطىءِ تَنْدا
ح كما انْدَاحَ عَابِقُ الأطيَاب
أينَ منِّي عرائِسُ النَخْلِ تزهُو
باسِقَاتٍ والطَّلْعُ غَضُّ الإهاب؟!
كالصَّبايا المِلاحِ فيْ زهرةَ العُمـ
ـرِ تَباهى بحسنها الخَلاّب
والينابيعُ دافقاتٌ كلوْنِ الـ
ـفجر بين النَّخيل والأعناب
ماؤُها السلسبيلُ يجري رخاءً
يتهادى في سحر تلك الرَّحاب
بينَ كرْمٍ مخضوضلٍ وزهور
يانعاتٍ وطائرٍ وَثَّاب
في هدُوء ينسابُ إثر هدوءٍ
وحباب ينثالُ إثر حباب
*****
سوفَ أنسَاكَ لَم أعدْ أحفلُ اليو
مَ بمَاضٍ يعُجُّ بالأَوْصاب
ليسَ غيرُ النسيان يحجب عن عيـ
ـني ظلام الأسى وظلم الصحاب
أي ذنب جنيت حتى أرى الدنـ
ـيا جحيماً ملفّعاً بالعذاب؟!
أي ذنب جنيت في السر أو في الـ
جَهر حتى أنال أقسى عقاب؟!
مجد نفسي يهده معول الحقـ
ـد وأغدو فريسة للذئاب
أيُّ حبٍّ هذا الذي ندّعيه؟!
أيُّ قبرٍ هذا وشرُّ مآب؟!
إنهُ لعنةُ السَّماءِ تدلَّتْ
قابَ قوسين فوقَ تلك الرِّقَاب
أعشقُ عينيك
يا أدعجَ العينين يا أحورُ
يا ساحر الألحاظ يا أشقرُ
أعشق عينيك وأهواهما
والعشق يُغوي والهوى يُسكر
عذَّبْتَني في الحب يافاتني
لمن عسى أشكو؟! ومَن ينصر؟!
ماذنب صبٍّ ذاق طعم النوى
ألا يلاقي فيه من يَعذِر؟!
الشوق يدعوني إلى وصله
والعقل ينهاني فما أبصر
كم أشتهي لقياه لكنني
أحذر فيه كل ما أحذر














