مختصون: التعقيم والإخصاء أنسب الحلول..
”تعهد البلدية“.. يربك أهالي القطيف في مواجهة ”الكلاب الضالة“
أبدى عدد من المواطنين، استيائهم من إصرار بلدية صفوى التابعة لبلدية محافظة القطيف، على تقديم ”تعهد“، يتضمن تحمل المسؤولية في حالة ”أي مشكلة“، جراء القضاء على الكلاب، مشيرين إلى أن إصرار البلدية على تقديم الإقرار، أمر غير مفهوم لدى الجميع.
وكان عدد من المواطنين تقدموا بشكاوى من تواجد الكلاب، إلا أن بلدية صفوى ألزمتهم بالتعهد، تحسبًا لأن تكون هذه الكلاب مملوكة لأحد، أو تكون الشكوى كيدية.
وتحمل البلدية، صاحب الشكوى، المسئولية من جراء القضاء على هذه الكلاب، من خلال هذا التعهد، بهدف إخلاء مسؤوليتها. فيما أكدت بلدية محافظة القطيف ان هذا التعهد اوقف قبل سنتين.
وأوضح المواطنون أن خطورة الكلاب الضالة ليست خافية على الجميع، خاصةً أنها باتت تشكل خطورة على الجميع، بحيث لا يقتصر خطرها على الصغار، وإنما باتت تهدد الكبار والصغار على حد سواء.
وطالب مختصون في عالم الحيوان، بضرورة إقرار الحلول العاجلة والبديلة؛ للقضاء على هذه الظاهرة، منها الإخصاء، والتعقيم، وإطلاق برنامج وطني.
وأبدى المواطن ”سعود الصالح“، تفهمه للإصرار على ”التعهد“، كنوع من إخلاء المسؤولية، خاصةً أن بعض الجهات ذات العلاقة بالرفق بالحيوان تبدي تخوفها من عمليات القتل الجماعي.
وأشار إلى أن المرحلة الحالية تتطلب اتخاذ الخطوات الجريئة لحماية الأرواح، لافتًا إلى أن الكلاب الضالة أصبحت مصدر قلق للجميع، لاسيما وأن خطرها بات ملموسا بعد مهاجمة العديد من المواطنين.
وذكرت المواطنة ”فاطمة محمد“، أن ”التعهد“ طريقة غير معهودة في الظروف الاستثنائية، لافتًة إلى أن الظرف الحالي يتطلب التعاون من كافة الجهات، بهدف التخلص من تلك الحيوانات الخطرة.
وأكدت أن المخاوف من تزايد خطر الكلاب الضالة لا تقتصر على فئات دون أخرى، فالجميع يشعر بالقلق من التعرض لهجوم تلك الحيوانات التي تجول بعض المناطق.
وتابعت أن مسؤولية البلدية تتجاوز ”التعهد“ من خلال امتلاكها الصلاحيات والأدوات القادرة على التخلص من الكلاب الضالة.
وأضافت أن المواطن غير قادر على التعامل مع هذه النوعية من الحيوانات الخطرة، خاصةً أن عملية التعامل مع الكلاب تتطلب تدريب وتأهيل وقدرة على السيطرة على الوضع.
وقال عضو الجمعية الطبية البيطرية السعودية الدكتور محمود الخميس، إن انتشار الكلاب في التجمعات السكنية والمزارع، يسهم في نقل الأمراض، من خلال هجومها بالعض أو بالخدوش، أو خطر تبولها وتبرزها بالطرق.
ولفت إلى أن الكلاب تُعد مصدرًا لتلوث الحياة، عبر عبثها بالنفايات، والتبرز أو التغوط، وأن بول الكلاب قد يكون عاملًا للأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، بجانب إثارتها الخوف والهلع، وقد تهاجم بعض ساكني الأحياء وتلحق بهم الضرر.
وأضاف أن انتشار الكلاب الضالة يعود لبحثها عن المأوى والأكل والمشرب، والتوسع العمراني وعمليات التمدد الأفقي وهدم البيئة الحاضنة لها، والتسوير السيئ للمزارع القريبة من المدن، وعدم وجود سياج في المناطق الصحراوية يمنع عبورها، ومخلفات أسواق اللحوم وعدم رفعها بصورة سريعة، ومخلفات المتنزهين في الكورنيش والحدائق العامة، ورمي الحيوانات النافقة بالقرب من المزارع أو المناطق الصحراوية، ورمي الجثث بالقرب من أسواق الماشية، وعدم رفع النفايات المنزلية أو تكدسها لبعض الوقت، والتعامل السيئ والعنف مع الكلاب من البعض.
وقالت نائب رئيس مجلس إدارة جمعية رحمة للرفق بالحيوان في الرياض سعاد السويكت، إن الكلاب وغيرها من الحيوانات تضطر للعودة إلى أماكن تواجد البشر للبحث عن مصدر الغذاء لها ولصغارها؛ للبقاء على قيد الحياة، كما يفعل كل كائن حي.
وشددت على عدم التعامل مع الكلاب باعتبارها عدو، بل مكون بيئي وخلق من مخلوقات الله وجودها له أهمية يسبب توازنا في البيئة.
وطالبت بالبحث عن حلول مناسبة مع تواجد الكلاب في المناطق المأهولة بما يضمن سلامة البشر، بالإضافة لمراعاة تشريعات الدين الإسلامي الحاثة على الرفق بالحيوان، وكذلك الأنظمة والقوانين المتعلقة بالرفق بالحيوان والتي اعتمدتها حكومة المملكة.
وأضافت أن الكلاب الضالة تتجول في المناطق المأهولة بالسكان بحثا عن الغذاء، فان البلديات بإمكانها نصب حاويات نفايات مغطاة تمنع وصول الكلاب الضالة إلى الطعام، والنظر لحاويات النفايات كمصدر أساسي للغذاء، بالإضافة الى وضع منصات إطعام للكلاب خارج النطاق العمراني، وتطبيق برنامج ”TNR“ أي الإمساك بالحيوان ثم تعقيمه ”إخصاؤه“ ومن ثم إعادة إطلاقه في الأماكن المحددة وبهذه الطريقة نكون قد أبعدناها وتمت السيطرة عليها.
وأشارت إلى الكثير من الدول اتخذت إجراءات مناسبة لمشكلة الكلاب الضالة منذ سنوات، مما ساهم في اختفاء المشكلة ضمن النطاق الجغرافي، من خلال اعتماد التعقيم وكذلك إنشاء ملاجئ للحيوانات وتأهيلها ومن ثم عرضها للتبني.














