آخر تحديث: 17 / 12 / 2025م - 9:32 م

”ساعدني كي أسمع“.. خطوات لدعم مواليد ”الصم والبكم“ في تاروت

جهات الإخبارية علياء أبو حسين - جزيرة تاروت

مختصة: هناك خلط بين مفهومي الصم والبكم عند عامة الناس

الخواجة: رحلة علاج ابني امتزجت بالصبر المثمر

تحت عنوان ”ساعدني كي أسمع“، عقدت اللجنة الصحية التابعة لجمعية تاروت الخيرية ندوة صحية تثقيفية بمناسبة اليوم التوعوي للسمع.

شارك فيه كل من أخصائية السمع بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام تغريد المياد، وأخصائية النطق في مستشفى الملك فهد التخصصي والمترجمة والمدربة لغة الصم وضعاف السمع رحمة مكي آل ربيع، إلى جانب المعلم المتقاعد يوسف الخواجة، والد الطفل حمزة وهو أحد الحالات المتعافية من الصم.

ثقافة صحية

وأكدت الأخصائية المياد في الندوة التي عقدت في 20 مارس 2021م عبر برنامج الزوم وأدارتها التوستماستر حميدة الجراش، أهمية استثمار اليوم التوعوي للسمع الذي يفعل سنويا بتاريخ 3 مارس وذلك لنشر الثقافة الصحية للفرد والمجتمع المحلي.

رفع الوعي

وقالت إن استثمار هذه المناسبة يساهم في رفع مستوى الوعي بأهمية ”الوقاية والتشخيص والعلاج“، والسعي لتكاثف الجهود بين أفراد العائلة التي عليها أن تتحلي بالصبر والشجاعة وبين الكوادر الطبية المتخصصة.

دراسات حديثة

ولفتت المياد إلى إن الدراسات الحديثة لمنظمة الصحة العالمية تفيد بتضاعف حالات ضعف السمع سنويا، لذلك عهدت مع جميع الدول المشاركة لعمل دراسات واحصاءات تشمل جميع الأعمار فيما يخص الصحة ومنها ضعف السمع.

أعداد متزايدة

وأضافت: ”غير أنهم لاحظوا أن الأعداد تتزايد كل عام وان الحالات غير المعالجة ترهق ميزانية الدول، ومن هنا نشأت فكرة تخصيص يوم عالمي للسمع إذ أن تقديم الخدمة الطبية وتوفير الأجهزة لا يكتمل الا بوعي الأفراد بالدرجة الأولى“.

أسباب ضعف السمع

وأشارت إلى أسباب مشكلة ضعف السمع، التي قد تعود لعوامل وراثية وبعضها يعود لأسباب تتعلق بصحة الأم الحامل ومدى اهتمامها بمتابعاتها الدورية للحمل وتعرضها لأمراض الحمل أو الصدمات النفسية وبعضها قد تعود لأسباب عرضية أثناء الولادة المبكرة مثل نقص وزن الجنين أو نقص الاكسجين أو إصابات الرأس.

إصابات عرضية

وذكرت أن هناك أسباب قد تعود لما بعد الولادة وكل ما يخص التطعيمات والصحة العامة للطفل، وأخرى مكتسبة وهي غير محددة بفئة عمرية مثل الإصابات العرضية الطارئة كالتهابات الأذن أو التعرض للأصوات الصاخبة أو الخضوع للمعالجات الكيميائية الإشعاعية.

الكشف المبكر

ونبهت المياد بأهمية الكشف المبكر للحد من ارتفاع تزايد الأعداد في كل عام مما يترتب عليه التدخل المبكر لتجنب ضعف السمع أو فقدانه.

مفتاح ذهبي

وقالت إن عبارة ”اكتشاف مبكر“ هي مفتاح ذهبي لبوابة العلاج بل هي حجر الأساس لجسر التشافي وهي التي تقلب موازين الأمور وتؤثر إيجابا في حياة الطفل المصاب وعائلته.

مسح سمعي

وأضافت: ”يسهم في تطور اللغة لينتج عنه شخص اقرب الى الطبيعي“، منوهة بما يسمى ب ”المسح السمعي“، وهو فحص المولود فور ولادته.

خطوات دعم

وذكرت أن العلاج يبدأ من المنزل، فتخطي الأهل لـ ”الصدمة“، يُعد أولى خطوات الدعم التي يحتاجها مولود فئة الصم والبكم.

استيعاب الصدمة

وبينت أن تقبل الأسرة للواقع هو مفتاح التغير في أغلب الحالات، وأن استيعاب الصدمة يحتاج لوقت يتفاوت عند كل أسرة وقد يمتد لأشهر طويلة عند البعض.

خلط المفاهيم

بدورها، قالت أخصائية النطق رحمة آل ربيع إن هناك خلط بين مفهومي الصم والبكم عند عامة الناس، موضحةً أن المفهوم العلمي للأصم، هو من فقد قدرته على السمع وإدراك الأصوات، علمًا بأن أعضاء إنتاج الكلام لديه سليمة، لكنه لا يستطيع نطق الأصوات لأنه لم يسمعها.

خلل اتصالي

وأضافت أن الخلل قد يكون اتصالي كالتشوهات الشديدة أو في طبلة الأذن، أو قد يكون عصبي سببه خلل في العصب السمعي المسؤول عن توصيل الأصوات من جهاز السمع إلى الدماغ.

في حين أن مفهوم الابكم هو من لديه خلل في مراكز إنتاج الكلام في الدماغ ولكن جهازه السمعي لديه سليم، بحسب الاخصائية آل ربيع.

لغة الإشارة

وأفادت بأن لغة الإشارة هي اللغة الوحيد لهذه الفئة، وتعد من أقدم طرق التخاطب لمن لا يملكون الكلام، وهي لغة تواصل غير صوتية تحكمها معاير وقواعد اشارية وحركات وتعابير الوجه وحركة الشفاه والجسد في بعض الأحيان وهي لغة تواصل واتصال.

وتابعت أن سبب اجادتها للغة الإشارة جاء أثر مخالطتها لثلاثة من الأخوة من فئة الصم وذلك مند طفولتها.

لغة عالمية

وبينت آل ربيع أن لغة الإشارة موحدة عالميا فقط في الأساسيات والقواعد العامة تماما كالتحدث باللغة العربية الفصحى التي يفهمها جميع الناطقين باللغة العربية.

رحلة علاج

من ناحيته، روى يوسف الخواجة، معلم متقاعد، ووالد الطفل المتعاف حمزة الخواجة، رحلة علاج ابنه، التي امتزجت بالفخر والشجاعة والصبر المثمر، مثنيًا على كفاح والدته قبل أن يختارها البارئ إلى جواره.

بيئة مناسبة

وقال: ”كان لزوجتي الراحلة الأثر الأقوى والأبرز في تهيئة البيئة المناسبة والمتابعة الحثيثة لابنها حمزة، ما دفع به للوصول لمرحلة متقدمة من العلاج لدرجة أن من يلتقه للوهلة الأولى لا يلتفت إلى وجود مشكلة لديه لأنه يتحدث بشكل سليم تقريبًا“.

فحص طبي

وأضاف الخواجة: ”عندما أكمل العام والنصف لاحظت والدته بانه لا يلتفت للأصوات وأنه مختلف عن أخوته فتوجهنا به للمركز وتم إخضاعه للفحص الطبي عدة مرات ووقتها كان أكثر عصبية نتيجة لتلاشي لغة التواصل مع الآخرين“.

سماعات طبية

واستطرد: ”بعد الفحص تلقينا الصدمة حين أخبرنا الطبيب بأنه يعاني من ضعف السمع وكان الحل المتاح لنا شراء السماعات الطبية“.

زراعة القوقعة

وأكمل أنه من خلال بحث والدته في مواقع البحث، استوقفتها عملية زراعه القوقعة، فاستشرنا الطبيب، وأيد الفكرة، وتمت العملية بنجاح.

مرحلة ثقيلة

وتابع: مرحلة ما بعد العملية، كانت ثقيلة واحتاجت منا بدل المزيد من الجهد والتعاون بين أفراد الأسرة؛ لمساعدته على التكيف معها، وحين أكمل عامه الخامس سجلته في الروضة، وللأسف لم يتأقلم وكنت حينها معلما للمرحلة الابتدائية، فقررت أن يتلقى التحصيل الأكاديمي مستمعا فطلبت من المدير أن يكون معي مستمعًا، فتطور سريعًا، وحفظ قصار السور، وبعض الأناشيد.