التشكيلي العلوي.. من ”دواعيس“ القديح إلى مسارح الخليج "فيديو"
اعتاد قائدو السيارات الخارجة من جزيرة تاروت عن طريق أُحد منذ سبتمبر الماضي على رؤية لوحة جدارية ضخمة بارتفاع أربعة أدوار على المبنى المواجه لخزان المياه بالمديرية العامة للمياه بالقطيف لكن قليلين منهم يعرفون صاحب الأنامل الذهبية التي صنعتها.
من ”الشخبطة“ على جدران المنازل في أزقة بلدته القديح بمحافظة القطيف شرق السعودية كانت بداية انطلاقة الفنان التشكيلي السيد ضياء كامل العلوي ليصبح فيما بعد أحد أبرز فناني السينوغرافيا.
ويعنى الفن السينوغرافي بتصميم وتنفيذ عناصر الديكور والزخرفة والإضاءة والمكياج والإكسسوارات للسينما والتلفزيون والمسرح بالإضافة إلى تصميم أزياء الممثلين.
”شطانة الصغار“ تلك، كما يصفها لنا الفنان العلوي نفسه هي التي أوصلته فيما بعد إلى حصد جوائز المهرجانات على مستوى الوطن والخليج.
روح الفن، عند الشاب ذو الثلاثين ربيعا المتخرج بتخصص المحاسبة، والتي تكونت منذ نعومة أظفاره، قادته في أولى محطاته للفوز بمسابقة مدرسية عندما كان في سن التاسعة.
يقول العلوي لصحيفة جهينة الإخبارية إن فرحته لا تضاهي حينما تم تعليق لوحته الفنية في مكتب مدير المدرسة وكانت عن القضية الفلسطينية.
لينطلق بعدها بسنوات قليلة في عالم المهرجانات المسرحية المحلية في بلدته القديح وحي الشويكة بالقطيف.
وفي طريق رحلته التي يصفها بالممتعة ترك الفنان العلوي بصماته الفنية على الكثير من رياض الأطفال والمطاعم والمقاهي والاستراحات الزراعية.
وليقوده ذلك في الأثناء إلى أغلب المهرجانات الوطنية في جمعية الثقافة والفنون ومهرجان سوق عكاظ التراثي بالطائف والجنادرية وحكايا مسك بالرياض وصولا إلى المسارح الخليجية في الكويت والبحرين.
ونال العلوي العديد من الجوائز الوطنية والخليجية منها جائزة أفضل ديكور وأزياء من جمعية الثقافة والفنون نظير عمله لفترة قصيرة في فرقة الفنر تحت إشراف الكاتب المعروف عبدالله العبد المحسن.
كما حصل على جائزة أفضل مكياج مفاهيم من دولة الكويت على هامش مهرجان ”كوز بلاي“.
ويضيف إن اللحظة الفنية كثيرا ما تهجم عليه نتيجة إحساس مفاجئ قد لا يكون مخططا له مسبقا.
وهذا ما حدث معه تحديدا عندما قرر أن يحول سيارة قديمة إلى لوحة فنية بوجه فتاة جميلة، أو نقش لوحة فنية على برميل ماء قديم.
العلوي كانت له لحظة فارقة عندما صمم مجسم سيارة مغطاة بشرائط هدايا بمناسبة السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة.
وعودة إلى جدارية طريق أحد التي يغلب عليها اللون الأخضر يقول العلوي إنها مثلّت تحديا حقيقيا ضمن مسيرته الفنية حين قبل تنفيذها خلال يومين فقط بطلب من مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي ”إثراء“ بمناسبة اليوم الوطني.
ويضيف بأنه قبِل بالتحدي في وقت اعتذر عن ذلك أغلب زملاءه الفنانين.
