آخر تحديث: 16 / 12 / 2025م - 9:02 ص

صاحب ”ممر السعادة“: أردت خدمة المرحوم ”خالي“.. فكانت النتيجة ”معلما سياحيا بارزا“

جهات الإخبارية تصوير: بندر الشاخوري - تاروت

محمد عبد الغني آل عبد الغني، برز اسمه في الآونة الأخيرة كأحد المواطنين الذين ساهموا في دعم السياحة والتراث الوطني من خلال تأسيسه لـ ”ممر السعادة“ في جزيرة تاروت، الذي أخذ سمعة كبيرة، نظير عدد الزائرين المحليين والأجانب من المواطنين والمقيمين الذي يقصدون هذا الممر الذي يقع في حارة الحوامي.

ويضم الممر أكثر من 1000 نموذج وقطعة من المنحوتات و التصاميم التي يحفل بها هذا ”الزقاق“، المرتبط بالمنزل الذي يسكنه آل عبدالغني الذي يعود لجدّه لأمه المرحوم الحاج على البحراني ”أبو أحمد“، الذي بات هو الآخر متحفا غنيا بالتحف والقطع الأثرية.

آل عبد الغني تلقى العديد من الإشادات والمحفزّات، كان آخرها زيارة عضو مجلس الشورى المهندس نبيه آل إبراهيم الذي أشاد بالمبادرة والممر، كونها خطوة باتجاه تحوّل كافة الأزقة والطرق الضيقة إلى معالم يقصدها السواح والزائرون، تتحقق لهم المتعة والفائدة.

وقدر م. آل إبراهيم للنحّات الشاب جهوده الكبيرة وذوقه الجمالي، وأعرب عن أمله في أن يرى هذا الشاب واحدا من المتخصصين في تجميل الطرق والأزقة، بناء على جهوده الفردية، التي جعلت من أن هذا الزقاق مقصدا يؤمّه الناس على مدار الأسبوع، بل على مدار الساعة، خصوصا في هذا الشهر الكريم.

كما زارت ”ممر السعادة“ المخرجة لورين عيسى التي تقوم برحلة تقود فيها سيارتها حول مدن ومناطق المملكة في رمضان. بهدف عرض الأجواء الرمضانية بالسعودية، وتغطية فعاليات رمضان بمفردها. وتنشيط الحركة السياحية، وعرض الطقوس الرمضانية في أهم مدن السعودية، بالإضافة إلى الوجبات الرمضانية المميزة في كل منطقة.

وفي تعليق له على هذا التكريم قال آل العبد الغني إنه يقف شاكرا لكل من دعم وساعد وحضر وزار، وخص المهندس ”نبيه آل إبراهيم“ ورئيس بلدية تاروت المهندس عبدالعزيز الشلاحي بخالص شكره وتقديره، وقال: ”بأن هذا اللقاء وهذا التكريم من لدن المهندس آل إبراهيم يشكلان دافعا لنا لمزيد من الجهد، وانا على استعداد تام لتنفيذ الفكرة في أي مكان وفي أي زقاق من زقاقات بلادنا الحبيبة“.

آل العبد الغني أضاف بأنه وخلال أربع سنوات من إنشاء هذا الزقاق الذي تمت تسميته ب ”زقاق السعادة“، أو ”ممر السعادة“، شهد العشرات من الزوّار من مختلف مدن ومناطق المملكة، لدرجة أن الإجازة الأسبوعية ”أيام الخميس والجمعة والسبت“ تأتي لزيارة الزقاق حافلات من الأحساء والبحرين والرياض وجدة، فضلا عن مدن وقرى محافظة القطيف الذي نشهدهم بشكل يومي يقصدون الزقاق، ونسعد نحن بلقائهم والحديث معهم.

ويضيف بأن قصة هذا الزقاق لا تخلو من طرافة، ومن معاناة في وقت واحد، أما الطرافة فأن فكرة تشجير الطريق الضيق عند منزلنا في حارة الحوامي بتاورت، ووضع بعض المنحوتات، والتحف والقطع الأثرية، وبعض الأعمال الجبسية والخشبية، جاءت من أجل إدخال السرور والسعادة على المرحوم الخال الحاج احمد بن علي البحراني الذي توفي العام الماضي في شهر رمضان المبارك، في زمن الكورونا المؤلمة، فهذا الرجل صاحب الفضل عليّ أنا وأخواني وأخواتي، فهو الذي أشرف على تربيتنا بعد وفاة الوالد ”الحاج عبد الغني آل عبدالغني“، وتحمّل من أجلنا الكثير من المعاناة المادية والمعنوية.

يقول آل عبدالغني: ”لقد لاحظت الخال يرحمه الله وحيدا، ولم يكن يعجبني أن أراه كذلك، ففتحت المجلس الذي ظل عامرا واستدعيت أصدقاءه، وقرّرت أن أحيل هذا المكان إلى أشبه ببستان يقضي فيه الخال المزيد من الراحة، فهو رجل دأب على التواجد في النشاط الزراعي ولكن ظروف الحياة حالت دون ذلك، فكان هدفي الأول والأخير هو إدخال السعادة والسرور على الخال وهو صاحب فضل كبير علينا جميعا“.

ويمضي قائلا: ”الوضع تطوّر من التشجير إلى إبداع بعض المجسمات، وإحضار بعض القطع الأثرية الملائمة، وبعض النوافير الصغيرة وأحواض الأسماك وما أشبه، فصادف أن مرّ علينا الفنان المبدع زمان جاسم، وهو بالمناسبة قريب لنا، إذ أن اخاه المرحوم رشيد هو زوج شقيقتي، وكذلك اخاه حاتم زوج شقيقتي الاخرى، فأبدى لي بعض المقترحات كانت جميلة جدا، ونفذّتها بحذافيرها، ودعم ذلك الكاتب المتألق فاضل العماني الذي ساهم في إبراز المشروع، الذي ذاع صيته، ولم أكن أرد له ذلك، ولكن هي الأقدار جرت بهذه الصيغة، وربما لحسن نية الخال ورضاه رحمه الله“.

وأما الجانب المؤلم، أو المعاناة في المسألة يقول آل عبدالغني بأنه تعرّض لضغوطات عدة من قبل بعض القريبين منه، بل تعرّض للضرب المبرح من قبل أحدهم اقتضى أن يقصد المستشفى، من أجل ثنيه عن هذه الخطوة، وتنفيذ هذا المشروع، ولكن الأمور تغيّرت فكل الذين كانوا يحاربونه باتوا يقفون معه، وكلّما حاول أن يغلق الزقاق، خاصة بعد وفاة خاله، كانون يثنونه عن هذا التوجه، وفي هذا الشهر الكريم يدخل الزقاق عامه الرابع، محققا إنجازات عدة، لعل أبرزها التعريف بهذه البقعة العزيزة من بلادنا.

ويضيف آل العبدالغني بأنه في هذه المشروع يعمل بمفرده في غالب الأحيان، ويتمنى لو أن خمسة أشخاص يعملون معه، لأنجز العديد من المنحوتات والمناظر الجميلة، موضحا بأن نقص الإمكانات المالية يؤخر العمل ولا يقتله، لأنه يعمل في المنازل فمن عائدات عمله يصرف على نفسه وعلى من يلوذ به، وعلى الزقاق الذي بات جزءا من جسده ومن روحه.










التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
أم غايب
[ القطيف أم الحمام ]: 28 / 4 / 2021م - 6:44 م
كان وضعتو صور للممر وما فيه كل الصور ما تبين جمال الممر .