الشيخ الصفار يدعو للالتزام بالقيم الإنسانية في الخلافات
دعا الشيخ حسن الصفار للحذر من الفجور في الخصومات، والالتزام بالقيم الدينية والأخلاقية في أي خلاف.
وتابع: على الإنسان أن يهرب من الخصومات، ولو وقع فيها فعليه أن يترك مجالاً للحوار والصلح.
وطالب الشيخ خلال خطبة الجمعة في مسجد الرسالة بمدينة القطيف بتجنب الخصومات والتزام الاخلاق في إدارتها، مؤكداً أن السلم هو نهج العلاقة الذي يجب أن يكون بين بني البشر أفرادًا وجماعات وأمما.
وبمناسبة ذكرى معركة بدر الكبرى في السابع عشر من شهر رمضان المبارك أشار سماحته إلى أن حروب النبي كانت دفاعية تحكمها القيم الإنسانية، مبيناً أن النبي ﷺ دعا الناس إلى دين الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ولم يمارس عنفًا، ولم تصدر منه إساءة.
وأبان أن المشركين في مكة واجهوا النبي ﷺ وأتباعه بصنوف الأذى، من اتهام له بالكذب والسحر والجنون، والتنكيل بمن آمن به واتبعه حتى اضطر بعضهم للهجرة إلى الحبشة.
وتابع: لقد فرضوا حصارًا ظالمًا على النبي ﷺ وأسرته من بني هاشم في شعب أبي طالب، وتآمروا على قتله، وأمره الله بالهجرة إلى المدينة.
وأوضح ان رسول الله ﷺ كان يواجه كل هذا الأذى والعدوان بالصبر والتحمل، ويأمر المسلمين بذلك حين يستأذنونه بالدفاع عن أنفسهم ورد الظلم والعدوان.
وقال سماحته: كانت معركة بدر الكبرى أولى معارك الإسلام الحاسمة، حين إذن الله بمواجهة ظلم المشركين وعدوانهم.
وأشار الشيخ الصفار إلى أن معركة بدر والمعارك والغزوات التي تلتها كانت تحكمها القيم الإنسانية والأخلاق الإسلامية، مؤكداً أنها لم تكن حروب إبادة وانتقام، ولا تفننًا في ممارسة العنف والقتل.
وتابع: لذلك لم يتجاوز عدد القتلى في تلك الحروب من الطرفين ألفًا وبضعة أشخاص.
وعن القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية التي أرساها رسول الله من خلال سيرته في إدارة الحروب قال سماحته: كانت هذه الحروب في مجملها دفاعية، فلم يقاتل المسلمون من لم يعتدِ عليهم.
وتابع: وكان ﷺ يبذل جهده لتلافي الدخول في أي معركة ما وجد إلى ذلك سبيلاً، ويقبل أي مبادرة للصلح والسلام.
وأوضح أن رسول الله ﷺ كان يتجنب كل ما قد يؤدي إلى الحرب كقتل الرسل والسفراء.
وأشار إلى نهي النبي ﷺ عن استخدام وسائل الإبادة والفتك بالناس، ومنعه قتل الأسرى والنساء، ورفضه التمثيل وتشويه أجسام الأعداء.
وأضاف: لم يستخدم رسول الله ﷺ أسلوب المباغتة ليلًا، بل كان يواجه العدو نهارًا.
وأكد الشيخ الصفار على استحضار هذه الصور المشرقة من السيرة النبوية للاستلهام منها ولمواجهة تيارات التطرف الداخلي ومحاولة الإساءة والتشويه من قبل الأعداء.
