آخر تحديث: 17 / 12 / 2025م - 12:29 ص

مواطنون: ظاهرة سلبية تعكس صورة غير حضارية

”التسول“.. عصابات منظمة تستنزف العواطف و”الجيوب“

جهات الإخبارية فوزية زين الدين - سيهات

رغم الجهود التي تبذلها الجهات المختصة للحد من ظاهرة التسول والقضاء عليها، فإن تعاطف البعض مع المتسولين، شجعهم على التمادي في سلوكهم السلبي وغير الأخلاقي، ولم تمنع جائحة ”كورونا“ ومخاطر العدوى ظاهرة التوسل في محيط مراكز التسوق وعند إشارات السير وأبواب المستشفيات والمساجد.

وقد لا يعلم كثيرون أن غالبية المتسولين لا يعملون بشكل منفرد بل ينتمون إلى عصابات منظمة تتولى توجيههم وتوظيفهم للعمل فترات طويلة قد تمتد طوال النهار أو الليل لجمع أكبر قدر من المال الذي قد يتم تهريبه بطرق غير شرعية، أو تحويله إلى جهات معادية أو إرهابية.

تفشي الظاهرة

وعبر عدد من أهالي محافظة القطيف عن استيائهم من تفشي ظاهرة التسول عند أبواب المقبرة والمحلات التجارية، مطالبين بإيجاد حل لهذه الظاهرة التي تعكس صورة غير حضارية عن البلاد.

وطالبوا المسؤولين في الجمعيات الخيرية والجهات المختصة لايجاد حل لجلوس المتسولات عن بوبات المقبرة والمحلات.

وحمل محمد السيهاتي، المجتمع، المسؤولية لتعاطفهم مع المتسولات وإعطائهم الصدقات، مشيرًا إلى أنها ظاهرة غير حضارية تعكس صورة غير جيدة عن البلاد.

وذكر عبد الفتاح العيد أنه لا يتعاطف مع المتسولين، لأنهم غير مستحقين، وأن المستحق الحقيقي تمنعه العفة وعزة النفس من مد يده للغير، ناهيك عن أن أغلب المتسولين عند الإشارات أوعند المساجد أوالمقابر عصابات تديرها نفوس مريضة حتى وإن كانت تدّعي الحاجة.

وأشار إلى أن هناك موارد آمنة لايصال الصدقات للمحتاجين الحقيقيين، منها الجمعيات الخيرية، والأشخاص الذين تعرفهم، أو تعرف من يزكيهم من أبناء المجتمع الذين قست عليهم الظروف، وفقد العائل أو عجزه أو بسبب تقلب الأحوال.

ولفت إلى أن هناك من أبناء المجتمع من يحتاجون وقفة أبناء المجتمع معهم وحمايتهم وتوفير الحياة الكريمة لهم والحرص على وصول التبرعات والصدقات لهم، وعدم إهدارها على من لا يستحقها من المتسولين.

تعاطف وقناعة

وقال علي المشامع: ”أتعاطف مع المحتاجين، ولكن أتحاشى متسولي الشوارع؛ لاقتناعي بنصب الأغلب منهم، فقد أتعاطف مع المتسولات على باب المقبرة أو الحسينيات بالرغم من عدم قناعتي بحاجتهم“.

وعرف ”حسين آل ناصر“، أخصائي نفسي إكلينيكي أول، التسول، بأنه طلب المساعدة المادية وغير المادية من الآخرين، في الأماكن العامة أو الخاصة، وله أساليب وتصنيفات مختلفة هناك من يستغل مرضه أو يدعي المرضى من أجل استعطاف الآخرين، مشيرًا إلى أنه يكثر في شهرر مضان.

وعدد آل ناصر أسباب التسول، والتي منها الفقر والتشرد والتفكك العائلي والإجرام وتجارة المخدرات وتعاطف المجتمع معهم.

وأضاف: ”يلجأ بعض المرضى ممن عندهم إعاقة بشكل غير مباشرللتسول ويعتاد على ذلك تم يحول إلى احتراف، قد نعتبره مرضا اجتماعيا“.

معدلات السرقة

وقال: من مخاطر التسول ارتفاع معدلات السرقة والجرائم المختلفة وتشغيل الأطفال واستغلالهم وتفاقم الاضطراب النفسي.

وخلصت دراسة حديثة صادرة عن جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية للباحث عبدالله الحربي، إلى أن أبرز العوامل الاجتماعية المسؤولة عن ظاهرة التسول، تتمثل في تعاطف أفراد المجتمع مع المتسولين، مشيرة إلى أن الظاهرة لها انعكاسات سلبية سواء اقتصادية أو اجتماعية أو أمنية من أبرزها، تهريب مبالغ ضخمة إلى خارج البلاد، وتشويه الوجه الحضاري للمدن والأحياء، واستخدام أعمالهم كغطاء لبعض الأعمال الإجرامية.

ودعت الدراسة إلى إنشاء قاعدة بيانات خاصة للمتسولين فور القبض عليهم، وتسليم المتسول السعودي للجنة المتابعة في وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، وإبعاد الأجنبي عن البلاد ومنعه من دخول المملكة.

أبرز المعوقات

وشددت على أن من أبرز المعوقات التي قد تحد من فاعلية إجراءات مكافحة ظاهرة التسول، عدم شمولية الحملات الأمنية لكافة الأحياء، مع عدم كفاية الإجراءات النظامية في ردع المتسولين، وغياب آلية رفع البلاغات من قبل المواطنين.

وأوصت بضرورة توعية أفراد المجتمع بخطر ظاهرة التسول، وتوسع الجهات الأمنية في حملات المواجهة ضد العصابات المنظمة التي تدير عمليات التسول في كافة المدن والأحياء، إضافة إلى العمل على معالجة حالات التخلف بعد أداء الحج والعمرة لغرض التسول، وتشجيع المواطنين والمقيمين على التبليغ عن حالات التسول من خلال وضع رقم موحد للبلاغات.

توجيه وإصلاح

فيما أكدت إدارة مكافحة التسول اأها تهدف إلى تحقيق أسس التوجيه والإصلاح السليمة للمتسولين السعوديين حيث يوجه ذوو العاهات والعجزة إلى دور الرعاية الاجتماعية للاستفادة من خدماتها، ويحال المرضى إلى المستشفيات المتخصصة حيث تقدم لهم الرعاية الصحية المناسبة دون مقابل.

وأضافت: ”أما المحتاجون مادياً فتصرف لهم المساعدات المالية من الضمان الاجتماعي أو الجمعيات الخيرية بعد دراسة حالتهم، كما يحال الصغار والأيتام الذين تنطبق عليهم لوائح دور التربية إلى هذه الدور حيث توفر لهم الإقامة المناسبة والتنشئة الاجتماعية السليمة، أما المتسولون الأجانب الذين يشكلون نسبة عالية من المتسولين فإن مهمة متابعتهم وإنهاء إجراءات ترحيلهم تعنى بها الجهات الأمنية المختصة“.

وأكملت أنه يوجد مكاتب مكافحة التسول، وعددها «4» مكاتب، والتي تعمل على استضافة المتسول السعودي المقبوض عليه من قبل اللجان الميدانية، وبحث حالته اجتماعيا واقتصاديا ونفسيا وصحيا، وتقديم الخدمات الاجتماعية الصحية والنفسية والاقتصادية للمتسولين السعوديين حسب احتياج كل حالة، والقيام بالرعاية اللاحقة للمتسولين السعوديين المقبوض عليهم. كما تعمل المكاتب على استضافة العمالة الهاربة من منازل أصحاب العمل، واستضافة العمالة المنزلية المحالات من جوازات المطارات والتي يتأخر أصحاب العمل عن استلامهم.

استغلال الأطفال

من ناحيته، أكد رئيس هيئة حقوق الإنسان الدكتور عواد صالح العواد، أن تسول الأطفال جريمة تنتهك حقوق الطفل وتعرض حياته للخطر، محذرًا من استغلال الأطفال في التسول، وأنها جريمة من جرائم الإتجار بالأشخاص، داعيا كافة الجهات التصدي لها، وعدم تقديم مال لطفل يتسول أو لمن يحمل طفلا من أجل التسول، مؤكدا أن حماية حقوق الطفل واجبنا جميعا.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 4
1
قول الحق
9 / 5 / 2021م - 1:23 ص
نعم هذه الظاهرة لابد من القضاء عليها.

كنت أحد السنوات عند الاشارة بالتحديد اشارة دوار الصدفة في الدمام وكان الوقت عصراً. كانت امرأة باطفالها اثنين ما يقارب بين سن 7 و 9 سنوات. كان كل واحد ماسك خط ويطلب من السيارات في الاشارة فوصل عندي حبيت اعطيه أكل و شرب عطفا عليه بسبب الجو الحار وكان هدفي ليس التصدق وإنما عطفا عليه كونه طفل. ولكن تفاجأت انه يقول انا مو محتاج اكل وشرب ورجعهم علي!!! كان يريد فلوس فقط.
2
walk this way
[ قطيف الوفاء ]: 9 / 5 / 2021م - 3:08 ص
شكراً جهينة لهذا الموضوع الهام والهادف•
إذا عندك قرش أو ريال ومحتاج تكسب حسنات
فلا (تكتسب سيئات) لاتعطيهم شي.
الجمعيات اللي تتعب في البحث عن المحتاجين، أولى بأن تدفع لهم هذا القرش.
3
اوراق التوت
[ القطيف ]: 9 / 5 / 2021م - 11:05 ص
ظاهرة غير حضارية تكثر في شهر رمضان المفروض الجهات المسئولة تشدد الرقابة وتكون معهم موطفة تساعدهم للقبض على النساء المتسولات... معقولة هالعدد الهائل من المتسولات المنتشرة في كل مكان ولم يتم القبض عليهم. هذا اللي يشجعهم على الاستمرار وزيادة العدد
4
أبو حسين
[ تاروت ]: 10 / 5 / 2021م - 12:11 ص
مما لا شك فيه أن هناك أسر قست عليهم ظروف الحياة وهم بحاجة الى المساعدة، وأنا هنا لست من المؤيدين لإعطاء المال للمتسولين الذين يجوبون الطرقات وعند الإشارات أو النساء اللاتي يجلسن عند أبواب المخابز والمقابر، فهؤلاء في الغالب إتخذن التسول كمهنة تدر عليهم المال دون عناء.. بالطبع عدم إعطائنا للمتسولين لا يعفينا من دفع الحقوق الشرعية أو المشاركة مع الجمعيات الخيرية في رفع العوز عن المحتاجين كل حسب مقدرته.