البث المباشر لمحاضرة الشيخ حسن الصفار «الليلة الثالثة»
محاضرة الليلة الثالثة لموسم عاشوراء لعام 1443 هـ للشيخ حسن الصفار والتي بعنوان:
«الدين وإدارة الحياة»
المحاور:
1/ فطرية الدين ووظيفته الأساس
2/ مساحة الدين في الحياة
#الشيخ_الصفار: الدين نزعة فطرية في نفس الإنسان، وظاهرة عميقة في تاريخ البشر، فعلماء التاريخ والآثار يؤكدون وجود مظاهر التدين والعبادة في حياة مختلف القروب والشعوب البشرية.
#الشيخ_الصفار: الإنسان لديه نزعة فطرية نحو الدين والتدين والإيمان بوجود الله وقد توقع البعض انحسار الدين وانتهاء نفوذه في المجتمعات الحديثة الا إن الإحصائيات تؤكد انتماء أكثرية البشر إلى الأديان وإن نسبة الالحاد في العالم لا تتجاوز ١٣٪ .
#الشيخ_الصفار: الإنسان يحتاج للدين لإزالة قلقه وسد نقصه الوجودي، الإنسان كائن لا يفارق القلق وجدانه، والدين يعالج اغتراب الإنسان وقلقه بالإيمان بالخالق المطلق.
الشيخ_الصفار: تكمن الوظيفة الأساس للدين في الاجابة على التساؤلات الملحة التي تفرضها على الإنسان وعن وجوده ومبدئه ومصيره وغاية وجوده.
الشيخ_ الصفار: الدين يقيم اتصالا بين الإنسان في عالمه المادي وبين ما وراء المادة من قوى مطلقة وقدرة غيبية تدير الحياة والوجود.
#الشيخ_الصفار: الدين هو الجواب الوحيد لتحدي الموت، فالإنسان يتطلع للأبدية والبقاء، والدين هو مصدر التفسير الأخصب والأثرى لمعنى الحياة والموت.
#الشيخ الصفار: هناكَ خمس وظائف أساسية للدينِ أولاها أنه يصيغُ الاجابةَ عن التساؤلاتِ عن وجود الانسان والكونِ والحياة، ومصيرهُ وغايةَ وجوده، لأن وجوده ليسَ عبثياً بل لغايةٍ.
#الشيخ الصفار : يتمُ الاتصالُ بينَ الانسان في عالمهِ المادي وبينَ ماوراء المادة من خلال الدين، فإزالة القلق وسد النقص الوجودي يتجلى من خلال الدين، كما ان الدين يعالج اغتراب الانسان وما يساوره من قلق تجاه الايمان بالخالق المطلق.
#الشيخ الصفار : الجوابُ الوحيدُ لتحدي الموت هو الدين، فهو يشرحُ فكرة الموت للانسان بكونها تحولاً من طورٍ وجودي إلى آخر أو من نمطٍ وجوديٍ إلى نمطٍ آخر أو من نشأةٍ إلى نشأةٍ أخرى ولا يغيبُ عنا أن الانسان يتطلع للابدية والبقاء
#الشيخ الصفار: الدينُ يعززُ كلاً من البعدِ الروحي والجانب المعنوي في شخصية الانسان ليصل إلى التوازن مع جاذبية الماديات من حوله .
الشيخ_الصفار: الدين إضافة إلى تشخيصه للفضائل والرذائل الأخلاقية، فإنه يدفع الانسان للالتزام بالفضال وتجنب الرذائل، فهو عامل ضغط مساعد لضبط السلوك الأخلاقي، وخاصة حين تكون متعارضة مع المصالح الشخصية الدنيوية.
#الشيخ الصفار: اتخذ المتكلمون الإسلاميون اتجاهين حول حسن الأفعال أو قبحها، أحدهم رأى أن قبح الفعل وحسنه مستمدون من الله تعالى وهو رأي الأشاعرة و الاخر يرى أن قبح الفعل وحسنه عقلي وهو رأي الشيعة والمعتزلة.
#الشيخ الصفار: رغم الإيمان بإن قبح الفعل وحسنه عقلي الا أن يصعب الإدعاء بشمولية إدراك العقل للقبح و الحسن في كل الأفعال وهنا تأتي الحاجة الى الدين لمساعدتنا في تشخيص الكثير من الأفعال التي يصعب على العقل الجزم بحسنها او قبحها.
#الشيخ الصفار: الدين هو من يدفع الانسان للالتزام بالفضائل وتجنب الرذائل فهو يشكل عامل ضغط مساعد لضبط السلوك الأخلاقي عند الانسان في مواجهة ما يتعارض مع المصالح الدنيوية.
#الشيخ_الصفار: معظم الديانات ليست لها شرائع تفصيلية ترتبط بإدارة الحياة، ولعل أوسع شريعتين دينيتين هما اليهودية والإسلام.
#الشيخ_الصفار: الإسلام شريعته هي الأوسع، والأكثر تفصيلًا وتناولًا لمختلف مجالات حياة الإنسان، وذلك يتضح من خلال الاطلاع على الموسوعات الفقهية، وعلى قرارات المؤسسات والهيئات الفقهية الإسلامية التي تصدر الفتاوى في مختلف شؤون الحياة.
#الشيخ_الصفار: في الأزمنة والعصور الماضية لم يواجه تطبيق التشريعات الدينية مشكلة في المجتمعات الإسلامية، فقد كان التطور في الحياة الإنسانية بطيئًا، وكانت الجهة الدينية التشريعية تواكب ذلك التطور، وتصدر الأحكام المناسبة له المرتبطة بشؤون الحياة.
#الشيخ_الصفار: التطور الهائل الذي حصل في العصر الحديث في الحياة الإنسانية في مختلف المجالات أثار تساؤلًا كبيرًا حول قدرة التشريع الديني على مواكبة هذه التطورات الكبيرة.
#الشيخ_الصفار : أفاقت المجتمعات الإسلامية في هذا العصر على نفسها فرأت أنها تعيش على هامش الحضارة والتقدم، وأن بينها وبين المجتمعات المتقدمة مسافة بعيدة في مجال إدارة الحياة المعاصرة، وهنا راجت أفكار ونشأت تيارات تتهم الدين بالمسؤولية عن هذا التخلف.
#الشيخ_الصفار : الحركات الدينية المتطرفة تريد تطبيق الدين في هذا العصر بنسخة سلفية قديمة، ترجع بالمجتمعات إلى العصر الحجري، ولا تنسجم مع تطورات الحياة، مما زاد من حدة التشكيك في صلاحية التشريع الديني، ومواكبته للعصر الحديث.
#الشيخ_الصفار : للإسلام قيم ومبادئ وقواعد عامة يمكن الرجوع إليها في مختلف شؤون الحياة، ويعطي الإسلام المجال للعقل ويشجع على الأخذ بمعطيات العلم، لذلك فتح باب الاجتهاد، ليستطيع المسلم أن يوائم بين تطور الحياة، وقيم الدين وتشريعاته.













