الشيخ السلمان: للمثقف 3 صفات.. وفقدانها تنتج ”مسخًا“
حذر الشيخ أحمد السلمان، من التنافس على لقب ”المثقف“، بدون العمل بحقيقته.
وأشار في محاضرته بعنوان ”المثقف بين الواقع والتطلعات“ التي ألقاها في مأتم الزهراء بصفوى، أمس الأول، إلى أن الثقافة تأتي من الإدراك والحذق في الفهم والإستيعاب مع العمل.
وأضاف: لابد أن تتوفر في المثقف ثلاث صفات، وهي ”حمل الهم الاجتماعي، احترام تخصص الغير، وقبول النقد“.
وأوضح أن فقدان الصفة الأولى تنتج ”المثقف المسخ“، ممثلاً له بثلاث نماذج ”النرجسي، والمازوخي، والانتهازي“.
وبين أن ”المثقف النرجسي“ هو من تضخمت ذاته ويركز على استعراض ثقافته ومصطلحاته، متطرقاً لتعبير الكاتب عبدالإله بلقزيز حول الظاهرة بأنها ”من أخطر الأمراض التي تفتك بجسد الثقافة العربية“.
وأشار للمثقف ”المازوخي“ بالظلامي، الذي لا هم له سوى النقد، يبدأ بنقد الواقع ثم جلد الذات والتلذذ بذلك، وقد يمسك جهة بعينها كرجال الدين أو مؤسساته أو الجمعيات الخيرية.
وأشار إلى المثقف الانتهازي بأنه من ”يتاجر بثقافته“ ويرمي بها حين تتحقق مكاسبه، مؤكدًا أن المثقف الحقيقي هو من يحمل همًا اجتماعيًا، ورؤية ومشروعًا إصلاحيًا واضحًا ومستمرًا، ويحترم تخصص الغير.
ولفت إلى أن هناك فارقًا كبيرًا بين العالِم الذي يتبحر في تخصصه، والمثقف الذي لديه اطلاع على أغلب العلوم ويعرف حدوده ومتى وأين يلقي رأيه، وقبوله للنقد.
وقال: البعض لا يرفض فقط أن ينقده أحد، بل يعتبر عدم العمل برأيه تطاول، وقد يصل به الحال إلى إسقاط مشاريع اجتماعية إذا لم يتم الأخذ به، معبرا عن تلك الحالة ”بالمثقف المعصوم“.
وتطرق إلى عدد من العلاقات، وصفها ”بالحساسة“ بين المثقف ورجل الدين ومنها ”القطيعة، الصدام، التكاملية“.
وشرح أن الأولى قد يكون المتسبب بها ”انعزال رجل الدين عن الواقع الإجتماعي“ وحصره التواجد في المسجد أو الحسينية، وصارت هناك ”مجالس المثقفين وأخرى للمتدينين“ مشيراً إلى قول الإمام علي ع ”الطبيب دوّار بطبّه“.
وأشار إلى أن الساحة الإجتماعية تسع الطرفين ولا تستدعي الصدام لصالح الأكفأ ”فالهدف الإجتماعي للإصلاح واحد، والتداخل الوظيفي بينهما موجود“.
ولفت إلى أفضل أنواع العلاقات وهي ”التكاملية“ ممثّلاً لشخصية الشهيد الصدر رض كرجل دين، واستعانته بالمثقفين في مشروعه للإصلاح الاجتماعي.
واختتم: لابد من تأسيس أرضية عمل تكاملي بين الطرفين حتى لا ينهار المجتمع، كما حصل في مجتمع الكوفة حين وصلهم كتاب الإمام الحسين ع مع سفيره مسلم، وأراد كل منهم أن يستقل برأيه حتى تفرقوا عنه وتركوه وحيداً.













