السيد الخباز يحذر من ”النظرة الوظيفية“ للعلاقة الزوجية
أكد أن الاختلاف سبب لبناء المجتمعات والحضارات..
دعا السيد منير الخباز إلى تبنّي النزعة ”الأخلاقية والتكامل“ في العلاقة الزوجية، موضحاً أن تصميم الاختلاف بالكون ”هادف“، وسبب لبناء المجتمعات والحضارات الإنسانية.
وأشار في محاضرته بعنوان ”الفارق البيولوجي بين الجنسين وعلاقة التكامل“ بمسجد الحمزة بسيهات، مؤخراً، إلى أن النزعة ”الاخلاقية“ تقوم على ”التكامل وتقسيم الأدوار والوظائف بحسب“ الفروق الطبيعية ”بين الجنسين“، ”بينما تدعو“ الوظيفية ”إلى“ الإستقلال والمساواة بغض النظر عن تلك الفروق ".
وتطرق لما أورده عالم النفس المشهور جوردان بيترسون في إحدى المقابلات المترجمة، عن دراسة نفسية إحصائية في سمات الشخصية على عينات مختلفة ل55 شعبًا، ومن نتائجها أنه كلما زادت نسبة المساواة والتماثل في الحقوق والأدوار بين الجنسين، تزداد الفروق بينهما.
وذكر تجارب لبعض الدول التي طبقت قانون المساواة بصرامة بين الجنسين وفي جميع الميادين كالدنمارك واسكندنافيا، إذ تبين أنه "كلما زادت المساواة وتقليص الفارق الثقافي بينهما، زاد الاختلاف والفجوة النفسية نتيجة المنافسة الحادة، وبات تشكيل الأسر المتلائمة والمستمرة أمر صعب.
وأورد السيد الخباز بعض الفروق الطبيعية التي تميز الجنسين في عدد من النواحي ”الفسيولوجية، والنفسية، والسلوكية“ كما جاءت في كتاب للدكتور عمر شريف ”المخ ذكر أم أنثى“، وبعض الدراسات الأجنبية.
وأضاف: في الناحية ”الفسيولوجية“ ذكر ما تتميز به الإناث من استخدامهن الفص الأيمن من الدماغ أكثر من الأيسر، ويختص الأول بالإنفعالات والعاطفة والحدس والخيال والإبداع، والثاني بالتحليل والإستنتاج.
وأشار إلى أن الصلة بين الفصين لديهن أكثر غزارة، وعليه تتميز قراراتهن بجرعة انفعال وعاطفة، وفي تلقيهن للمشكلة فإنهن يأخذن بكل أبعادها النفسية والإجتماعية والإنسانية "طريقة تفكير تكتيكية تنفيذية.
ونوه بما يتميز به الذكور من استخدام الفص الأيسر بنسبة أكبر، ومراكز الدماغ والوظائف العقلية لديهم كأنها منفصلة ومستقل كل منها عن الآخر، ويتجهون في النظر للمشكلة بالأعمدة الرئيسية ويغضون الطرف عن التفاصيل ”طريقة تفكير استراتيجية“.
وفي الناحية ”النفسية“ تطرق لنتائج دراسة أقيمت على ستة مجتمعات حديثة حول 5 صور للإختلاف النفسي بين الجنسين، ومنها النظر ”للمستقبل وأولوياته“ مبيناً أن الرجل يأخذ بالإعتبارات الإقتصادية والسياسية ”قوة وسيادة ونفوذ وتمكن“، وتميل الأنثى للإعتبارات الإنسانية والإجتماعية ”محبوبة، معطاءة، مساهمة في إنقاذ الآخرين“.
وفيما يتعلق ”اختيار الشريك“ تركز الأنثى على موقع الرجل المهني والإجتماعي بما يوفره لها من الأمن والحماية النفسية والمادية، ويركز الرجل على الجمال والصفات الجسدية بما يحقق له من السكينة والحب والاستمتاع.
وعن ”مهارات التعاطف“ - والتعارف إحدى منها ”لتعارفوا“ - تتفوق الأنثى بقراءة الجُمل غير المنطوقة والإنفعالات وقسمات الوجه، لذا فهي الأنسب لمهمة الأمومة خاصة في سنوات الطفل الأولى، وهي الأقدر على تفهم الزوج أيضاً.
وأكمل: في مقياس ”النجاح“ يركز الرجل على الترقي في السلم الوظيفي والتنافس بما يحققه له من جاه وثروة ونفوذ، والمرأة تبتغي الإعتبارات الإنسانية والإجتماعية وقيم الشراكة والتعاون.
وأشار إلى أنه في ”الاستجابة للتوتر“ وعدم التمكن من الحدث"، تزيد نسبة الأستروجين وهرمون الأنوثة لدى المرأة وتميل للتراجع والإسترخاء، وقد تصل للإكتئاب والوسوسة، ويزداد هرمون الذكورة لدى الرجل والميول العدوانية وقد يصل للإنتقام.
وتابع أنه في الناحية ”السلوكية“ للوظائف، تميل المرأة لمهن التواصل كالطب والتعليم والعلاقات، ويميل الذكور للمهن الأربع لرجال الأعمال ”تجارة، أعمال، نقل، مواصلات“.
وبين أنه في ”إدارة الشركات“ عبّرت النساء الناجحات أنهن يقمن عليها بروح الأمومة ”المرونة، التوازن، التشجيع، الدعم، إلفات النظر“، أما الرجال فبروح ”قانونية صارمة“.
وقال إنه في ”النظر إلى الأسرة“ يعتبرها الرجل إحدى مؤسساته وقد يرى نجاحه في العمل أهم، وتعتبرها المرأة مؤسستها الأولى ونجاحها وكيانها مرتبط بها، ولا تطمئن إلا إذا رأتها قائمة بوظيفتها معتمدة على نفسها.
ونوه بأن الاتجاه الديني لا يرى ”حتمية“ تلك الفروق، فقد يكون تفكير المرأة استراتيجي والرجل العكس، وهكذا مع الفروقات الأخرى - إلا أنها ”إستعداية“ ”بحسب النوع والطبيعة“.
ولفت إلى أهمية تبني قيم ”الشراكة والتكامل“ بين الجنسين، واستثمار الفروق بينهما لبناء مجتمع إنساني متكامل، مؤكداً أن ”تصميم الإختلاف“ في الكون ”هادف“.
وأكد أن بناء ”الحضارات الإنسانية“ لا يقوم على الإستقلال والتنافس بين الشعوب، بل بالتكامل وتلاقح الخبرات والأفكار والتجارب ”لتعارفوا“.
وشدد على أن الإسلام لم يمنع أو يعارض عمل المرأة في أي مجال طالما ينسجم مع طبيعتها ونفسيتها وقدراتها، على أن يكون ضمن الأطر الشرعية، ومع وضع ضوابط تحفظ الإبداع والطاقة الخلاقة للجنسين في جو تسوده قيم الشراكة والتكامل، لا التشنج والتوتر نتيجة التنافس.













