رجال دين ينعون المرجع الديني آية الله الحكيم
نعى عدد من رجال الدين، المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم، الذي وافاه الأجل يوم الجمعة الماضية في مدينة النجف الأشرف بالعراق.
ونعى الشيخ حسن الصفار، ببالغ الحزن والأسى، للأمة الإسلامية وللساحة الدينية والحوزة العلمية، المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم رضوان الله تعالى عليه، والذي أفنى عمره الشريف في خدمة العلم والدين، وربى جيلًا من العلماء الفضلاء، وكتب أبحاثًا علمية مميزة في الفقه والأصول، وتحمّل الكثير من العناء والأذى في جنب الله من سلطات النظام البائد في العراق حيث قضى سنوات في سجون الظلم والطغيان، وفُجع بفقد العشرات من فضلاء وأعلام أسرته آل الحكيم الذين نالوا شرف الشهادة على أيدي الظالمين.
وأضاف: ”إني إذ أتقدم بأحر التعازي لأنجاله الفضلاء الكرام ولأسرته الشريفة وللمراجع العظام والحوزات الدينية العلمية، وللشعب العراقي وعموم المؤمنين في هذا المصاب الجلل والخسارة الفادحة، لأسأل الله تعالى للفقيد الراحل علو المقام وواسع المغفرة والرضوان وأن يخلف الله على الأمة والدين بالخلف الصالح، وأن يحفظ مراجعنا ويطيل في أعمارهم“.
فيما قال السيد حسن النمر الموسوي: ”بلَغَنا نبأُ رحيلِ المرجعِ الدينيِّ الكبيرِ آية الله العظمى السيدِ محمد سعيد الطباطبائي الحكيم «قدس سره»، بعد عمرٍ زاخرٍ بالتفاني في الولاءِ للهِ تعالى ولرسولِهِ والحججِ الطاهرين محمدٍ وآلِهِ الميامين «صلوات الله عليه وعليهم أجمعين»، وخدمةِ الدينِ والمذهبِ، وتربيةِ العلماءِ والفضلاءِ، والجهادِ بالكلمةِ الطيبةِ، والبصيرةِ النافذةِ، في إحقاقِ الحقِّ وإزهاقِ الباطلِ، فإنِّا للهِ وإنَّا إليه راجعون“.
وتابع: ”وإنني إذ أتقدمُ إلى إمامنا صاحبِ العصرِ والزمانِ «عجل الله فرجه» ونوابِهِ بالحقِّ مراجعِ الدينِ العظامِ «حفظهم الله»، وإلى سماحتِكِم، وإلى أبناءِ السيدِ الفقيدِ وتلاميذِهِ، وعمومِ السادةِ الحكيمِ، ومنسوبي الحوزةِ العلميةِ، بالتعزيةِ والمواساةِ بهذا المصابِ الجللِ، لأسألُ اللهَ تعالى أن يتغمدَ المرجعَ الراحلَ بواسعِ رحمتِهِ، وأن يحشرَهُ في أعلى عليين مع أوليائِهِ وسادتِهِ محمدٍ وآلِهِ الطاهرين، وأن يلهمَكُم الصبرَ والسلوانَ“.
من ناحيته، أصدر الشيخ عبدالله اليوسف، بياناً نعى فيه انتقال المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم إلى الملكوت الأعلى، قال فيه: ”ببالغ الحزن والأسى وبقلوب يعتصرها الألم تلقينا خبر رحيل المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم «رضوان الله عليه» إلى الملكوت الأعلى في مدينة النجف الأشرف في يوم الجمعة 25 محرم الحرام 1443ه الموافق 3 سبتمبر 2021م إثر سكتة قلبية مفاجئة؛ حيث شاء الله تعالى أن تكون وفاته في يوم وفاة جده الإمام علي بن الحسين زين العابدين“.
لقد فقدت الأمة الإسلامية بفقده مرجعاً عظيماً من مراجعها العظام، وخسرت الحوزة العلمية برحيله علماً بارزاً من أعلامها الكبار، فقد كرّس المرجع الراحل حياته لخدمة الدين ونشر العلم، وقد تتلمذ وتربى على يديه مجموعة من أفاضل العلماء والأعلام الأجلاء، فقد كان أحد أساتذة بحث الخارج المعروفين في مدينة النجف الأشرف لأكثر من نصف قرن من الزمان.
واستطرد: ترك المرجع الراحل «1354ه - 1443ه» عشرات المؤلفات والتصانيف الاستدلالية المهمة والنافعة والمميزة في علوم الفقه والأصول والعقائد وغيرها، ومن أهمها: كتابه «المحكم في أصول الفقه» في ستة مجلدات، وكتابه «مصباح المنهاج» وهو فقه استدلالي موسع على كتاب «منهاج الصالحين» ويقع في خمسة عشر مجلداً، وكتابه «الكافي في أصول الفقه» في مجلدين، وغيرها من المؤلفات القيمة والبحوث العلمية المهمة.
وأكمل: بهذه المناسبة الأليمة نتقدم بأحر التعازي لمقام مولانا صاحب العصر والزمان «عجل الله تعالى فرجه الشريف» وإلى المراجع العظام والحوزات العلمية والسادة الكرام من آل الحكيم وفي طليعتهم أنجاله الفضلاء الكرام، وإلى عموم المؤمنين في هذا المصاب الجلل والخسارة الفادحة.
وتوفي المرجع الحكيم إثر أزمة قلبية عن عمر ناهز 85 عاماً، وفق ما أفاد مصدر في مكتبه وكالة الأنباء الفرنسية، وهو واحد من أهم أربع مرجعيات شيعية بارزة في العراق والعالم.
وفارق اية الله الحكيم الحياة في مستشفى الحياة الأهلية في النجف بعدما أجرى هناك عملية جراحية قبل ثلاثة أيام وفق مصدر قريب من مكتبه، ويشيع السبت في كربلاء ثم في النجف حيث سيوارى الثرى بحسب مكتبه.


















