الشيخ سلمان يحذر من الحرب الوجودية على الأسرة
حذر الشيخ أحمد سلمان من الأذرع الخفية التي يمارسها النظام الاقتصادي الرأسمالي للقضاء على ”الأسرة“ في الغرب والشرق.
وقال: تتعرض الأسر اليوم لحرب مفتوحة، تهدد أصل وجودها واستقرارها، في محاضرة بعنوان ”الأسرة والحرب الوجودية عليها“ بمأتم الزهراء بصفوى مؤخراً، مشيراً إلى أنها آخر المعاقل الدينية الصامدة في الغرب.
وأوضح أن جذور النظام الأسري دينية بالأصل، وترتبط بقضايا مثل النسب والميراث، مبيناً أنه منذ نجاح الثورة الفرنسية لم يعد العالم كما كان، وشملت التغيرات جميع مفاصل الحياة، لكنها تدور حول محور ”إبعاد الدين“.
وذكر من نتائج تلك الثورة بروز عدة تيارات اقتصادية انتصر فيها النظام الرأسمالي، لافتاً إلى أنه كيان اقتصادي مادي، مجرد عن كل ماهو ديني أخلاقي ميتافيزيقي، وينظر للإنسان كرقم، ”نسبة وتناسب“ للإنتاج والاستهلاك.
وأوضح أن الأسرة بالنسبة لهذا النظام مصدر المستهلك الغير منتج، بدءاً من ربة البيت التي حوربت باختيارها مهمات المنزل والإنجاب، والأبناء وما سيحتاجونه من الرعاية والصحة والتعليم وغيرها، والمرضى وكبار السن، بالنظر لهم على أنهم ”عالة“، فقيمة الإنسان تزداد بزيادة إنتاجه، والعكس.
وتطرق إلى أهم الأذرع الخفية التي استخدمها هذا النظام للقضاء على الأسر، ومنها ”الفردانية، النسوية المتطرفة، المثلية الجنسية“.
وقال: تكمن خطورة الفردانية في أنها ”تتمحور حول الفرد وتغليب مصالحه على الجماعة“، وهو ما كان يميز الأسر ”روح الجماعة“ حيث يشتركون في أفق زماني مكاني يتبادلون المشاعر والعطاء بلا حساب والتضحية والإيثار والتنازل كل للآخر.
بينما الفردانية وهي مذهب فلسفي يجرد الأسر من معناها الحقيقي لتبقى ”جسد بلا روح، غرباء يتشاركون الجدران“، وزاد الوضع سوءاً وجود الأجهزة الحديثة ووسائل التواصل، والاهتمام بالصورة وفقدت الأسرة اللحظات الجميلة التي تجمعها.
وانتقد النسوية المتطرفة التي تحارب النظام الأسري والشراكة، وتصور الرجل أنه عدو، والأسرة عبء ثقيل.
وقال: نحن لسنا ضد النسوية التي تطالب بحقوق المرأة ورفع الظلم عنها، مشيراً إلى أن بداياتها عبارة عن دعوة للشراكة ولديها فقط ملاحظات على بعض البنود، لكنها الآن تقرر إلغائها.
وحذر من ”الأسر البديلة“ بعد الترويج والضخ الإعلامي الهائل ”للمثلية الجنسية“ وإباحة الشذوذ، لتنتشر أسر بدون إنجاب، ويقل الاستهلاك.
وحذر من استمرار مثل ذلك الوضع في اختلاط الأسر النقية الفطرة مستقبلاً، بالأسر المزيفة المخالفة لكل الطبائع البشرية لينتج ”مسخ للأسرة“.
ونادى بأهمية زيادة الوعي والبناء الفكري لأفراد المجتمع، مبيناً أن الحرب اليوم ليست حرب دبابات وصواريخ، بل فكرية ”مقارعة الفكرة بالفكرة - القوة الناعمة ضد الصلبة“.
ودعا إلى أن تكون هناك مؤسسات تعنى ”بالأمن الفكري“ وترصد الأفكار الحديثة وتقيس أثرها على المجتمع، وأخرى تهتم بالعلاقات والمشاكل والتحديات المستحدثة بين الزوجين لمساعدتهم على تجاوزها، وتجديد خطاب المنبر ليكون ”منبر فكري“ فالحرب فكرية والمجتمع مستهدف، للقيام بمهمة الإصلاح.
ودعا إلى الالتزام بتطبيق ”الأخلاق والمبادىء الإسلامية“ في العلاقات الزوجية، كما وردت في القرآن الكريم ومواقف وأقوال الرسول ص وآل البيت ع ومناطها ”المعروف“، مشيرًا إلى أن عدم الإلتزام بذلك يساعد المغرضين للوصول إلى أهدافهم.
وأكد أن أهم ما يميز الأسر هو ”الشحنة العاطفية“ مع غلبة المصالح في الخارج، متطرقاً إلى بعض النماذج والأحاديث الشريفة التي حثت على ذلك، كما في ثواب تقبيل الأبناء، و”قول الرجل لزوجته إني أحبك لايذهب من قلبها أبدا“، وكما جاء في رد الزهراء ع التحية لإبنها الحسن ع في حديث الكساء ”وعليك السلام ياقرة العين وثمرة الفؤاد“، وغضب الإمام الحسين ع حين سمع صوت أخته زينب والنساء ”ثكلتك أمك يا حر أتدري كم قلب روّعت“.













