آخر تحديث: 21 / 12 / 2025م - 5:23 م

”نقطة الصفر“.. نظرة جديدة للأحداث السلبية

جهات الإخبارية رباب النمر - الدمام

أكدت منى الحليمي، المختصة بعلم النفس والاجتماع، ومدربة الموارد البشرية، أن المجتمع تدور فيه كثير من المشاكل، وهذه سنة الحياة، ففي العالم على مدى الحياة البشرية جوانب إيجابية وجوانب سلبية، يستمر ترادفها ما استمرت الحياة.

مشاكل مستعصية

وأوضحت خلال ندوة موسومة ب ”تحت الصفر“، عبر منصتي ”زووم“، و”واتساب“، أن هناك الكثير من المشاكل يستعصي حلها، لأننا لا نسعى لدراستها، بل نحلها بطرقنا العشوائية والمزاجية، فنربي - على سبيل المثال - بمزاجنا دون دراسة للتربية.

دراسة الأهداف

وقالت: إن الفرق بين الإنسان وبقية الكائنات هو العقل ومطلوب من العقل أن يتعلم باستمرار حتى يثبت وجوده، من المهد إلى اللحد، ونظل في الحياة ننتقل من دراسة هدف إلى دراسة هدف، وكل هدف يحتاج إلى تركيز لتحصيله، فلا تقتنع بأنك وصلت إلى مرحلة اكتفيت فيها بالتعلم فهو لا يتوقف.

ضرورة القراءة

وأشارت إلى ضرورة إعطاء الاهتمام الكامل الشيء المراد تعلمه، والتركيز على تعلم هدف معين كل فترة، مضيفةً: يكمن التعليم الصحيح في كلمة ”اقرأ“ أول الوحي، فالقراءة أول تكليف نزل على البشر، ويعيش الحيوان حياته بالفطرة، كأنه برنامج ريبورت مسيّر، ولكن البشر يختلف بميزة، هي قابليته للتعلم واختيار المسارات، ونحتاج إلى تعليم وتفهيم لنسير على الخط المستقيم.

خطب الجمعة

وتابعت أن خطب الجمعة تبلغ 52 خطبة كل عام، وتشكل كتاباً، وتُستفاد كل خطبة من عشرات الكتب، متسائلةً: ”ما هي الحصيلة العلمية والحياتية التي سنحصلها من خطب الجمعة؟“.

مشاكل الطلاق

ولفتت الحليمي إلى أن مشاكل الطلاق تتزايد كل يوم، وسببها أننا نريد أن نتزوج بالفطرة، ولكن البشر يتزوج ويمارس حياته الزوجية بالعلم، والفطرة لا تكفي لبناء أسرة صحيحة وسعيدة، متابعةً: قد يرد هنا اعتراض: لم يكن لدى جداتنا كتب، فلم يتعلموا وأسووا أسر ناجحة وسعيدة، ويمكن الإجابة على ذلك ب: ”بل كان لديهم طرق وأساليب للتعليم، وكانوا يتعلمون بأسلوب عصرهم الشفاهي ويتلقونه ممن يحيطون بهم من كافة أفراد العائلة، فالفتاة تبقى ببيت والدها والكل يتولى تعليمها“.

إحصاءات وأرقام

وأوضحت أن سبب الطلاق قد يكون أمراً بسيطاً جداً، ولكنه إذا أُهمل يحتاج إلى علاج، ثم بينت أن الإحصاءات والأرقام تخبرنا أن الأمراض النفسية ليست قليلة، ولا سيما مع أزمة التباعد الاجتماعي.

نقطة الصفر

وتطرقت الحليمي إلى مفهوم نقطة الصفر، وعلاقته بحياتنا وما يدور فيها من أحداث إيجابية أو سلبية، بقولها: ”عندما نرسم خط الاحداث نضع نقطة الصفر في الوسط، وعن يمينه الأعداد الموجبة، وعن يساره الإعداد السالبة، وبعض الأحداث التي تحدث في حياتنا سلبية، مثل ضغوط العمل، الغربة، الطلاق، الحرائم، البطالة“.

خط الإيجابيات

وتابعت: ”وعلى خط الإيجابيات نصنف النجاح في الدراسة، والأمان، والصحة، وهذا هو التقسيم البشري، ولكن لو عرضناه على القرآن الكريم الذي هو الطريق المستقيم نجد آية «وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم»“.

ردود أفعال

وأكملت: هناك ردود أفعال تلقائية على الأحداث، وأنا من واقع الحياة أصبح لدي مخزون فكري وشعوري تجاه بعض الأحداث على أنها إيجابية أو سلبية، ولكن مع الوعي الجديد لابد من تغيير هذا المخزون ونقول له: إن الله رحيم ولا يأتي إلا بخير، بل خيرين «فإن مع العسر يسراً، إن مع العسر يسراً».

عدة تقنيات

وأشارت إلى أن خط الأعداد يبدأ من - 1 إلى ما لا نهاية، ومن المفترض أن ينتقل إلى +4 حسب النظرة الواعية، لأننا نريد نقل الأحداث من جهة السلبية إلى جهة الإيجابية، ونستطيع ذلك من خلال عدة تقنيات، هي التفكر في كل حدث سلبي حصل لك في الماضي وتحسرت عليه ثم اتضح أن فيه خيراً، ومع الأحداث الجديدة يحب عليك التوقف والتفكر، والتفكير في هذا المكروه لمدة خمس دقائق، فلو كنت سريع الغضب مثلاً، فإن غصبك سينخفض إلى 70% مع استخدام هذه التقنية، فإن منشأ الغضب هو ما أظنه سلبياً، فإذا تفكرت في السلبي ومدى سلبيته فعلاً سأتقبل الحدث.

تضخيم الأحداث

وأكملت أنها تشمل كذلك ترك تضخيم الأحداث داخل ذواتنا، فنحن قد نضخّم الأحداث البسيطة بسبب تفكيرنا. ووقوع المكروهات في الحياة أمر وارد، ولكن تكرار ذكر تلك الأحداث والمكروهات بين فترة وأخرى اختياري، متابعةً أن البعض يظن أن من الوفاء تذكّر الصدمات التي تحدث في الحياة، ولا سيما صدمات الفقد والوفاة.

إعاقة الحياة

وقالت: إن التفكير في الحزن بشكل مستمر يشكل إعاقة للحياة، فقد أخذ الشخص المتوفى حقه من الحياة والسعادة والرزق، ورحل إلى عالم أفضل من عالمنا يلقى فيه وجه الله، ورسله وأنبياءه وملائكته، وتواجدنا في هذه الحياة كوجود الطلاب في قاعة الاختبارات، فالبعض ينهيها بشكل سريع ويخرج، والبعض بطيء، والبعض يطول مكوثه في القاعة، ولكن الجميع حتماً سيخرج من القاعة. وهذه هي سنة الحياة.

فقد الأعزاء

وأضافت: فقد الأعزاء ماهو إلا خسارة شخص ثمين بالنسبة إلينا، ولكن مجلس الفاتحة يقام ثلاثة أيام، ثم تعود الحياة لمجراها الطبيعي، ومع الأربعين تقام فاتحة، وفي ليالي الجمعة نتذكر الموتى بالدعاء والصدقة، وكذلك مع الذكرى السنوية، ولكن لا تربط نفسك بالحزن طوال الدهر، ومن ضمن التعبير عن الحزن وتوزيع الألم على الآخرين.

أيقونات سلبية

ولفتت إلى أن الأيقونات السلبية التي تُعيَّن للتعريف الشخصي في التطبيقات، والعبارات التعريفية السلبية تقوم بتوزيع الألم على الآخرين، مؤكدةً أننا بحاجة إلى الوفاء للأموات، ولكن بطريقة إسلامية صحيحة، وليس بهذه الطرق السلبية.

أحداث سلبية

وأضافت: علينا نقل الكثير من الأحداث السلبية إلى الجانب الإيجابي، حتى يبقى أقل جزء من السلبية في حياتنا، لأن النفس البشرية لا تحتمل تكرار تذكرها الدائم، والله لا يكلف نفسا إلا وسعها، ولذلك أنت تستطيع تحمل الحدث السلبي، ولكن سيكون تكراره فوق احتمالك.

اجترار الماضي

وبينت أن اجترار الماضي يجعل الإنسان حزيناً وجالباً للحزن، وهي عملية مؤلمة، لأنه مع كل كلمة مجترة تزداد كمية الألم الذي تضخمه وسوسات إبليس في نفس الإنسان، ويشبه اجترار الالام والمصائب من يمسك بمطرقة ويضرب في النفس البشرية.

تجنب الشيطان

ونصحت بعدم الاستماع لوسوسة الشيطان «يعدكم الفقر»، فالشيطان يريد أن يجعلنا في حالة كبت وقهر، والأسلوب الرحيمي هو أن تقرأ القرآن وتطمئن نفسك.

مثلث الإيجابيات

وتابعت: هناك أمور إيجابية ينبغي أخذها بعين الاعتبار، فمجرد فتح العين ليوم جديد يستحق حمد الله «الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور»، ذلك لأن السلوك يغير النفسية، وحمد لله يجعل الشخص ياخذ وضعية الابتسام والسعادة التي تتولد بداخله، وهناك مثلث يوجد بداخله كل إنسان، هو: الأفكار، والسلوك، والشعور.

سلوك وشعور

وأشارت إلى أن الأفكار هي الأساس التي عليها يصغر أو يكبر السلوك والشعور، وكلما اتسعت قاعدة الأفكار نستطيع السيطرة على الشعور والسلوك، وحمد الله يولد الشعور الطيب، الذي يولد بدوره الأفكار الطيبة التي تؤثر على السلوك والمشاعر، وبدل أن تبكي على وسادتك ابك على سجادتك، فلكل إنسان مخزون من الدموع يحتاج إلى تفريغ وفي المساء، أثناء صلاة الليل تستطيع أن ىتفرغ مخزونك بعيداً عن الخلق، بعد ذلك: خذ ورقة وقلماً، واكتب الشيء المؤذي، وركز على حدث واحد فقط، اكتبه وفرّغ ما في نفسك، ثم مزق الورقة أو قم بحرقها، وهاتين الخطوتين تختصران خمسين بالمائة من الألم، أعد الكرة حتى يزول هذا الألم.

العفو والتسامح

كما نصحت بالعفو والتسامح على مستوى الشعور، وألا تتمادى في شعورك، مضيفة: خذ الحق الذي لك، ثم تسامح مع الناس ومع الأحداث، لأن عدم التسامح يقطع الأرزاق ومن عفا وأصلح فأجره على الله.

تقنيات التسامح

وأكدت أن هناك عدة تقنيات للتسامح، منها ”لا تضع في كفة الحزن كل السلبيات حتى نتوازن، والتفاهم مع الخصم بهدوء، وتقبل انتقاد الطرف الآخر، والاستشارة وهي مغيبة عن حياتنا اليومية، في ظل حساسية الاستشارة ورفضها اجتماعيا، ويجب الاتجاه إلى المكان الصحيح، إلى المختص المناسب، فالنفس تتعب ونفسك ملكك“.

ممارسات يومية

واستطردت: تشمل التقنيات كذلك ممارسات يومية تقلل ضغط الأحداث السلبية، والحمد على كل شيء على نعم الله، وأشياء كثيرة تستحق الحمد عليها، تلهينا عن التفكير في القهر والضيم، ووكل مشكلة أحمد الله على مافيها من ايجاب فيقل السلب، والشعور بالإنجاز عامل يخفف السلب.

تدليل الذات

وأشارت إلى ضرورة تدليل الذات، واحترامها، وأن ننوي لأنفسنا الرفاهية، وأن نعيش الحياة ببهجتها ورفاهيتها، إضافةً إلى التفريغ الدائم، ومآتم الحسين من أماكن تفريغ الآلام، والطاقات السلبية، فاحرص على حضور المأتم للتفريغ.

نقطة الصفر

واختتمت: تذكر أن الأحداث تقع عند نقطة الصفر «ألم فرح»، وبتفكيري ومعتقدي ارتبه لليمين أو اليسار، فإذا اتتك أحداث الفرح لاىتدري لعله شر، وإذا حدث لك حدث تكرهه لا تحزن ولا تتمادى في الحزن فلعله خير، ولا بد أن تقف عند نقطة الصفر وتتفكر مع كل حدث ثم تصنفه.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
عبالله محمد
[ القطيف ]: 9 / 9 / 2021م - 2:23 ص
يعطيك العافية .
موضوع مهم لكن المقال طويل وغير مركز . يحتاج ان يركز على المختصر المفيد . القراء لا يميلون الى قراءة المقالات الطويلة.