آخر تحديث: 22 / 12 / 2025م - 1:02 ص

الأخصائي الراشد: ”الذكاء العاطفي“ يزيد فرص النجاح في الحياة 85%

جهات الإخبارية سوزان الرمضان - سنابس

أكد الأخصائي النفسي ناصر الراشد، على أهمية اكتساب ”مهارات الذكاء العاطفي“؛ لزيادته فرص النجاح في الحياة.

وذكر بأن الأبحاث تشير إلى نسب نجاح في الحياة تصل 85% عند ذوي الذكاء العاطفي، فيما تعود النسبة الباقية للتحصيل والمهارات والخبرات المهنية.

وأشار الراشد في محاضرته بعنوان ”الذكاء العاطفي في العلاقة الزوجية“، وتم بثها على حساب ”إنستغرام“، الخاص بالجمعية الخيرية بسنابس، مؤخراً، إلى أن دراسته والإهتمام به بدأت أوائل القرن الفائت، وزاد في التسعينات، وأُلفت فيه العديد من الكتب، بعد أن لوحظ تأثيره في ارتفاع التحصيل الدراسي، والنمو المالي، والاستقرار الزواجي، وغيرها، وهو من علم النفس الإيجابي وحركات التصحيح فيه بعد أن كان تركيزه على الجانب المرضي.

ونوه بدوره في إحداث نقلة نوعية في حياة الناس الذين قد تتعطل قدراتهم لانسحابهم من الحياة بعد التعرض لموقف انفعالي لم يتمكنوا من إدارته.

وعدد الناصر مكونات الذكاء العاطفي الذي يهتم بقدرات الناس واستعداداتهم وتطويرها للإستفادة منها في الحياة ”بالوعي بالذات، والآخر، والتعاطف والمهارات الاجتماعية“.

ودعا إلى المكاشفة الذاتية للتعرف على الهوية النفسية ”الصفات الشخصية الإيجابية، والسلبية“ لتنمية الأولى وعلاج الثانية، لافتاً إلى أن كثير من المشاكل تنتج بسبب غياب المشاعر الإيجابية، وعدم القدرة على ضبط المشاعر وتنظيمها.

وذكر أن البعض يركز على الآخر، ولماذا هو لا يتغير، ويبحث عن نقاط تقصيره وأنه المخطيء، ويضيع الفرصة على نفسه بتحسينها، فلابد من طرح الأسئلة الأولية الواضحة عليها، والتعرف على المعتقدات، وتفسير سبب الانفعال والسلوك، فمن ينظر للعالم أنه شر يختلف عمن ينظر له بإيجابية، ومن ينظر للزواج أنه تعاون ورحمة وجهد مشترك يختلف عمن ينظر له بسوء.

ودعا إلى التعرف على ”الدفاعات النفسية“ ومدى ممارستها، كالتبرير والإسقاط والإنكار، وهي من وسائل الحماية، والتنكر للمسؤولية، وتطيل عمر الشقاء والبقاء في دائرة المشاكل، وقد تتسبب في فشل العلاقات.

كما دعا إلى الوقوف على ”السلبية النشطة، والخبرات الضارة“ كالتي تدعو للنقد والحكم على الآخر وعقلية العجز واليأس وندرة الفرص، وهي جزأ لا يتجزأ من توقعات غير واقعية".

وبين أن الوعي بالذات هو طريق لإدارتها، ويتميز من يتمكن بذلك ”بالثقة بالنفس، والحيوية، وتحقيق الأهداف، والنجاح المتواصل، والقدرة على التعبير عن المشاعر بهدوء وتنظيمها، والبعد عن المشاكل التي لا مبرر لها“ التنبؤ بالفرص الخطرة ”، نمط حياة وتفكير يجعله يمتلك شيء من الحكمة“.

ودعا إلى الإقتراب من الآخر، كما بين ألفرد إدلر ”من المستحيل أن نفهم بعضنا إذا كان الفرد لايستطيع أن يفهم مشاعر من يحدثه ويشاركه وجدانياً، ويفقد الإهتمام بما يسره ويسعده، ويخرج من بؤرة التركيز على الذات“.

وأوضح الراشد أن للجميع احتياجات خاصة وعامة، وبعضه لا يمكن إشباعه إلا في حدود العلاقة الزوجية، فلا بد من التعرف على توقعات الآخر وتحويلها أهداف لتحقيقها، ومن الإحتياجات العامة ”الحب والتقدير والإحترام والاهتمام“.

وأشار إلى دور المهارات الإجتماعية في نجاح العلاقات ”“ كالتواصل ”وأهمية تطويره، الإقتراب من المكون العاطفي للآخر“ توقعاته احتياجاته ”، التعاطف، التواصل الإيجابي أوالتعبير عن المشاعر“.

وبين ما تتضمنه مهارة ”حل المشكلات“ من إعطاء أهمية للعلاقة والبحث عن حل المشكلة والخروج منها بسلام والتفكير في العواقب، بدلاً من التركيز على من المتسبب، محذراً من التعميم السلبي وهو من أخطاء التفكير ويتسبب بحرق المساحة الخضراء.

وذكر أهمية ”التعبير عن المشاعر الجميلة“، والتحكم في الإنفعالات المدمرة وضبطها، واختيار المشاعر الصحيحة في المكان الصحيح، وتوفير البدائل الإيجابية ”الأمل بدل التشاؤم، الإطمئنان بديل القلق، الهدوء بديل الانفعال، الصدق والتقبل، فن الاعتذار، رسائل الامتنان، فهم الإنفعالات المؤثرة وخصائصها“.

وعدد بعض خصائص المشاعر في ”التحول كالغيرة إلى غضب أوعدوان إهمال أوإحباط، الإنتقال من شخص آمن إلى آخر كمشاكل العمل إلى المنزل، التوزيع كانتقال الطاقة السلبية للأهل حين العجز عن الضبط واللملمة، المبالغة وتستجلب ردود فعل مبالغة، التبرير ويطيل عمر الإنفعال السلبي، الإنخفاض والإرتفاع فقد يتحول الخوف إلى أعراض جسمية أو نفسية إنشقاقية كفقد الذاكرة أو حبسة كلامية“.

وشدد على أن الرحلة لاكتساب هذا الذكاء وهو ”وجدان مميز للقيم الإنسانية، والسمات النفسية، والكفاءة الإجتماعية في أنقى صورها“ يتطلب صبر على صعوباته وتحمل النكسات في سبيل تحصيله.

ونوه بدوره في النظر للأمور بطريقة مختلفة ”شيء يشبه الحب والحكمة“، والقدرة على الإحتفاظ بطاقة المشاعر الجميلة لوقت طويل، ووقاية الجهاز النفسي من المشاعر السلبية والتحرر منها سريعاً، قراءة خاصة للفرص الخطرة واجتنابها أو التهيؤ لها بتنزيل مستوى التوقعات منعاً للإحباط.

وذكر أن من مؤشرات وجوده في الشخصية " الهدوء العام وفي ردود الفعل، القدرة على التعبير عن المشاعر وضبط الانفعالات، النمو والنجاح المستمر، التواصل الجيد، سمات من الرفق واللين والتسامح بلا تكلف.

وأشار إلى مؤشرات تواجده في العلاقة من ”الهدوء، والتكوين العاطفي الإيجابي الذي يمكّنه من إسعاد الآخر والحساسية له والوعي به، ارتفاع التقدير وانخفاض النقد، الثقة بالذات والتوكيد الإيجابي، الإيجابية وتوسيع مساحتها باستمرار، عدم إساءة استخدام المشاعر أو فقد الحساسية لأثر الإنفعالات الإيجابي منها والسلبي وإلى أين ستأخذ العلاقة، القدرة على ضبط التوتر والسيطرة عليه“.

وأكد أنه لاكتساب هذا الذكاء فلابد من وجود ”الرغبة، والدافعية، والانضباط عند التطبيق، الوعي بأهميته، نمط حياة وتفكير هاديء، كنموذج بليز الذي يركز على أهمية“ الرياضة والتغذية والنوم الجيد والتأمل الإيحائي الذي يساعد على الهدوء والتنبؤ بالفرص الخطرة وتجنبها، والتعرف على الأفكار غير العقلانية".

ومثّل لذلك بالرغبة في ”التعامل بهدوء“ بوضعه كهدف 3-4 أسابيع، ويتطلب نوم جيد، رياضة، تأمل إيحائي، تخيل النفس في مواقف انفعال وتدريب على تخفيضه، تذكير النفس بالهدف والتدرب المستمر".

واختتم بأن الأدكياء عاطفياً ملهمين لبعضهم، وهذا الذكاء من المهارات الأساسية لمن يسعى لتطوير نفسه وإدارتها والتمتع بهدوء ونمط حياة وتفكير إيجابي.

يذكر أن الجمعية الخيرية بسنابس تضع الاهتمام بالعلاقات الزوجية ونجاحها وديمومتها ضمن أولوياتها على أيدي خبراء وأخصائيين ورجال دين ولها برنامج متنوع في ذلك وطروحات متجددة.