آخر تحديث: 7 / 12 / 2025م - 1:00 ص
الأكثر قراءة هذا الشهر
المقالات الأكثر قراءة
الإنسان قبل الهوية: جدلية الظل والجوهر
عبير ناصر السماعيل - 20/07/2025م
قبل ألفي عام، غمس الشاعر الروماني أوفيد ريشته في حبر الأسطورة وكتب ملحمته الخالدة ”التحولات Metamorphoses“ يبدو أن أوفيد كان يدرك بفطرته الشعرية أن التحول هو القانون الأبدي للوجود، وأننا جميعاً كائناتٌ في طور التكوين المستمر. وهذا هو جوهر رحلتنا الإنسانية. إنها رحلة مستمرة يحل فيها نور البصيرة محل ما كان يبدو ضبابياً، فندرك أن بعض القناعات أو الطرق التي كانت صالحة بالأمس، لم تعد هي الأنسب لنا اليوم. وهنا، لا...
دفءُ الأخوّة وحدودُ المكان
عماد آل عبيدان - 20/07/2025م
لم تكن تلك الوصايا العابرة التي تناقلها الناس من أفواه الجدّات، ثم تبخّرت في زوايا الزمن، إلا كنوزًا صغيرة تُصاغ بلهجة بسيطة، وتُحفظ في قلوب الحكماء لا دفاتر المثقفين. "نام في بيت أختك ولا تاكل عندها… وكل في بيت أخوك ولا تنام عنده…" وصيّة شعبية تبدو ساخرة في ظاهرها، لكنها في عمقها رسالة دقيقة تُعبّر عن فهمٍ بالغٍ لطبيعة العلاقات وحدودها، وتكشف بطريقة فكاهية عن تعقيدات إنسانية لا تُقال، لكنها تُحسّ وتُثقل الأرواح...
تهذيب النفس في الصحيفة السجادية
فاضل علوي آل درويش - 20/07/2025م
التربية الأخلاقية تقع في صلب المضامين والمقاصد التي تضمّنتها الأدعية في الصحيفة السجادية، مما يؤكد على أنها ليست مجرد كلمات مجردة عن التآزر مع العقل الواعي والنفس اليقظة لما يحاك لها من عدوها اللدود «الشيطان والأهواء النفسية»، بل هي رحلة ملكوتية في غمار المناجاة التي توقظ النفس من سبات الغفلة والتقصير واللا مبالاة بيوم الحساب، وهذه الأدعية تعد النفس لتحمّل المسئولية تجاه التحديات ومن ثم اتخاذ المسار والقرار الذي يحفظ...
البصيرة... تصحيح النظر الفكري «1»
أمير الصالح - 19/07/2025م
خلاصة ”اختلط الحابل بالنابل“، حيث إن الأمور في بعض الأحداث يُهان فيها الجواد الكريم ويُرفع فيها شأن المجرم الوضيع والتافه المتملق. فقط، وأصحاب البصيرة هم من ينجو من العبث بالعقول، ومن تقلبات القلوب، ومن مساومة المواقف حتى مع تماطر الأحداث الساخنة. تمهيد الكثير ممن ابتلي باختلال البصر يبذل المال الكثير ويتنقل بين مستشفيات أشهر البلدان ليُصحح بصره ويُبقي نور رؤيته كي يستمتع بحياته. والواقع أن البصيرة تتجاوز في الأهمية البصر، إلا أن البعض...
دع الأشخاص غير المستعدين لحبك يرحلوا
سوزان آل حمود - 19/07/2025م
في خضم الحياة، نتعامل مع مجموعة متنوعة من العلاقات والتفاعلات. بعض هذه العلاقات تملؤنا بالسعادة، بينما أخرى يمكن أن تكون مصدرًا للإحباط والألم. واحدة من أهم الدروس التي يمكن أن نتعلمها هي: دع الأشخاص غير المستعدين لحبك يرحلوا. هل الحبُ فرضٌ؟ الحب، في جوهره، يجب أن يكون خيارًا مشتركًا بين شخصين. إذا كان أحد الطرفين غير مستعد أو غير قادر على تقديم الحب والدعم، فإنه يصبح من الضروري إعادة تقييم تلك العلاقة....
عصام المهيدب… قائد يصنع الفارق بين الأرقام والإنسان
عاطف بن علي الأسود - 19/07/2025م
في زمن تحتاج فيه الأوطان إلى قادة يصنعون الفارق لا بالأقوال، بل بالأفعال، يبرز عصام بن عبدالقادر المهيدب كأحد النماذج الملهمة للقيادة السعودية الواعية، التي جمعت بين الرؤية الاقتصادية العميقة، والكفاءة الإدارية العالية، والبُعد الإنساني في التأثير المجتمعي. منذ بداياته، رسّخ المهيدب نهجًا في العمل يقوم على الالتزام، والتخطيط، والتكامل بين القطاع الخاص والعام، وهو نهج أثمر عن قيادة ناجحة لعدد من كبرى الشركات السعودية، كان لها أثر مباشر في تعزيز...
آن الأوان لنعيد صياغة الحلم
أمير بوخمسين - 19/07/2025م
في عالم يتسابق فيه الجميع نحو الذكاء الاصطناعي، والطاقة المتجددة، والمدن الذكية، لا يزال كثير منا مشغولين بعلوم أخرى دون أن نصحب هذا التطور في العالم. حيث نقضي الساعات والأيام ونقيم الليالي والأسابيع، وننظم الورش والندوات في العلوم الأخرى، نلاحق الكلمات هنا وهناك، دون أن نقف وننظر إلى أين وصل العالم في التطور، وإلى أين يسير، لا بأس بهذه العلوم، فالعلم كله حياة، ولكن المبالغة في تمجيد علوم أخرى مقابل...
الانفعالات ونتائجها
جمال حسن المطوع - 19/07/2025م
الانفعالات في غير محلها عادة غير محمودة، ولها انعكاسات وعواقب سلبية، تخلق جوًا من التوتر والغضب والاشتباك المتبادل حينما تسود لغة الغلبة، وكلٌ يريد إثبات ما يراه هو الحقيقة والصواب، فترى بعضهم يتشبث برأيه ويصر عليه، وهذا ما تلاحظه خلال المناقشات الحادة التي تنتهي إلى غضبٍ وطريقٍ مسدود. لا ننسى طبعًا أن بعض الانفعالات ذات طابع إيجابي وبعضها سلبي، وهذا يتوقف على نوعية الحدث وطبيعته، فمثلًا الوالدين عندما يلمسون خطأً ما...
ضد الاستهلاك المفرط
أمير الصالح - 18/07/2025م
قد يُطرب أذن المتسوق لمصطلح أن السلعة الفلانية لها خاصية ممانعة ضد شيء ما، أي ضد الصدأ... ضد القشرة... ضد الانزلاق... ضد الاحتراق... ولهذا نرى عند شراء الحذاء، نبحث عن حذاء ”مقاوم للانزلاق/ مضاد لتسرب الماء“، أو عند شراء أواني المطبخ، تفتش عن جملة ”مقاوم للصدأ“، أو عند شراء أجهزة عبر الإنترنت، نشتريها عبر بطاقات تأمين بنكية لإحراز مفهوم ”المشتريات مؤمنة ضد السرقة“. ويزداد المشتري اطمئنانًا عندما يزوده البائع شهادة...
الفرح المقيد..  كيف كبلنا الزواج بالديون
سامي آل مرزوق - 18/07/2025م
لم يكن الزواج يومًا سباقًا نحو الفخامة، ولا مناسبة تُقاس بما يُصرف فيها من أموال، بل كان مشروعًا إنسانيًا يفتح أبواب الاستقرار والمودة، ويشكّل نواة لبناء أسرة ومجتمع متماسك. لكن في زمننا حيث غلبت المظاهر على الجوهر، وأصبحت المناسبات استعراضًا اجتماعيًا لا يخلو من المبالغة، صار من المألوف أن يأخذ الشاب قرضًا شخصيًا يمتد خمس سنوات من أجل إقامة حفل لا تتجاوز مدته ثلاث ساعات، وكأن السعادة تُشترى بفاتورة تُدفع...
سطوة الرأي العام بين تشكيل الذائقة وتهميش القيمة
بدرية حمدان - 18/07/2025م
وقفت عند مفردةٍ استوقفتني كثيراً، وأخذت زاوية واسعة من تفكيري، بالرغم من تزاحم الأفكار وتعدد الاهتمامات، إلا أن هذه المفردة، بكل ما تحمله من دلالات، فرضت نفسها بقوة، ودعتني إلى تسليط الضوء عليها والبحث في معطياتها ومدلولاتها، إنها، سطوة الرأي العام. في عالم تتداخل فيه المفاهيم وتتسارع فيه وتيرة التغيير، بات مصطلح ”الرأي العام“ من أكثر المصطلحات حضوراً وتأثيراً في شتى المجالات، من السياسة إلى الاقتصاد، ومن الثقافة إلى الفنون، والرأي...
ماذا يحدث في اليوم التالي لخلق البشرية للذكاء الاصطناعي العام (AGI)؟
عبد الله العوامي - 18/07/2025م
• الكاتب: قلم الدكتور لويس روزنبرغ Dr. Louis Rosenberg, نبذة مختصرة للسيرة الذاتية عن الكاتب تجدها في الصفحة الأخيرة • المصدر: موقع التفكير الكبير حسب الرابط في الصفحة الأخيرة • عنوان الموضوع باللغة الإنجليزية: • What happens the day after humanity creates AGI? • تاريخ نشر الموضوع: 9 يونيو 2025 خلال الأسابيع القليلة الماضية، كنت أسأل الأشخاص في دائرة معارفي من محترفي الذكاء الاصطناعي عما إذا كانوا مستعدين نفسيًا وذهنيا لظهور الذكاء الاصطناعي الفائق (الخارق)....
اعتزل ما يؤذيك… بعد الأربعين
زكي الجوهر - 18/07/2025م
حين تطرق أبواب الأربعين، تجد نفسك في رحلة جديدة، لا تشبه العشرين ولا حتى الثلاثين. تتغير أولوياتك، تهدأ زوابعك، وتصبح أكثر وضوحًا في معرفة ما يستحق أن يُبقى في حياتك، وما يجب أن تتركه دون ندم. بعد الأربعين… تدرك أن الوقت أعظم رأس مال تمتلكه، وأن إهداره على جدالات فارغة أو علاقات سامة خسارة فادحة لا يعوضها شيء. تكتشف أن صمتك أحيانًا أبلغ من ألف كلمة، وأن الانسحاب من بعض المواقف...
أنيسُ الأرواح
عماد آل عبيدان - 18/07/2025م
أعترف… كنتُ واحدًا من أولئك الذين لا يفتحون المصحف إلا في شهر رمضان، كأنّه هلالٌ لا يُرى إلا مرة كل عام. نقرأ صفحاته بخشوعٍ موسمي، ونختمه بدمعةٍ موسمية، ثم نغلقه… ونُغلق معه شيئًا في قلوبنا، حتى إشعارٍ آخر. وربما نعود إليه في فاتحةٍ، أو عزاء. لكنني لا أنسى تلك اللحظة… كانت بعد مغرب يومٍ مضى عليه أعوام. جلستُ بمكاني بعد الصلاة، لا لأنني خاشع، بل لأن هاتفي لم يكن في جيبي. لا...
الشخصيات الصعبة… إلى متى؟
فاطمة آل قيصوم - 18/07/2025م
لفت انتباهي مؤخرًا مقطع بسيط شاهدته على السوشيال ميديا، يتكلم عن الشخصيات الصعبة وتحديدًا عن أولئك الذين ”يُبطّون الجبد“ كما نقول، الشخصيات التي بدلًا من أن تدعمنا أو تقدم لنا حلولًا حين نمرّ بظرف معين، تنهال علينا باللوم والتشكيك والانتقاد. على سبيل المثال، عندما أخبر أحدهم أنني أجريت عملية لتصحيح النظر وأنني ما زلت متعبة منذ إجراء العملية، يكون رده: ”ليش تسوينها من الأساس؟“ بدل السؤال عن صحتي أو يهنئني بالسلامة. في البداية كنت...
النحلة تستحق أكثر
ياسين آل خليل - 18/07/2025م
النحلة هي أحد أصدق الكائنات التي تواصل أداء رسالتها في صمت. لا تنتظر شكرًا، ولا تعرف كسلاً، بل تمضي كل يوم لتجمع الرحيق وتمنحه لنا عسلًا. لكن هذه الكائنات الصغيرة باتت اليوم تحت تهديد حقيقي، يتمثل في البيئة القاسية المحيطة، وعدم الدراية بما يحتاجه هذا الكائن الصغير من مقومات الحياة ليتطور وينمو ويعطي دون حدود. إن أول ما يستحق الحماية ليس المنتج، بل الكائن الذي يصنعه. فكل خلية نحل هي في...
الامتثال الصحي: قيم وطنية ومعايير عالمية
عاطف بن علي الأسود - 18/07/2025م
في ظل التطور المتسارع الذي يشهده القطاع الصحي في المملكة العربية السعودية، استطاعت الدولة أن ترسّخ نموذجًا فريدًا في الجمع بين الالتزام المهني الصارم بمعايير الجودة الطبية العالمية، وبين الحفاظ على القيم الدينية والاجتماعية الأصيلة التي تُشكّل نسيج المجتمع السعودي. ويُعدّ التزام الكادر الصحي، لا سيما في المستشفيات الحكومية والعامة، بارتداء الزي الطبي المعقّم أحد أبرز مظاهر هذا التوجه، حيث يُسهم هذا الإجراء الوقائي في تقليل احتمالية انتقال العدوى داخل...
الأساليب قاتلة ومكافِئة
سلمان العنكي - 17/07/2025م
الأفكار متميّزة المستوى، متباينة المخارج، مختلفة التقييم، يصعب معرفتها على غير المخالطين لشرائح المجتمع. بمهارة الصحيح، ما تقرؤه بعقلك وتعرضه على تجاربك، ثم تقارنه بها، بعدها تأخذ قرارك؛ لأنّه الواقع الذي يُفترض العمل به، لا ما تراه بعينٍ موصدةٍ مطبقةِ الجفون وتصرّ على تنفيذه بتعجُّل. يُنقل أن مَلِكًا رأى في المنام أسنانه تتساقط الواحد تلو الآخر، حتى فقدها جميعها. أزعجته الرؤية، فطلب مفسر أحلام مثل بين يديه. قصّ عليه رؤياه، فأجابه...
على چم البامية؟!
سراج علي أبو السعود - 17/07/2025م
يتعرّض الإنسان في حياته لكثير من المواقف التي تُضيف إلى رصيد تجاربه دروسًا قد لا توازيها قاعات الجامعات، ولا فصول المدارس أثرًا أو قيمة. ومع تراكم هذه الحصيلة، فإن منبرًا - إن أتيح له - قد يكون وسيلةً لبثّ ذلك المخزون، ولمنح المتلقي شيئًا يستحق أن يُتعلّم. الثروة المالية الضخمة قد تولد من فكرة، يلقيها مجرِّب في طيّات حديثه. التوبة والتقوى قد تسببها كلمة، كقول: ”لو كان عبدًا لأطاع مولاه“....
المتسامحون
جهاد هاشم الهاشم - 17/07/2025م
إن للصفح والعفو والتسامح آثارًا عظيمة وكبيرة على الفرد بشكل خاص والمجتمع بشكل عام، فهو ذو أثر مثمر ثمرًا طيبًا للغاية، فكلما كان الأشخاص متسامحين برز المجتمع قويًا متماسكًا مزدهرًا نظيفًا وخاليًا من الأحقاد والضغائن والكراهية، وأنه يكسب رضا الله سبحانه وتعالى لا شك ويشعر صاحبه بالراحة والسكينة ويدفع المسيء لتجنب الإساءة في سائر خطوات حياته لما رآه من تجاوز وغفران عند الإقدام على أخطائه ومشاكساته التي لا تمت للعقلانية...
مكتبة في الهواء الطلق
يوسف أحمد الحسن - 17/07/2025م
هي مكتبة لبيع الكتب تحت الشمس وفي الهواء الطلق بالفعل. وتقع هذه المكتبة في أوجاي في كاليفورنيا بأرفف مواجهة للشارع دون وجود أبواب لإغلاقها؛ حيث هي مفتوحة على مدار الساعة. أسس هذه المكتبة «Bart’s Books» عام 1964 ريتشارد بارتينديل، وإليه تنسب، حيث أتاح الفرصة للجميع أن يشتروا منها حتى خارج أوقات العمل «10 صباحاً إلى 6 مساء»، بنظام الدفع الذاتي «يسمى أيضًا نظام الشرف» القائم على الثقة، حيث يمكن وضع قيمة...
الفروق الفكرية بين التمييز والمناكفات
أمير الصالح - 17/07/2025م
تمهيد ”يُحكى أن طرق“ الخوف ”باب أحد البيوت، فنهضت“ الشجاعة ”لفتح الباب. وعندما فتحت“ الشجاعة ”الباب لم تجد أحدًا عند الباب“، يُنسب هذا القول للمفكر الألماني غوته. ومضمون القول أن الشجاعة الموضوعية عندما تواجه الخوف والتردد والبذاءة والإسفاف والتشكيك ولغة اللعب بالمفاهيم ستُجلي أمورًا عدة وتكنس العبث في روح الفكر الأصيل والإيمان والاطمئنان والأخلاق. مقدمة الأغلب الأعم من الناس، منذ الصغر، لعبوا لعبة ”أوجد الفروق السبعة في الصورتين“! البعض وظّف مهارة التمييز تلك...
عدد دانبار: حدود الدماغ البشري في بناء الروابط الاجتماعية
غسان علي بوخمسين - 17/07/2025م
مع تزايد الترابط الاجتماعي بالاعتماد على الاتصال الرقمي يومًا بعد يوم، يبرز سؤال أساسي: إلى أي مدى يستطيع الدماغ البشري إدارة شبكة من العلاقات الاجتماعية المستقرة ذات المعنى؟ جاء الجواب على هذا السؤال في مطلع التسعينيات على يد عالم الأنثروبولوجيا البريطاني روبن دانبار، الذي صاغ مفهوم عدد دانبار (Dunbar’s Number). يشير هذا الرقم إلى الحد الأقصى لعدد الأفراد الذين يمكن للإنسان أن يقيم معهم علاقات اجتماعية مستقرة، وتُقدّر هذه الحدود...
ممنوع الوقوف
هاشم الصاخن - 17/07/2025م
تلك العبارة التي نراها كثيرًا على جدران المنازل أو عند مداخل الشَّوارع، لم تعد مرتبطة فقط بالنِّظام المروري؛ بل أصبحت تعبيرًا عن حالة من التَّوتر الاجتماعي الصَّامت بين الجيران ومرتادي المساجد والحسينيات؛ فحين يهمُّ أحدنا بالصَّلاة أو حضور مجلس ديني، قد يقف بسيارته أمام أحد البيوت المجاورة، وهو يظن أنَّ ”المكان عام“ وأنَّ ”الوقوف مؤقت“؛ لكنَّه لا يدرك أنَّ صاحب المنزل يعيش شعورًا متكررًا بالإزعاج والضِّيق. فهل من حقِّ الجيران أن...
حين قال هشام: أخي يستحق كليتي… وأكثر
رضي منصور العسيف - 17/07/2025م
في قلب مدينة صفوى، حيث السكينة تنام على كتف الزمن، نبتت حكاية أُخوّة لا تشبه سواها… ليست حكاية مرضٍ فحسب، بل قصة حياةٍ تُهدى من قلبٍ إلى قلب، ووجعٍ تحوّل إلى ولادةٍ جديدة باسم التضحية. البداية… حين تغيّرت خارطة الأيام كان سلمان يخطو في دروب الحياة بثبات، يحمل أحلامه بهدوء، ويُخبّئ ابتسامته خلف تفاصيل الأيام البسيطة. حتى جاء ذلك اليوم الرمادي، الذي طرق فيه المرض باب جسده دون سابق إنذار. نوبةٌ مفاجئة...
اختار الخلود فصنع التاريخ
جعفر أحمد قيصوم - 17/07/2025م
في حياة كل إنسان محطاتٌ تكشف جوهره، ومواقف تُظهر معدنه، ومنعطفاتٌ تضعه أمام خيارٍ مصيري: إمّا أن يبقى كما هو، وإمّا أن يسمو لما ينبغي أن يكون. فمن الناس من يكتفي بأن يكون جزءًا من المشهد، يمضي كما يمضي الجميع، دون أثر ولا هوية، ومنهم من يُضفي على المشهد معنى، ويمنحه روحًا مختلفة، ويترك فيه بصمة لا تُمحى، فيبقى حاضرًا في ذاكرة الزمن وضمير الإنسانية. وهنا يكمن الفرق الجوهري بين الحياة العابرة...
مربعات أحاديث الناس
أمير الصالح - 16/07/2025م
سأل أحدهم: هل تستطيع أن تصنف طبقة شخص ما بناءً على أنواع أحاديثه؟ فرد عليه صديقُه: بنسبة كبيرة، أستطيع! الأغلب الأعم من الناس إذا كانوا من طبقة متوسطة الدخل، فمواضيع مثل: هموم يومية، الدراسة، العمل، أرخص تذاكر متوفرة لخطوط اقتصادية، الحنين لمسقط الرأس، مدينتهم، أعياد الميلاد، المولات، المطاعم، الأسماء ومعانيها، الملابس، مسلسلات رمضان، مباريات كرة القدم للدوري العادي وما دون، الطقس، أعمال الصيانة في الحي، النقل العام، الأصدقاء، الاشتباكات في قروبات الواتساب،...
صندوق الأفكار
فاضل علوي آل درويش - 16/07/2025م
هل يمكننا أن نرتكب خطأ في طريقة تفكيرنا تبعدنا كثيرا عن الحقيقة والواقع وتوقعنا في الكثير من المشاكل والخسائر بسببها؟! في خضم الأحاديث المتبادلة وطرح وجهات النظر في القضايا المختلفة واحتدام طرح الآراء نسمع من ينعت تصوّرنا لقضية أو مفهوم أو ظاهرة معينة بأنه تفكير خاطئ ومسار مسدود لا يوصل إلى نتيجة منطقية، وهذا ما يجعلنا نتوقّف أمام فكرة التفكير الخاطئ وأبعاده وأشكاله وقاية من الوقوع فيها، كما أننا بالتأكيد نبحث...
السيرة أطول من العمر
فوزية الشيخي - 16/07/2025م
”السيرة أطول من العمر“.. حكمة قديمة صادقة، لأن العمر ينتهي مهما طالت به السنون، أما السيرة الحسنة والغرس الطيب فيتفوقان على حسابات الأيام، في القلوب، ويبقيان ويخلدان. من يزرع الخير يحصد ثماره بلا شك بالذِّكر الطيب الحسن، لتبقى سيرة ذلك الإنسان أطول من عمره حتى بعد رحيله من الدنيا، فالجميع راحلون، لكن القليل من يترك سيرة طيبة تعيش لأزمان. يقول أمير الشعراء أحمد شوقي: دقّات قلبِ المرء قائلةٌ لهُ" إن الحياةَ دقائقٌ وثوانِ فارفع لنفسك...
وثيقةٌ بلا شهود.. حُكمٌ على الحياة من طرفٍ واحد
عماد آل عبيدان - 16/07/2025م
ليس كل من تألم مظلومًا، ولا كل من صمت مذنبًا، ولا كل من كتب الحكاية… كتب الحقيقة. فالقصص حين تُروى من جهة واحدة، لا تضيء المشهد، بل تُسلّط الضوء على نصفه، وتترك النصف الآخر في ظلالٍ كثيفة، لا يرى منها الناس إلا ما يشتهون تصديقه. في مجتمعاتنا، لا يزال يُحكم على الوجوه بالصورة، ويُفسّر الصمت على أنه إدانة، ويُخلط بين البكاء والبراءة. أصبح من السهل جدًا أن يُبنى جدارٌ من العاطفة حول طرف، ويُلقى الآخر...
القابض على جهله كالقابض على الجمر
سراج علي أبو السعود - 16/07/2025م
في زمنٍ أصبحت فيه المعرفة متاحة، والأبواب إليها مشرعة، غدا الجهل خيارًا حرًّا لا يُعذر به أحد. لم يعد الباحث بحاجة إلى سلالم يتسلّق بها رفوف المكتبات بحثًا عن كتاب، ولا إلى تذاكر سفر يجوب بها البلدان طلبًا لعلمٍ عصيّ المنال. اليوم، يكفي أن تسأل لتُجاب، وأن تبحث لتُدرك. نعم، صحيح أن وسائل التضليل كثُرت، وأن أدوات التزييف تنوّعت، لكن بقيت أدوات المعرفة أوفر وأيسر منالًا. ولهذا، فإن من يُصرّ...
وثيقة طلاق
سوزان آل حمود - 15/07/2025م
تُعتبر معاناة النساء في علاقاتهن الزوجية واحدة من أقسى التجارب التي قد يمررن بها. فالكثيرات يواجهن واقعًا مؤلمًا، حيث يتحول الزواج من شراكة محبة إلى سجنٍ مظلم، تسيطر عليه قيود البخل العاطفي والمادي. تعيش النساء في صراعٍ دائم بين الأمل والخوف، بين الرغبة في الحرية والقلق من المجهول الذي قد يأتي بعد الطلاق. تبدأ القصة مع ”فاطمة“، امرأة في الأربعين من عمرها، تحملت سنوات من العذاب في زواجها من رجل بخيل...
”الإنسان أولاً“: نحو اقتصاد سليم يُبنى على الصحة والبيئة
عاطف بن علي الأسود - 15/07/2025م
في عالم تشتد فيه الأزمات وتتعقّد فيه المعادلات الاقتصادية والاجتماعية، تبرز حقيقة واضحة لا جدال فيها: لا يمكن بناء اقتصاد قوي دون إنسان سليم، ولا يمكن الحفاظ على هذا الإنسان دون بيئة نظيفة وصحة مستدامة. من هنا، تتبلور رؤية وطنية شاملة: أن نكون عند مستوى المسؤولية، كمواطنين ومؤسسات، في صناعة مستقبل أفضل، أساسه الإنسان، وصحته، وبيئته. هذه ليست شعارات، بل مفاتيح حضارية لدول أدركت أن الثروة البشرية هي الثروة الحقيقية. الإنسان هو...
«إحسان».. اسم على مسمى.. أفجعتنا برحيلك!
سمير آل ربح - 14/07/2025م
يشاء الله أن يختاره إليه في ليلة مصاب الحسين بن علي «عليهما السلام».. ليلة عاشوراء، ولمَّا تجف دموعُه عليه وعلى أهل بيته وأصحابه. عن أبي جعفر (ع)، قال: كان علي بن الحسين «عليهما السلام» يقول: ”أيما مؤمن دمعتْ عيناه لقتل الحسين بن علي «عليهما السلام» دمعة حتى تسيلَ على خدِّه بوَّأه الله بها في الجنة غرفًا يسكنها أحقابًا...“. . هذه هي خاتمة الحاج إحسان العلي أبي رضا عن الدنيا، وهذا هو...
الشِّفْتْ رابِص
ياسر بوصالح - 14/07/2025م
تطرّقتُ في مقالتي السابقة «اسقونيها ولو كان فيها حتفي» () إلى تلك العبارة التي شكّلت إشارة ضمنية ذكية، أو بالأحرى ”شفرة سرية“، استخدمها هانئ بن عروة تلميحًا خفيًّا إلى مسلم بن عقيل؛ دعوةً صامتة لاغتنام الفرصة والقضاء على عبيد الله بن زياد أثناء زيارته له في مرضه. غير أن مسلمًا، رغم إدراكه لرمزية الموقف، امتنع عن الإقدام، في تصرّف يثير كثيرًا من التأمل؛ إذ يجلو مبدأً أخلاقيًّا ساميًا، يتجاوز حسابات اللحظة،...
التنبؤ السلوكي للآخرين عند قيادة السيارة
أمير الصالح - 14/07/2025م
”القيادة: ذوق وأخلاق وفن“ هو شعار إدارات المرور في معظم الدول على مدى سنوات طوال. وشخصيًا أرى أنه حان وقت مراجعة الشعار، ليُقرأ: ”القيادة: ذوق وأخلاق وفن وحسن تنبؤ“. نؤمن بأن الالتزام بالأنظمة المرورية والانتباه التام وعدم التشتت أثناء القيادة، وإعطاء الطريق حقه وحفظ حقوق المارّة ستُلغي الفوضى المرورية، وتحد من الحوادث بالمَركبات. ونؤمن أيضًا بأن قيادة المركبة تعكس إلى حد كبير أخلاق وسلوك الشخص الذي يقودها، ورزانته وطرق استعماله للممتلكات...
حمم تتقاذف!!
فاضل علوي آل درويش - 14/07/2025م
فكرة السلوك المفاجئ «الغضب والزعل الشديد» البارز كردة فعل لما يواجهه الفرد من ضغوط وصعوبات حياتية، تمثل تصورا عند البعض في تفسيره لما يراه من مواقف وتصرفات الآخرين، وقد يراها البعض كسلوك غير مفهوم ولا يمكن تبريره وإنما صدر بسبب الجهالة أو منطقة الفراغ غير المرئية، وهذا ما يجعل فكرة البحث عن العوامل المؤثرة في حدوث الصورة لهذا السلوك غير مجدية ولا نتائج مثمرة من السير خلفها. ولكن الحقيقة أن الداخل...
ما مدى تطابق التوائم المتطابقين؟
عدنان أحمد الحاجي - 14/07/2025م
Just how identical are identical twins? June 25,2025 ملاحظة من المترجم كما ورد في اللغة العربية، التوأم يعني طفلين تكونا في رحم أمّهما في نفس الحمل. التقرير المترجم أساطير وخرافات قد أحاطت بالتوائم ومدى تشابههم على مدى قرون. في هذا التقرير، نبين كيف تتكوّن التوائم، ومدى تشابههم في الواقع، وماذا بالإمكان أن نتعلمه من التوائم فيما يتعلق بصحة الإنسان. من رومولوس Romulus وريموس Remus - وهما أخوان توأم في الميثولوجيا الرومانية أسّسا مدينة روما () ()...
درس في النجاة «2»
ياسين آل خليل - 14/07/2025م
لكلٍّ منا رزقٌ كُتب له، وحياةٌ اختيرت له، لكننا لسوء الطالع، نعيش الغفلة في أسمى تجلياتها، فننظر إلى ما في أيدي غيرنا أكثر مما ننظر إلى ما بين أيدينا. نُتابع صورًا تُنشر، ومقاطع تُعرض، وأيامًا تبدو كأنها خُلقت للترف والراحة فقط، فنهزّ رؤوسنا حسرة، ونُحدّث أنفسنا جهارا نهارا أو في صمت، وكأننا لا نعلم، أن كثيرًا مما نراه لا يُشبه حقيقته في شيء، وأن خلف الصورة الملوّنة حياة قد تفتقر...
الكاذب لا يعيش حياة واحدة
هاشم الصاخن - 14/07/2025م
هل تغيَّر مفهوم الكذب؟ أم أنَّ الزَّمان أصبح أكثر تهاونًا مع من يتقن التَّلوين والتَّزييف؟ لم يعد الكذب عند بعض النَّاس فعلًا قبيحًا؛ بل صار ”أسلوب حياة“، يُمارَس ببساطة، ويُقال بلا خجل، ويجد لنفسه موضعًا في العلاقات اليوميَّة والتَّعاملات الاجتماعيَّة. في زمنٍ ما، كنَّا نميِّز بين الكذب الأبيض والأسود، واليوم… اختلطت الألوان، وتداخلت الأقنعة، حتَّى صار الصِّدق مستهجنًا في بعض المجالس، والكذب مقبولًا إن كان يُضحك أو يُرضي! ليس الحديث هنا عن كذبة عابرة...
بّشِروا ولا تُنَفِروا
جمال حسن المطوع - 14/07/2025م
أثار أحد الأخوة الأفاضل موضوعًا في غاية الأهمية يستدعي الطرح والمناقشة والحوار، عندما أثار ملاحظات ذات أبعاد منطقية ولها اتصال مباشر بالمتلقي، ينتج عنه تساؤل: لماذا يُصر بعض الوعاظ في خطابهم التوعوي أو الإرشادي على التركيز دائمًا على الجانب الأخروي وأهواله، ليُرسم صورة قاتمة تشاؤمية سوداوية على المتلقي، ويُذكره دائمًا بالموت الذي لا مفر منه، وما ينتظره من حساب وعقاب ووعد ووعيد، ليُثير الهلع والفزع في نفوس سامعيه؟ بل يرسم...
حين تختلط الأهداف بالوسائل
عيسى العيد - 13/07/2025م
يبرز فرق كبير بين من رُسمت له أهداف محددة في حياته، وبين من يعيش ولا يعلم ما هو هدفه في الحياة. قد يشترك الاثنان في نفس الأهداف، لكن الأول حددها ورسم الطريق للوصول إليها عبر وسائل مختلفة، على عكس الآخر الذي لا يدري ما هو هدفه، أو يدري، لكن تتداخل أموره وتتشتّت. هناك أهداف، وهناك وسائل، ويجب التفريق بينهما: الأهداف هي الأمور التي يسعى الإنسان لتحقيقها، كمن يهدف إلى بناء مجد تاريخي...
العالم بالمقلوب
عماد آل عبيدان - 13/07/2025م
هل ترى العينُ العالم رأسًا على عقب؟ سؤالٌ يبدو للوهلة الأولى مجرد ملاحظة بصرية، تافهة المضمون، أقرب ما تكون إلى طرفةٍ علمية، ثم تكتشف بعد قليل أنها ليست سوى مدخل ضيّق إلى دهليزٍ شاسع، تتقاطع فيه الأعصاب مع الأحاسيس، وتنقلب فيه المعايير كما تنقلب الصورة على الشبكية. نعم، العينُ تراه مقلوبًا… لكن الدماغ يُقوّمه. أما العقول والقلوب، فبعضها بقي كما الصورة: بالمقلوب. كان زميلي في العمل يضحك في صمتٍ وهو يقرأ منشورًا...
هل تناول الجبن قبل النوم يسبب الكوابيس حقًا؟
عدنان أحمد الحاجي - 13/07/2025م
بقلم شارلوت جوبتا، زميلة أبحاث ما بعد الدكتوراه، معهد أبلتون، مجموعة أبحاث هيلث وايز، جامعة كوينزلاند المركزية في أستراليا Does eating cheese before bed really give you nightmares? Here’s what the science says July 3,2025 هل سمعتَ يومًا أن تناول الجبن قبل النوم يُسبب لك رؤية أحلام حية () أو كوابيس ()؟ هذه الفكرة شائعة نسبيًا بين الناس. وفي الآونة الأخيرة، سلطت دراسة جديدة () الضوء على هذه الفكرة مجددًا. ولكن هل الفكرة صحيحة؟ دعونا...
حين يُختزل الإنسان في التملك
سراج علي أبو السعود - 12/07/2025م
تحوّلت الأعراف الاجتماعية، وما يُعرف اليوم بـ ”الموضة“، إلى أداة ضغط خفية لكنها فعالة، تدفع كثيرًا من الناس إلى مسايرة نمط استهلاكي يفوق قدراتهم. فعندما تتبنى شريحة واسعة من المجتمع مستوى معينًا من الإنفاق، يتحول هذا المستوى إلى ما يشبه ”المعيار الاجتماعي“، ويُنظر إلى من يخالفه نظرة دونية، قد تغلفها السخرية أحيانًا، تحت هذا الضغط، يندفع البعض لتحمّل نفقات لا يطيقونها، فقط من أجل البقاء في دائرة ”القبول الاجتماعي“. وهكذا،...
الساعة العاطفية: أين يذهب وقتنا بين النفس، الأسرة، الأصدقاء والمجتمع؟
زكي الجوهر - 12/07/2025م
في عصر تتسارع فيه وتيرة الحياة وتتشابك فيه الالتزامات، من المهم أن نتوقف قليلًا ونسأل أنفسنا: كيف نقضي وقتنا؟ ومع من؟ حين نراجع سجل يومنا، ونُمعن النظر في الأشخاص الذين نلتقيهم كل 24 ساعة، تتكون أمامنا ”خريطة زمنية“ دقيقة لعلاقاتنا اليومية - خريطة تغيرت كثيرًا عبر الأجيال، وتكاد تعكس تحولات الحياة الاجتماعية والوجدانية. الصورة البيانية المستندة إلى جدول ”ملازمة نفسي وأقراني «يوميًا»“ تقدّم تصورًا بصريًا لتوزيع الوقت عبر أربع دوائر محورية من...
بناء متماسك
فاضل علوي آل درويش - 12/07/2025م
الأسس التي يطرحها علماء التربية والعلاقات الزوجية ليست مجرد كلمات تعبّر عن أماني وحياة مثالية تنفصل عن الواقع، بل هي مجموعة من المعايير التي تضع هذه العلاقة تسير باتجاه الترسّخ والاستقرار والفاعلية والاقتدار في مواجهة المنغّصات ونقاط الخلاف، فعندما نتحدّث عن قيمة الاحترام المتبادل وتقدير شخصية شريك الحياة دون التجاوز عليه بأي شكل في أفكاره أو خصوصياته، لا يمكن الحديث حينها عن حياة مثالية بل هو معيار مهم لسير العلاقة...
مذْهبُ الدّمُوع وقيدُ الحديد
ليلى الزاهر - 12/07/2025م
عندما تفرّ الكلمة، وتجري مسرعة لأنها تخشى ألّا تفي بحق الموقف، تُغضي حياءً لأنها عاجزة عن ربط الحروف ببعضها البعض. لو تأملنا مشاهد الطّف الحسيني لرأينا عجز السياق الكتابي عن وصف ألم عاشوراء لذلك تُنثر الدموع وتحلّ مكان الكلمات. ولذلك كانت أبرز صفات المؤمنين البكاء على الحسين، فعن أبي جعفر الباقر (ع) قال: كان علي بن الحسين (ع) يقول: أيّما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين بن علي حتّى تسيل على خدّه، بوّأه الله...
القطاع الخاص: من الإغتراب إلى التمكين
منتظر الشيخ - 12/07/2025م
ليس غريبًا أن يشعر البعض بالغربة على أرض وطنهم، بل وصفها نجيب محفوظ يومًا بأنها ”أشد أنواع الغربة“. واليوم، تتجسد هذه الحالة لدى عدد من المواطنين السعوديين، حيث تتزايد شكوكهم حول دورهم وموقعهم على خريطة العمل الوطني، لا سيما على مستوى القطاع الخاص. خلال السنوات الماضية، شهدت المملكة جهودًا غير مسبوقة لتعزيز توطين الوظائف وتنظيم سوق العمل. وتشير التقارير الرسمية إلى ارتفاع عدد السعوديين العاملين في القطاع الخاص من نحو 1.7...
العربية… حضورٌ يتآكل من الداخل
نازك الخنيزي - 12/07/2025م
في زمنٍ لم تعد فيه للكلمات حدود، تجد العربية نفسها كغريبٍ يتلمّس الطريق بين لغاتٍ تتدافع على الألسنة كما تتدافع الإعلانات على الواجهات. لم تعد المشكلة في استعارة بعض المفردات الأجنبية عند الحاجة، بل تحوّل الأمر إلى حالةٍ وجودية، تنذر بفقدان اللسان والهوية في آنٍ واحد. أصبحت العربية تشبه فسيفساء ممزّقة من المفردات الهجينة، يُقال بعضها خجلًا، ويُستبدل أكثرها اتكالًا على غيرها. تبدأ القصة من حيث تنكسر النفوس لا من حيث...